الخرطوم: قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير ان منطقة أبيي المتنازع عليها يمكن ان تصبح سببا لصراع مع دولة جنوب السودان التي استقلت حديثا اذا لم تحترم الاتفاقات. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن البشير قوله في مقابلة مع برنامج "هاردتوك" التلفزيوني: "انه يريد من قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة ان تغادر بلاده لكنه رحب بقرار طرحته الولاياتالمتحدة ووافق عليه الشهر الماضي بالاجماع مجلس الامن التابع للامم المتحدة بنشر 4200 جندي أثيوبي في أبيي لمدة ستة أشهر". وقال البشير "ان الاثيوبيين مفوضون بحفظ السلام في المنطقة ولذلك ترحب بهم الخرطوم". واضاف البشير "ان ابيي "جزء لا يتجزأ من السودان"، وان اي محاولة للاخلال بالبروتوكول الموقع بين البلدين سيؤدي الى تجديد الصراع بينهما. واوضح انه يرغب في رحيل قوات حفظ السلام الدولية التابعة للامم الامتحدة من دولة جنوب السودان المستقلة حديثا، لكنه رحب في الوقت نفسه بتواجد قوات اثيوبية محلها. وقال: "عندما جئنا الى السلام جئناه عن قناعة، وكنا منتصرين في كل ميادين القتال، وكنا نقاتل من اجل السلام، وقسمنا السودان من اجل السلام، ونحن حريصون على هذا السلام، ولن نقاتل الا اذا اجبرنا على القتال". وكان رئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي قد ذكر في العشرين من الشهر الماضي ان قادة شمال وجنوب السودان توصلوا الى اتفاق ينص على جعل ابيي منطقة منزوعة السلاح وسحب القوات العسكرية منها والسماح لقوة حفظ سلام اثيوبية بالانتشار فيها. وينص الاتفاق على سحب القوات السودانية (الشمالية) من أبيي التي دخلتها في 21 مايو/ايار ما ادى الى فرار الالاف من السكان منها، وجعلها منزوعة السلاح. وتعد السيادة على منطقة أبيي، المتاخمة لولاية جنوب كردفان الحدودية، إحدى نقاط الخلاف الرئيسية بين شمال السودان وجنوبه. وكان من المقرر على وفق اتفاقية السلام الشامل، الموقعة بين الجانبين عام 2005، أن يجرى استفتاء في أبيي لتحديد تبعيتها للشمال أو الجنوب، بيد ان الخلافات بشأن من يحق له التصويت في هذا الاستفتاء عرقلت اجراءه.