الفلسطينيون يريحون "إسرائيل" حسام كنفاني لا توفّر “إسرائيل" فرصة لمنع عودة الوحدة بين حركتي “حماس" و"فتح"، وحتى انها تبدي خشيتها من مثل هذه الوحدة. ووزيرة الخارجية “الإسرائيلية" تسيبي ليفني كانت صريحة خلال لقائها مع سفراء الاتحاد الأوروبي لدى الكيان، حين حذّرت أمامهم من خطورة اتحاد الحركتين، داعية إلى إبقائهما منفصلتين، على اعتبار أن تلاحمهما سيضرّ “عملية السلام"، التي تدّعي “إسرائيل" السير بها. كلام ليفني جزء من حملة “إسرائيلية" حقيقية تهدف إلى إبقاء الشقاق بين طرفي القضية الفلسطينية. وما تسرّب أخيراً عن مساعٍ عربية لإعادة جمع الطرفين على الطاولة التفاوضية أثار مخاوف، دفعت حكومة الكيان، بحسب الصحف “الإسرائيلية"، إلى إيفاد مبعوثين لمحاولة عرقلة مثل هذه المحاولة. أمام هذه الحملة “الإسرائيلية"، كان لا بد للطرفين الفلسطينيين المتضررين من الوضع القائم حالياً السعي إلى جمع شملهما، فالسلطة الفلسطينية ستكون عاجزة شعبياً عن مواجهة أي إخفاق تفاوضي جديد، حتى ولو نجحت العملية السلمية، وهو أمر مستبعد، فإنها ستكون غير مكتملة الشرعية في ظل حال الفصل السياسي والجغرافي بين الضفة الغربية وقطاع غزة. الأمر نفسه مع حركة “حماس" التي لا بد متضرّرة شعبياً من الحصار القائم على قطاع غزة، وهي بحاجة إلى امتداد شرعي في الضفة الغربية والأقطار العربية، والمقصود هنا شرعية رسمية، ولا سيما أن الحركة تبحث عن آفاق استمراريتها سياسياً وميدانياً في وقت تتصاعد التهديدات “الإسرائيلية" بعدوان واسع على قطاع غزة، هدفه الأساسي القضاء على حركات المقاومة، وفي مقدمتها “حماس" و"الجهاد الإسلامي". المصلحة الفلسطينية المشتركة والمخاوف “الإسرائيلية"، يبدو ليست كافية للحركتين لوعي ضرورة العودة إلى الحوار والوحدة، فالتوتر في تصاعد مستمر، وأحداث غزة أول من أمس، والتهم المتبادلة بين الطرفين في المسؤولية عنها، تشير إلى أن حال الاحتقان لم تخف بعد لتمهّد لحوار حقيقي بين الطرفين. واعتقال قوة الشرطة التابعة ل “حماس" في غزة، غير المبرر قانوناً وتوقيتاً، لعمر الغول، مستشار رئيس حكومة تسيير الأعمال سلام فياض، إضافة إلى حملات الاعتقال في الضفة الغربية لعناصر الحركة الإسلامية، تؤشّر إلى ان ما حكي عن حوار بعد عيد الأضحى لا يزال بعيد المنال أو ذهب ادراج الرياح، لتبقى البسمة على الوجه “الإسرائيلي" المستفيد من الحال الفلسطينية القائمة. عن صحيفة الخليج الاماراتية 16/12/2007