واشنطن تهدف لتشويه صورة النظام السوري محمد خليفة في اعتداء سافر على الأراضي السورية ، نفّذت أربع مروحيات حربية أميركية عملية إنزال في قرية «مزرعة السكرية» قرب مدينة البوكمال السورية يوم 26/10/2008 وفتح الجنود الأميركيون النار على أهالي القرية ، فقتلوا ثمانية منهم وجرحوا أربعة عشر آخرين، ومن ثم عادت المروحيات والجنود إلى العراق. وقد ادعى الجيش الأميركي أنه استهدف بهذه العملية موقعاً تديره خلايا مسلحة تعمل داخل العراق. وطبعاً لم يكن هناك شيء من هذا القبيل في تلك القرية الوادعة، بل إن هذه العملية مقصودة ومتعمّدة وترمي إلى أهداف بعيدة. فهي توحي بأن خيوط اللعبة الأميركية ضد سوريا قد تغيرت. فقد اكتفت الولاياتالمتحدة في السنوات اللاحقة لاحتلال العراق بمحاصرة سوريا دبلوماسياً ودفع الدول الحليفة لها إلى مقاطعتها وإظهارها كدولة منبوذة بدعوى أنها تدعم ما يسمى «الإرهاب» في العراق ولبنان وفلسطين. وقد نجحت في إخراج سوريا من لبنان عام 2005 وفي كفّ يدها عنه. كما دفعت إسرائيل إلى مهاجمة موقع عسكري سوري في سبتمبر 2007 ، وادّعت أن هذا الموقع كان مفاعلاً ذرياً قيد الإنشاء. وكانت الولاياتالمتحدة تسعى من وراء كل ذلك، إلى زعزعة استقرار الحكومة السورية ودفع سوريا إلى أتون الفوضى. لكن سوريا نجحت في مقاومة الحصار الأميركي المفروض عليها من خلال تحالفها مع روسيا والصين، وكسرت نطاق العزلة الدولية. وعندما رأت الولاياتالمتحدة أن حربها الدبلوماسية قد فشلت مع سوريا، اتجهت إلى العمل العسكري ضدها. وقد جاء الانفجار الذي حدث في العاصمة دمشق أواخر شهر سبتمبر الماضي كمقدمة لهذه السياسة الجديدة. فقد أعقب حدوث هذا الانفجار ظهور تقارير سياسية أميركية تتحدث عن مصاعب تواجه النظام السوري من جراء التنظيمات الإسلامية المتطرفة التي تعمل داخل سوريا. ومن ثم جاء هذا الإنزال العسكري الأميركي في الأراضي السورية بهدف تشويه النظام السوري في عيون الشعب السوري، لأن الولاياتالمتحدة تعتقد أن سوريا لن تجرؤ على الردّ على هذا العدوان. وهدف أميركا من وراء هذا العمل العسكري هو تحويل سوريا إلى باكستان أخرى، فالجيش الأميركي يقوم بشكل يومي انطلاقاً من أفغانستان بتنفيذ هجمات ضد المدنيين في منطقة القبائل الباكستانية بدعوى أن فيها جماعات موالية للقاعدة وطالبان. وتكتفي الحكومة الباكستانية بالشجب والإدانة ومطالبة الولاياتالمتحدة بعدم تكرار مثل هذه العمليات. لكن الاحتجاجات الباكستانية لم توقف الهجمات الأميركية مما أدّى إلى حدوث نقمة شعبية في باكستان ضد الحكومة لتقاعسها عن حماية أراضي الدولة والدفاع عنها. فتضاعفت الهجمات الانتحارية التي ينفّذها متطرفون باكستانيون ضد مؤسسات الدولة الباكستانية ، وأصبحت باكستان الآن على شفير فوضى عارمة. ولعل هذا هو ما يُراد لسوريا الآن، فاستمرار الهجمات الأميركية داخل الأراضي السورية وعجز القيادة العسكرية السورية عن الردّ سيدفع المتشددين في سوريا إلى تنفيذ المزيد من الهجمات ضد مؤسسات ورموز الدولة السورية، وبالتالي إدخال هذا البلد العربي في الفوضى رغماً عن إرادته. عن صحيفة الوطن القطرية 5/11/2008