هل تتحول الجماعة الي جمعية أهلية؟ حزب الجماعة وجماعة الحزب
*سعد البحيري
لا أستطيع أن أخفي فرحتي بقرار جماعة الإخوان المسلمين في مصر الخاص بإنشاء حزب سياسي للمشاركة الرسمية والشرعية في الحياة السياسية في مصر .
هذا بالطبع من ثمار الثورة الشعبية العظيمة التي قضت علي سنوات من الفساد والاستبداد وإن كانت العديد من الشخصيات والجهات أعلنت عزمها تأسيس أحزاب سياسية بعد الثورة إلا أن حزب الإخوان المرتقب يعد أهم الأحزاب الجديدة نظرا لما يرتبط به من إشكاليات وقضايا .
أولها بالطبع الدور الذي سيقوم به الحزب مع الجماعة هل هو دور تكاملي أم تنافسي ولمن ستكون الكلمة العليا في الحزب هل هي لمرشد الجماعة أم رئيس الحزب وإن كانت الجماعة قد أعلنت تسميتها لمحمد مرسي ليشغل منصب رئيس الحزب وهو قيادي بارز وعضو مجلس شوري الجماعة ، فأين سيكون موقع المرشد ؟
هل سيصبح مثل السيد علي خامنئي المرشد الأعلي للثورة الإيرانية أم سيصبح أحد أعضاء الحزب ؟؟!!
ولماذا لم يتم اختيار بديع نفسه ليصبح رئيساً للحزب؟
القضية الثانية المرتبطة بحزب الإخوان ليست بالطبع نوع الأعضاء الذين سينضمون للحزب أو ديانتهم فالجماعة أعلنت أنه حزب لكل المصريين ومفتوح للجميع بمن فيهم المسيحيين بشرط أن يؤمن بفكر الجماعة - ربما هناك تناقضاً لا افهمه - ولكن علي الأقل من الناحية النظرية .
فالحزب ليس فئوي أو طائفي كما هو معلن، لكن القضية هي مدي شرعية جماعة الاخوان المسلمين في الوقت الراهن ولماذا لم تسعي الجماعة الي توفيق وضعها بشكل قانوني بعد الثورة حتي تتخلص من وصف النظام السابق لها بأنها جماعة محظورة .
فبعد مرور حوالي 80 يوم علي الثورة الشعبية التي أسقطت مبارك الذي طالما ردد أن الإخوان جماعة محظورة لم تسعي الجماعة نحو العمل وفق مقتضيات القانون وما أود أن أقوله هنا هو أن الجماعة لابد وأن يكون لها شكل قانوني رسمي وفقا لنظام وقانون الدولة.
وعلي الجماعة أن تسعي في أن تحقق ذلك فهي ( الجماعة ) ليست جمعية أهلية أو خيرية مشهرة من وزارة التضامن الاجتماعي ولا هي حزب سياسي ولا هي منظمة حقوق إنسان ولا احدي منظمات المجتمع المدني.
وهناك الكثير من الجماعات الإسلامية التي تعمل في مصر وفق قانون الجمعيات الأهلية مثل جمعية الهداية والجمعية الشرعية وغيرها بل هناك جمعيات قبطية تعمل وفق قانون الجمعيات الأهلية .
والأرجح أن الجماعة لن تسعي إلي تغيير وضعها وستكتفي بفكرة الحزب ولن تخاطر وتتحول الي جمعية أهلية تعمل تحت مظلة قانون الجمعيات الأهلية الذي يحظر علي الجمعيات تلقي أموال من الخارج دون الإفصاح عن مصدر هذه الأموال والحصول علي التصريحات اللازمة .
قضية أخري وليست أخيرة مرتبطة بحزب الإخوان وهي تأكيد المرشد العام للجماعة وقيادات الجماعة علي أن الجماعة لن تخوض انتخابات الرئاسة المقبلة واذا كان الهدف الأساسي للحزب أي حزب هو الوصول للسلطة فلماذا تصر الجماعة أن حزبها لا يريد الوصول للحكم ؟
مع أن أحد الفوارق الهامة بين الحزب وجماعة الضغط هو أن الأول يسعي للوصول للسلطة وتكتفي الجماعة في الوقت الحالي بالقول بأنها ستنافس علي عدد كبير من مقاعد مجلس الشعب ربما يصل الي نصف المقاعد.
وإن كانت في قرارة نفسها لا تريد سوي ثلث المقاعد حتي تتمكن من السيطرة علي عملية تمرير القوانين والتشريعات داخل المجلس ولكن أشد ما أخشاه أن يتحول هذا الثلث الي "ثلث معطل " ونتفاجأ بنموذج آخر للبرلمان اللبناني في مصر.
بقي شيئ واحد يجب التأكيد عليه وهو انه لا يوجد أحد صاحب فضل علي الثورة المصرية سوي الله والشعب المصري العظيم حتي لا يدعي أحد أنه لولاه لما حدث ما حدث ولما تخلصت مصر من الفساد والظلم.