تتوالي الأخبار المفجعة مصحوبة بالصور والفيديوهات التي يشيب لها الولدان عما يحدث لأقلية الروهينجيا المسلمة في بورما البوذية. مشاهد مروعة لبشر يحرقون أحياء داخل أكواخهم وأكوام من الجثث المتفحمة ، ذلك كله والعالم يشاهد ولا يحرك ساكنا بل الأسوأ أن الولاياتالمتحدة وبالتزامن مع هذه المذابح بل المحارق ،تقوم برفع العقوبات الاقتصادية عن ميانمار. ولكن الأغرب والأسوأ أن يشاهد العالم الإسلامي تلك المحارق الجماعية لإخوانهم دون أن يحركوا ساكناً في وقت تعلو فيه العاطفة الدينية والمشاعر الإسلامية ومع ذلك لا نرى أي رد فعل رسمي أو شعبي علي ما يجرى لإخواننا في الدين والإنسانية. وصدق فينا قول المصطفي الكريم بأننا أصبحنا غثاءً كغثاء السيل تتداعي علينا الأمم كما تتداعي الأكلة إلي قصعتها بما أصابنا من وهن وهوان يتنافى مع عزة الإسلام. ولعل الجميع الآن يعرف حقيقة التعصب والحقد الأعمى علي الإسلام ليس من البوذيين الوثنيين فحسب بل من الغرب الصليبي الذي وقف بكل قوة مساندًا لاستقلال تيمور الشرقية عن إندونيسيا المسلمة- بعد أن نجح في تنصير نصف سكانها- بدعوى حق تقرير المصير ،وهاهو يغض الطرف عن أمة تباد حرقاً ،فقط لأنها أمةٌ مسلمة،كما غض الطرف من قبل عن مذابح الروس للشيشان ،والصين لأقلية الإيجور في تركستان الشرقيةالمحتلة من قبل الصين والتي غيرت اسمها الي شينجيانج. وهو الذي وقف مساندا من قبل- للزعيمة البورمية (البوذية)المعارضة أونج سان سوكي التي تتجاهل نداءات واستغاثات مسلمي الروهينجيا هي الأخرى،وهي الحائزة علي نوبل للسلام ،السلام الذي لا يريد الغرب للمسلمين أن يعيشوه أبدا. والغريب أن البوذيين لم يعرف عنهم هذه الهمجية والوحشية طوال تاريخهم، فكيف تحولوا إلي شياطين جهنمية تحرق البشر أحياء؟؟؟ ،أم أن ضعف المسلمين وهو يغري كل شياطين الدنيا وكلابها الشرسة أن تنهش لحومهم وتنهل من دمائهم؟؟؟ وأين حكومة د. مرسي التي ترفع راية الإسلام وتؤمن أن الإخوة في الإسلام أقوى من إخوة النسب؟؟؟ ،لماذا لم نسمع لها تصريحا واحدا يدين ما يحدث لإخوانهم في الدين ،وأين العربية السعودية أرض الحرمين الشريفين مما يحدث لمسلمي بورما؟؟؟ ولماذا تباد الاقليات المسلمة-دون غيرها من الاقليات- بهذه الوحشية في كل دول العالم تقريبا؟؟؟ والحقيقة أن المسلمين باستطاعتهم إيقاف تلك المذابح لو اتحدوا علي موقف واحد قوى من الحكومة البورمية المجرمة واتفقوا علي قطع جماعي للعلاقات السياسية والاقتصادية مع هذا النظام المجرم،ولكن هيهات أن تبعث الأموات قبل يوم القيامة ،ولأنني أعلم أن المسلمين جميعها سيسألون يوم الدين عن تخاذلهم عن نصرة إخوانهم في الدين، لذلك فأنني أكتب هذا المقال عسي أن تجد صيحتي سامعاً وأن تحيي قلبا ميتا،وليس ذلك علي الله ببعيد. أحمدأبوضيف عبدالمجيد-مقدم برامج بالاذاعة