في صلف حقير أعلنت محكمة القوى الظالمة في العالم عن صدور مذكرة لاعتقال عمر البشير..... محكمة حاقدة أسستها أمم فاسدة تبيع للعالم الكلام من مثل حقوق الإنسان والعدالة والسلام... وذات يوم ادعى مدع يعمل لصالح البغي والفساد، وترى في وجهه ملمح الحقد باد، أنه نصير الضحايا في البلاد، وأنه مفوض من رب العباد... أعلن أنه نصير كل مظلوم، وملاذ كل محروم ، وأنه للضعاف العتاد، وللنساء العماد، فاستنكر القتل والتهجير، والاغتصاب والتدمير....
من يسمع الأخبار ويرى التقرير يظن أن القيامة لن تقوم وأن العدل في الدنيا يقوم؟ يطلعُ علينا كل يوم ونتن الخمر يلوح في شدقيه، وقبل البغايا بادية عليه لينصر بنات المسلمين في دارفور ، ويزيل عن كواهل المغتصبات الجور؟!
وتعود إلى الخيال صور الخبال في سجون الاحتلال، حيث الرجال فوق الرجال، في مشهد تندى له الجبال.... وتعود إلى الذاكرة مشاهد النساء الضحايا، والبنات السبايا في بلاد المسلمين... ولا أبدي من الشواهد أكثر فالواقع أشد وأكبر.... وصور العاريات في كل زاوية، ولو استطاعوا لجردوا الطيور من ريشها، فتهنا بعيشها وتنعم بالحرية على الطريقة الغربية... ومارسوا كل شذوذ باسم ضرورة التغيير، واعتدوا على كل معظَّم باسم حرية التعبير....... واستباحوا الأوطان، ودمروا الإنسان، ويدعون أنهم... يحاربون.... مبدأ الطغيان...
وصوَّر الإعلام جرائم بني صهيون ..فأخرسوا الأصوات، وكمموا الأفواه، وأعموا العيون، وقالوا: نعود ... إلى حديقة السلام، ونبرم العهود .... دماؤهم دماء، ودماؤنا كالماء، وإن شئت تقول: إنها هباء.. يقتل منهم واحد فتقوم القيامة، ويقتل منا الألوف في ثانية... يشرد الأطفال.. يعيشوا طفولة بائسة.. لا دار تؤويهم... دمروها... بقنبلة طائشة... يُقتل الأحرار ... وينتهي الأمر منهم باعتذار، أو مبرر سخيف ؟ إنهم أخطأووا في القرار، وكانوا يقصدون تتبع الأشرار... تُهدَّم المساجد... وتستباح... والحجة دائماً حاضرة.... إنها الرياح ؟
لن نسرد التاريخ.. لن نعيد إلى الذاكرة... عهود الاحتلال الماضية.... في بلاد المسلمين، وذبح الملايين.. لن نذكر المآسي في الشيشان و بلاد الأفغان، وقبلهم كوسوفا والبوسنة والهرسك.. فمازالت صرخات الضحايا تصم الآذان..... وها هو العراق فيه آلاف المشاهد تغني عن مليون شاهد...... أما فلسطين.... فمشهد المبضع يبتر الأعضاء بعد أن مزقتها قنابل الأعداء ... ومشهد الدمار والخراب... والحجة دائما حاضرة ....نحارب الإرهاب..
أي قانون يسوي بين ضحية وجلاد...؟ إنه قانون البغي والإلحاد... إنه قانون يزرع الأحقاد... في صدور الأبناء والأحفاد.... قانون وضعته عقول كافرة، وقلوب حاقدة، وأيد مجرمة، ضد أبناء هذه الأمة... ولكن هيهات هيهات.... هيهات لللباطل أن ينتصر... هيهات للحق أن يندحر وإنما للبغي جولة.... وللعدل جولات.. [ وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ]
أمَّتي ماذا دهى بلغ الذلُّ المدى بلغ القتلُ الذُّرى لعبت فينا المُدى أثخنتنا حربهُم حكمت فينا العدا سجنوا أبناءنا وأذاقونا الردى جاء وغدٌ وعدا وانتشا وعربدا ومضوا في غيهم قربوا من أفسدا مزقوا قرآننا وأهانوا مسجدا وأثاروا فتنة لا تخلي أحدا شردوا أطفالنا أفسدوا طُهرَ الندى وتمادوا جرموا كلَّ من قد وحدا لاحقوا من آمنوا وأنابوا سجَّدا رسموا خير الورى من له الروح فدى قسَّموا عراقنا حكموا من أفسدا وفلسطينَ التي تشتكي من بددا حاربوا أخلاقنا والحياءَ والهدى لن نهين للعدى لن نلين سرمدا هاهو النَّصرُ سرى لاح فجرٌ قد بدا .