حماس عندما أفسدتها السلطة ! طه خليفة حماس طلبت تأجيل حوار القاهرة. حماس أفشلت الحوار. حماس أحرجت مصر التي بذلت جهوداً مضنية مع الحركات والفصائل والجماعات الشاردة هنا وهناك لتعقد مصالحة بينهم. مصالحة اللحظة الأخيرة لإنقاذ ما تبقى من القضية الفلسطينية. قضية شعب يئن تحت الحصار والظلام في غزة. شعب يواجه الاستيطان والاحتلال في الضفة. شعب تعيس بفصائله وحركاته ومنظماته وقياداته في الداخل وفي الخارج. هؤلاء القادة الذين تتنازعهم ولاءات خارجية يدمرون القضية. أين هي تلك القضية الآن؟ لا قضية ولا محكمة ولا هيئة دفاع. لقد باعوا القضية!!. من يبكي اليوم على أهل غزة الذين يعيشون كارثة إنسانية باعتراف الأممالمتحدة. لا قمح ولا غذاء ولا دواء ولا مياه نظيفة ولا كهرباء. لا حياة إطلاقاً. إن الموت قد يكون أرحم من هكذا حياة. ولماذا؟!. لأن حماس تريد الاستمرار في الحكم والقمع والقهر. صواريخ طائشة تنطلق دون جدوى تعطي باراك وأولمرت اللذين تغرب شمس حياتهم السياسية لتشديد الحصار وإحكام غلق المعابر واستمرار التنكيل بمليون ونصف المليون فلسطيني. أهل غزة رهينة في أيدي حماس. فليمت كل الفلسطينيين في غزة لأجل أن تعيش حماس ولأجل أن يظل قادتها يناضلون من فنادق الخارج ومن عواصم المقاومة والممانعة العربية والإسلامية. حتى التعاطف من الشقيق والصديق مع كارثة الغزيين لم يعد كما كان. انظروا من حواليكم الآن. من انتفض هذه المرة لأجل غزة. من تحرك. من استنكر ومن شجب!. إذا كانوا في حماس لم يتعاطفوا مع أبناء شعبهم فلا ينتظروا الكثير من الآخرين. حماس فقدت البوصلة يوم تملكتها شهوة السلطة. السلطة مفسدة. وهي اليوم تتخبط من مس السلطة وفسادها. لا ندري هل مازالت تناضل؟! وإذا كانت تناضل فهي مع من وضد من؟! ضد.. إسرائيل العدو التاريخي أم سلطة رام الله العدو الجديد القريب الأولى بالجهاد؟! وإذا كانت أعطت النضال إجازة وبدأت طريق المهادنة فهل هي تهادن إسرائيل وتحفظها من زخات الصواريخ التي لا تقتل ولا حتى تجرح أم أن المهادنة يجب أن تكون للنصف الآخر في رام الله؟!. ارتكبت حماس حماقة أخرى برفضها الذهاب لحوار القاهرة فقد جاءتها أوامر اللحظة الأخيرة بعدم الذهاب وإفشال مساعي الخيرين من عرب وعجم. كم استفادت وكم استفاد المنكوبون بها في غزة وفيما تبقى من أراض فلسطينية. إنها بداية سياسية شديدة الغباء تستقبل بها حماس الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما. إسرائيل تستقبله بالورود وحماس تستقبله بالأشواك. أشواك المزيد من الانقسام والخلاف والفرقة. إذاً لا تنتظروا منه شيئاً مذكوراً. وانتظروه داعما لإسرائيل أكثر من الراحل بوش. عن صحيفة الراية القطرية 16/11/2008