حرب إجرامية بكل مل تحمله الكلمة من معان ، ستون طائرة ومرواحية ألقت 100 طناً من المتفجرات أصابت 40 هدفاً مدنياً ،أستباح الصهاينة كل شئ الأطفال والنساء ،الشيوخ والعجائز، المنازل والمستشفيات ، المدارس والمؤسسات،حتى سيارات الإسعاف لم تنجو من القصف الإجرامي ، وكان الحصاد الأولي 225 شهيداً و 700 جريحاً ، مجزرة بشرية وإنسانية في الذكرى الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان !
لكن وبكل أسف الحدث كان متوقعاً ومنتظراً خاصة بعد جولة وزيرة خارجية الكيان الصهيوني والتى اختتمتها بالقاهرة وأعلنت منها الحرب على غزة، نعم أعلنت الحرب من قلب العروبة والإسلام وفي حضور الوزير الخامل العاجز أحمد أبو الغيط الذي طالما توعد بكسر أقدام سكان غزة ، فليهنأ أبو الغيط وتيار التحريض والعداء في مصر فقد قطع الصهاينة رؤس سكان غزة وليس أقدامهم.
كانت المجزرة متوقعة بعد التصريحات التي نٌسبت لكبار القادة السياسيين والأمنيين العرب والذي حذروا الصهاينة من تكرار الفشل الذي تم أمام حزب الله ، بل طالب بعضهم بقطع رؤوس حماس في الداخل والخارج بعدما شبهوها بالعصابة ، كان الحدث متوقعاً بعدما دقت طبول الحرب من بعض العواصم والصحف والقنوات العربية ، وكانت التصريحات التي لا تستطيع أن تحدد من أي وعاء خرجت ؟ من عدو أو شقيق فهي في السوء سواء .
لماذا غزة دون سواها؟ ولماذا فلسطين دو غيرها ؟ هل لطبيعة القضية ؟ أم لحساب الدولة اليهودية؟ أم لأن حماس دون غيرها من تيارات المعارضة والمقاومة تمثل تجربة إسلامية ناضجة وفاعلة، داعية ومجاهدة، وسطية وغير مستكينة ، تمثل البديل الإسلامي الحضاري الذي اجتمعت عليه جماهير الأمة نموذج الوسطية والاعتدال بعيداً عن الانحراف الفكري أو السلوكي متمسكاً بثوابت الأمة دون إفراط أو تفريط ، أم لأنها تمارس السياسة وهي تعي أنها حركة مقاومة وتحرر وطني في دولة محتلة ، وليست حزباً سياسياً في دولة مستقلة وديمقراطية؟
أم لأنها تدرك طبيعة المرحلة والمكائد والتحديات ، فتعي أن الغريب متآمر والشقيق متخاذل والصديق متواطئ ولكنها لا تراهن إلا على نفسها وشعبها ومن يؤمن بمشروعها ورسالتها، ماذا يُراد من غزة و حماس ؟ تنازلات أم مفاوضات أم صفقات ؟
لصالح من ولحساب من؟ حماس لن تكون إلا هي ، وليكن ما يكون ،شهداء وجرحى واغتيالات، لكن وفي جميع الأحوال لن تركع غزة ولن ترفع الراية البيضاء استسلاماً كما صرحت قيادات حماس رغم الجرح النازف ، الرهان ما زال قائماً على الشعوب بالتحرك الفاعل المحسوب والمؤثر، وعلى الأنظمة العربية أن تبريء ذمتها وتتحمل مسئولياتها بعد تصريحات أطلقت من هنا وهناك تؤكد أن ليفني بهذه المجزرة تجاوبت مع احتياجات وطلبات قادة المنطقة!!