فرنسا هل تعتذر عن حقبتها الاستعمارية للجزائر؟ عبد المجيد ابو خالد قبل ايام سلمت فرنساالجزائر عددا من مخططات الالغام التي وضعتها اثناء حقبتها الاستعمارية في مواقع على حدود الجزائرالشرقية والغربية في الفترة من 1956 و1959من خلال رئيس اركان الجيوش الفرنسية الفريق اول جون لويس جورجلان اثناء زيارته الاخيرة للجزائر. هذه الخطوة الفرنسية تأتي رغبة من باريس لازالة العراقيل الموروثة عن الماضي الاستعماري ورغبتها في اقامة علاقات ثقة مع الجزائر. خطوة فرنسية جيدة لكنها في ذات الوقت ليست كافية اذا لم تسلم فرنسا جميع مخططات الالغام وقامت بالمساعدة على ازالتها .. وهنا يأتي السؤال لماذا لم تسلم باريس كل المخططات واصرت على الاحتفاظ بالبقية؟ وكأن عقلها الاستعماري ما زال مسيطرا بدلا من عقل الدولة الحرة التي يجب ان تخلع ثوب عار الماضي الاستعماري وما ارتكبته من اخطاء ومجازر ومذابح وخراب في الدول التي استعمرتها وخاصة في الجزائر. فرنسا ما زالت غير قادرة على ان تخطو خطوة جريئة للامام وتقدم اعتذارا علنيا ورسميا لحكومة وشعب الجزائر عن ماضي فترتها الاستعمارية التي تزيد على اكثر من مائة واثنين وثلاثين عاما اذاقت الجزائريين ويلات العذاب وزرعت المقاصل في عرض البلاد وطولها وذبحت وقتلت بدم بارد الاف الثوار والمدنيين حتى انها قتلت في الثامن من ايار عام 1945 لوحده ما يزيد على 45 الف جزائري والحقت بارض الجزائر الخراب والتدمير. وهنا لا بد من ذكر ما اطلقه المناضل الجزائري الكبير مولود قاسم احد قياديي جبهة التحرير الجزائرية من كلمة استدمار بدلا من استعمار على فترة الاحتلال الفرنسي لان فرنسا قامت بعملية تدمير شامل للجزائر ولم تقم باي عملية اعمار على الاطلاق. فرنسا ذهبت باستعمارها الى ابعد من ذلك عندما اعتبرت الجزائر جزءا لا يتجزأ منها وهذا يعيد للاذهان الاستعمار الاستيطاني اليهودي الحالي لارض فلسطين والذي حتما سينتهي كما انتهى الاستعمار الفرنسي. الاستعمار الاستيطاني الذي عبر الجزائر وانتهى في منتصف القرن الماضي ودفع خلاله الجزائريون مليون ونصف المليون شهيد في فترة التحرير فقط ثمنا للحرية والاستقلال ما زال عالقا في اذهان الشعب الجزائري ويتطلع اذا ارادت فرنسا علاقات طيبة وطبيعية ان تقدم اعتذارها لشعب الجزائر . عن صحيفة الرأي الاردنية 29/10/2007