لبنان.. الصمت الداخلي يقود إلى انفراج سياسي غسان الحبال فجأة يصمت الأقطاب اللبنانيون وليد جنبلاط وسمير جعجع والسيد حسن نصر الله، ويصبح ما هو ممنوع من تلاق وحوار ديمقراطي طبيعي على أرض الواقع والوطن، مسموحا به في باريس وغيرها من عواصم العالم الغربي، نعم من حق لبنان واللبنانيين الذين طالما عانوا من حرب الآخرين على أرضهم.
وفي لحظة من صحوة الضمير، أن يجهروا بموقف موحد طالما أنهم غير عاجزين في الواقع عن الاتفاق على عملية ديمقراطية لاختيار رئيس جديد للجمهورية، ترى أهي جدية الضغوط الدولية على العوامل الإقليمية التي سمحت بهذا الانفراج المحلي؟ أم أن اللبنانيين قرروا فجأة أن ينتصروا لوطنهم ولو أدى ذلك إلى انفجار المنطقة برمتها؟.
رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مستمر في تفاؤله بإمكان إجراء الانتخابات الرئاسية ضمن المهلة الدستورية، لا بل أنه يراهن على حدوث ذلك في الجلسة المحددة التي دعا إلى عقدها في الثاني عشر من الشهر الجاري، أي بعد خمسة أيام من الآن،
أما اليوم فإن الأمور متروكة لتقييم وغربلة كل ما تم من تحركات ومواقف إيجابية محلية وخارجية خلال الأيام الأخيرة، ولاسيما تلك أجراها ويجريها حلفاء واشنطن مع الفرقاء الإقليميين المعنيين بالشأن اللبناني وفي طليعتهم سوريا التي أجرى وزير خارجيتها وليد المعلم في تركيا لقاء مع نظيره الفرنسي برنار كوشنير،
على هامش مؤتمر دول جوار العراق الذي انعقد في اسطنبول وشاركت فيه وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس التي تشاورت مع نظيرها الفرنسي بعد انتهاء لقائه بالوزير المعلم ثم عادت والتقت المعلم يوم السبت الماضي،
وهناك من يدعو إلى عدم الأخذ بالمعلن حول هذا اللقاء من تحذيرات أميركية لسوريا بل إلى ترقب نتائج إيجابية على الساحة اللبنانية تتعلق بالاسم التوافقي أو الأسماء التوافقية المرشحة للرئاسة اللبنانية.
وفيما تتجه أنظار اللبنانيين وآذانهم إلى واشنطن بانتظار القرار النهائي بخصوص الاستحقاق الرئاسي اللبناني، بدأ كل من العماد ميشال عون والنائب سعد الحريري باطلاع حلفائهما على مضمون المحادثات التي جرت بينهما في العاصمة الفرنسية،
فيما أجمعت أوساط الطرفين على أن نتائج هذه المحادثات قد عكست أجواء إيجابية وحركت دينامكية جديدة في الوضع اللبناني، وأعطت زخما جديدا لمبادرتي بكركي والرئيس بري، علما أن موفدين عن كل من عون والحريري قد توليا نقل نتائج محادثات باريس إلى البطريرك صفير، فيما أجرى العماد اتصالا وصفه المتابعون ب«اللافت» بالرئيس الأعلى لحزب الكتائب أمين الجميل وضعه فيه في صورة مداولات باريس، وقد أبدى الأخير ارتياحا للخطوة.
وفيما يتحدث المتابعون من أهل السياسة عن لقاءات داخلية مرتقبة ستكون على جانب كبير من الأهمية في خلال الأيام القليلة المقبلة، تكثفت الاتصالات لترتيب لقاء بين عون ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع بعد أن كانت الاتصالات غير المباشرة التي جرت في الماضي بين الطرفين قد توقفت، وكشفت أوساط جعجع أن خط الاتصالات هذا قد استؤنف بهدف إحياء مشروع عقد اللقاء.
وعلى خط التقارب ذاته بين الأكثرية والمعارضة، كشف مصدر في تيار المستقبل عن مشروع لقاء مرتقب بين الحريري والأمين العام ل«حزب الله» السيد حسن نصر الله، يتم التحضير له بعيدا من الأضواء، وقال ان نجاح هذه الخطوة يساعد على جلاء الصورة الملتبسة ويساهم في حلحلة بعض العقد التي تحول دون التلاقي والتوافق.
في هذا الوقت، تحول الصرح البطريركي في بكركي إلى مركز للمشاورات الرئاسية خصوصا وأن المحادثات السابقة بين بري والحريري تنتظر الموقف النهائي للبطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير الذي لا يزال يحض القيادات المسيحية، وتحديدا المارونية، على التوافق حول اسم الرئيس العتيد،
فيما يستبعد مصدر في اللجنة الرباعية المعنية بالاتصالات المسيحية مع بكركي أن يتم عقد اجتماع موسع للقيادات المارونية، وذلك في ضوء التباين الذي لا يزال قائما بين موارنة الأكثرية وموارنة المعارضة، ومن هنا،
وفي انتظار كلمة السر الأميركية، تبقى الكرة في ملعب البطريركية المارونية لتوحيد كلمة المسيحيين حول اسم الرئيس التوافقي أو المرشحين التوافقيين للرئاسة اللبنانية، وأيضاً في إيجاد صيغة لائقة لخروج الرئيس الحالي أميل لحود من الحكم . عن صحيفة البيان الاماراتية 7/11/2007