الله عز وجل ورسوله الكريم ودماء الشهداء وحتمية الوحدة الفلسطينية
* د. عوض فضل مطاوع محمود
إن الجهاد في سبيل الله فرض عين على كل مسلم ، وما يعلمه الجميع علم اليقين أن الوحدة الوطنية الفلسطينية جسدتها الأنفس والدماء والهدف الواحد أثناء الإنتفاضات المتوالية للشعب الفلسطيني ، وما رأيته بعيني وكما رأى الأغلبية من أبناء هذا الشعب العظيم المناضل المجاهد أن أبناء الشعب الواحد بكافة إنتماءاتهم الحركية والتنظيمية ، الوطنية والإسلامية كانوا يقاتلون لهدف واحد وكانوا يمكثون ساعات طوال في الخندق الواحد ، كما كانت دماء الشهداء والجرحى والمعاقين تمتزج في بعضها البعض ، ومن ذهب إلى ثلاجات الموتى والشهداء أثناء سقوط الشهداء ووضعهم في الثلاجات ، كان يرى بعينيه دماء الشهداء وهي تتساقط وتقطر من الأدراج العلوية إلى الأدراج السفلية وتمتزج دماء الشهداء الأكرم منا جميعا ، كما أن هناك أشلاء لشهداء دفنت مع أشلاء الأخرين من الشهداء من رفاقهم الذين كانوا يقصفون معهم ، عندما كانت تتناثر أجسادهم الطاهرة وتصبح أشلاء ، وهنا نذكر بأن رب العزة سبحانه وتعالى أمر بالوحدة الوطنية بقوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان) .
وقوله تعالى : (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخواناً) . وقوله تعالى : (ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) . صدق الله العلي العظيم .
وقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : في الحديث الذى رواه النسائي : (فان يد الله على الجماعة والشيطان على من فارق الجماعة يركض) . وقوله صلى الله عليه وسلم : في الحديث الذي رواه الترمزي ومسلم : (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ستكون هنات وهنات فمن أراد ان يفرق هذه الامة وهي جمع فاضربوه بالسيف كائنا من كان). صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومن هنا لابد أن نستجيب لله سبحانه وتعالى ولرسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، ولدماء الشهداء والمعاقين والجرحى والأسرى والمعتقبلين الذين بذلوا كل هذه التضحيات من أجل إستعادة الحقوق الوطنية المشروعة على أسس وسياسات اللحمة الوطنية الواحدة المتماسكة ، ومن هنا نناشد الجميع ونستحلفكم بالله العلي العظيم ألا تدمروا التاريخ الفلسطيني العريض والحافل بالتضحيات والإنجازات الوطنية المشتركة ، والتي أعطت للعالم إنطباعا خاصا وجميلا ومثاليا ، حيث كان هذا التاريخ قدوة لشعوب الأرض ، حيث حرك المشاعر والألسنة والأقلام في مديح شعبنا والتغني بأساطيره وتضحياته التي لهذا الوقت ليس لها مثيل ، ومن هنا أيضا ندعو الجميع كلا في مكانه وحسب قدراته وإمكانياته أن يعمل لخير بلده ويتفانى في خدمته ويقدم أكثر ما يستطيع من الخير لوطنه الذي يعيش فيه في جميع المجالات السياسية والعسكرية والإقتصادية والإجتماعية فالتعاون قوة والتفرق ضعف والله المستعان .