معركة الأموال المشبوهة التي تقدمها السفارة الأمريكية علي بعض الجمعيات والتي تحول معظم أعضائها إلي نجوم في عالم الثراء..
هي جزء من المعونة الأمريكية التي تحولت إلي سيف علي أعناق النظام السابق.. أموال هذه الجمعيات المشبوهة لا تخضع لمراقبة الجهاز المركزي للمحاسبات ولا لأي رقابة جادة..
وتحولت إلي مصدر من مصادر تلويث هواء الباحثين عن الحريات والديمقراطية بمعني أن نضال الشعب المصري بريء تماماً من هذه الأموال القذرة..
في عام 2005 تقدمت والنائب المحترم أبو العز الحريري بطلبات إحاطة حول قيام السفير الأمريكي «ديفيد وولش» بتوزيع مليون دولار علي ستة جمعيات في عقر دار السفارة الأمريكية وللعار قام التليفزيون المصري ببث ما حدث كدعاية للمعونة الأمريكية.
وللأسف تحولت هذه الأموال للعب بمصير بعض الأحزاب وبعد أعتراف السفيرة الأمريكية مؤخراً بأنه تم تقديم 40 مليون دولار لدعم الديمقراطية في مصر لبعض هذه الجمعيات وهو أمر في منتهي الخطورة لأن الحكومة المصرية عاجزة تماماً عن أتخاذ أي مواقف جادة حيال هذا التدخل السافر.
لأن الدولة التي لا تملك استقلالية قرارها في توجيه المنح والقروض التي تقدم لها.. هي نفس الدولة التي لا تملك سيادتها علي أرضها..
فقد أثبتت الأيام ان هذه الاموال ساهمت في زرع الفتن الطائفية داخل الوطن، وساهمت أيضاً في اختراق الاحزاب من عناصر من هذه الجمعيات لأن القانون يحرم علي الاحزاب تلقي الاموال من الخارج..
ومن هنا بدأ التحايل من خلال الجمعيات والتي يكون لاعضائها الكلمة في اختيار بعض قيادات الاحزاب.. كما تحاول حالياً تلويث الدور النضالي للشعب المصري..
أبداً لن يحدث هذا، ولن يسمح الشعب بذلك..
وأقول للدكتور عصام شرف رئيس الوزراء والدكتور جودة عبدالخالق وزير التضامن إن خطورة الأمر هو استمرار إغداق اموال المعونة الامريكية علي مجموعة تحولت الي منابع الفساد..
كيف تمر هذه الاموال من خلف ظهوركم رغم وجود ملايين المرضي والجوعي والعاطلين في هذا الوطن.. والمطلوب فوراً اعلان موقف الحكومة المصرية يبين لنا حقيقة صمتها المريب..
فاذا كانت الحكومة الأمريكية قد فرضت شروطها وضغوطها علي النظام السابق فهل تستجيب لها الحكومة المصرية.. واذا كانت استجابة النظام السابق لها ما يبررها في ذلك وهي غض البصر عن مشروع التوريث وانتشار الفساد..
فما هي حجة الحكومة الحالية لاستمرار هذه الضغوط.. ان الشعب الذي خرج يوماً مطالباً بالرحيل هو نفس الشعب الذي خرج في 1919 مطالباً برحيل المحتل واستقلال البلاد.
*كاتب وصحفي من مصر عضو مجلس الشعب سابقا جريدة الوفد