جيهان السادات وحديث التناقضات بين المقاومة والسلام
* صادق الخميس - العراق – بغداد اتفاقية كامب ديفيد المصرية الاسرائيلية
في مقابلة اجرتها قناة العربية الفضائية مع سيدة مصر السابقة جيهان السادات ارملة الرئيس محمد انور السادات والذي اغتيل عام 1981 في حادثة معروفة لدى الجميع تحدثت السيدة جيهان عن حياتها ومسيرتها مع الرئيس الى اخر ايامه على عرش مصر الشقيقة .
وتناول اللقاء الكثير من الامور السياسية والجوانب العائلية وغيرها من الامور والاحداث التي رافقت مسيرتها داخل القصر الجمهوري مع زوجها الراحل .. ولا اخفي ان المقابلة كانت شيقة وفيها من الجرأة والصراحة الكثير .
سيدة مصر السابقة اشارت وبأسهاب عن الدور الذي اضطلع به الرئيس السادات في عملية ما يسمى (السلام) بين مصر واسرائيل وهو دور وطني مشرف - كما تقول جيهان السادات - وان بعض العرب قد اخطأوا حينما عارضوا فكرة السلام مع اسرائيل .. وان السادات قد ضحى بحياته من اجل اقامة السلام وان مشروعه آنذاك لو تم الاتفاق عليه من قبل جميع العرب لما كانت هناك معاناة للفلسطينين ولم يبقى مهجر ومبعد ولم تكن للمخيمات من وجود .. وان السادات عندما اقدم على هذا المشروع – والحديث ما زال للسيدة جيهان السادادت – اراد انهاء معاناة العرب وذلك لحبه وتمسكه بقوميته وتاريخ العرب .
وفي اجابتها عن سؤال المذيعة والمحاورة في اللقاء عن موضوع زواجها من السادات الذي يكبرها بخمسة عشر عاما وكان مطلقا في وقتها وهي في الخامسة عشر من عمرها قالت : اني كنت منذ الصغر احب بلدي واعشق تراب الوطن وكان احد اقاربها يتحدث عن السادات حيث كان صديق له عن معارضته للاحتلال الانكليزي لمصر ووقوفه بوجه الانكليز ودخوله بين حين وآخر في السجون ومحاولات هروبه ثم اعادته الى السجن كانت السبب وراء حبها الى السادات دون ان تراه لوقفته الوطنية ومقاومته المحتلين الانكليز - حسب ما فهم من كلامها - ..
كما اشارت ان اهلها قد وافقوا على التزويج الا والدتها (وهي سيدة انكليزية) التي عارضت في البدء بسبب – كما تقول جيهان – ان والدتها سألت السادات عن رأيه برئيس وزراء بريطانيا آنذاك (تشرشل) فقال السادات : انه حرامي لانه سرق خيرات وثروات مصر ..
وهنا جاءت تناقضات سيدة مصر السابقة ففي حين تمجد وتمدح زوجها لانه قام بمشروع تسميه هي (مشروع سلام) وان الجلوس مع الاسرائيلين والتفاوض معهم والتنازل عن بعض الاراضي لهم وقبول احتلالهم مشروع قومي ووطني .. ومن جانب آخر تمجد وتمدح السادات لانه كان مقاوما وصلبا بوجه المحتلين الانكليز وانها عشقته وتزوجت منه بسبب مقاومته للمحتلين ..!
فأي تناقض هذه يا سيدة مصر السابقة .. فكيف ترضين وتقبلين بما قام به زوجك الراحل كما تقولين بمواقفه الشجاعة وتصديه للمحتل الانكليزي ثم تقولين أن على الفلسطينيين والعرب القبول بالجلوس والتفاوض مع المحتلين الاسرائيلين الذي يحتلون الاراضي الفلسطينية وبعض الاراضي الاردنية والسورية واللبنانية ..!؟
لماذا تمدحين نفسك بحبك وعشقك لمصر ولكل من قاوم الاحتلال الانكليزي وترفضين حب الفلسطينين واللبنانيين والسوريين لأرضهم ومقاومتهم للمحتل الاسرائيلي ..؟
لماذا تتباهين بموقف الرئيس السادات ووصفه تشرشل بالحرامي لانه احتل مصر ونهب خيراتها ولا ترين الاسرائيلين بأنهم (حرامية) احتلوا الاراضي العربية وشردوا اهلها واستولوا على خيراتها ..؟ اتمنى ان لا اكون قد اسأت في موضوعي هذا ولكني رأيت ان هناك جملة من التناقضات في حديث السيدة جيهان السادات اردت التعقيب عليها اتفاقية كامب ديفيد المصرية الاسرائيلية