غزة على أبواب احتلال إسرائيلي مفيد عواد إسرائيل على أبواب حرب قادمة يجري تعريفها إسرائيلياً بحرب غزة ذلك أن الجميع في إسرائيل يدركون أن المفاوضات أو الهدنة مع حركة حماس ليست خيارا مطروحا وأن الحل العسكري .. احتلال قطاع غزة ..هو الإمكانية الوحيدة التي تستعد لها سلطات الاحتلال العسكري الإسرائيلي. أوامر الاستعداد للهجوم على قطاع غزة صدرت منذ عدة أشهر حيث أصبحت لدى الجيش الإسرائيلي تعليمات واضحة باستكمال التدريبات والتحضيرات للاستعداد للهجوم على قطاع غزة وان ذلك لم يعد سرا عسكريا بعد أن أعلن وزير الدفاع إيهود براك صراحة وأكثر من مرة انه لن يكون هناك مفر من احتلال القطاع .. إسرائيل منهمكة الآن بوضع اللمسات النهائية لما بعد احتلالها المتجدد لقطاع غزة وكل ما تحتاجه الآن هو المزيد من الوقت ومحاولة كسبه لأطول فترة ممكنة حيث يدور في كواليس وزارة الدفاع الإسرائيلية الحديث عن أن الخطوات الضاغطة على مواطني القطاع كقطع التيار الكهربائي مثلا أو قطع الإمدادات بالمحروقات .. أساليب ليست ناجعة ولم تؤد إلى وقف ما وصفته وزارة الدفاع الإسرائيلية قصف التجمعات السكنية الإسرائيلية بالصواريخ الفلسطينية المطورة التي وصلت إلى عدة كيلو مترات ومرشحة لان تصل إلى مدى يفوق ال 15كيلو مترا إلى أسدود وعسقلان .. حركة حماس من ناحيتها ترفض التوجه إلى إسرائيل حتى في الأمور الإنسانية الطارئة لأنها تعتبر أن أي اتصال مع الإسرائيليين هو اعتراف في شرعية الاحتلال لذا فإن إسرائيل تستبعد الموافقة على عرض حماس الخاص بالهدنة لأن ذلك - وفق تفسير إسرائيل لهذا الطلب - يعطي حماس فرصة لبناء قوتها كما حدث مع حسن نصر الله سابقاً لذا فإن متحدثا بلسان وزارة الدفاع الإسرائيلية قال أن إسرائيل لا تملك خيارات كثيرة بهذا الشأن واصفاً أن الوضع الحالي يمكن وصفه بأن إسرائيل تمر الآن بمرحلة ما قبل الحرب!! تقديرات وزارة الدفاع الإسرائيلية تتوقع بأن المقدرة الحربية لحركة حماس تتعاظم باستمرار ذلك لأن صناعة السلاح لديها تتطور حيث أصبحت تنتج اليوم صاروخا هو على درجة كبيرة من الشبه بالكاتيوشا الروسية وان إنتاج السلاح لديها في العام 2008 سيشهد إنتاجا مكثفا لهذا الصاروخ وان إعطاء حماس مزيدا من الوقت يحقق لها هذا الهدف بحيث تبدو مستعمرات كريات غات واسدود وعشرات التجمعات الاستيطانية الأخرى في إسرائيل في متناول هذه الصواريخ هو مسألة وقت تتعلق فقط ببذل مزيد من الوقت والجهد . مصادر قيادية في سلاح الجو الإسرائيلي تؤكد انه لن يكون في مقدور إسرائيل في العام 2008 بوضع حل ملائم لمشكلة الصواريخ سواء أكانت كاتيوشا أو قسام .. وأن قمع عملية إطلاق الصواريخ لن تكن ممكنة إلا من خلال هجوم واسع على عدة جبهات في القطاع تمكن إسرائيل من إبعاد مطلقي الصواريخ إلى عمق القطاع و ضرب سلسلة الإنتاج الحربي فيه. بالتأكيد أن الهجمات الإسرائيلية اليومية على القطاع ستؤدي في نهاية الأمر إلى انفجار الأوضاع و أن الإنفجار سيؤدي على ما يبدو إلى تحقيق مصلحة للطرفين حماس و إسرائيل فحماس ستبذل كل ما في وسعها لهدم التسوية السياسية بين السلطة وإسرائيل، و إسرائيل تعتقد في الوقت نفسه أن عليها إزالة شبح حماس إذا كانت ترى أن هناك إمكانية في التوصل إلى تسوية مع السلطة الفلسطينية. مفاعيل إعادة احتلال قطاع غزة مجدداً هو ما يشغل بال إسرائيل ويشكل لها هاجساً بما يجب فعله بعد الاحتلال ولمن سيتم تسليم المنطقة للسلطة أم لمجلس الأمن أم للأمريكيين!! فلا أحد في إسرائيل يراهن أو يضمن أن تأخذ السلطة في حسابها إمكانية التعاون مع الاحتلال الإسرائيلي للقطاع. وفي آخر اجتماع عقدته تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية منذ أسبوعين مع وزراء خارجية الإتحاد الأوروبي قالت لهم ان هناك إمكانية لدخول قوات متعددة الجنسيات إلى غزة و لعل هذه هي الإمكانية المتاحة الآن أمام إسرائيل و يجري بلورتها حول الأسلوب الناجع لدخول هذه القوات بالنسبة لإسرائيل أو على الأقل يشكل دخولها هدفاً من الأهداف التي تسعى إليها إسرائيل و لكن السؤال الكبير المطروح أمامها .... هو كيف؟ و بأي صيغة و بعد أي خطوة و ما هو ثمن هذا الدخول؟ ثم هل أن إسرائيل جاهزة لدفعه مهما بلغت تكاليفه؟. عن صحيفة الرأي الاردنية 29/12/2007