طالبت منظمات وجمعيات وشخصيات سياسية جزائرية بضرورة أن تعتذر فرنسا رسميا عن فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر وتعويض الشعب الجزائري عن الجرائم التي ارتكبها ذلك الاستعمار في حقه . ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن هذه المنظمات والشخصيات تأكيدها ضرورة اعتذار فرنسا رسمياً عن كافة الجرائم والفضائع التي ارتكبتها خلال فترة احتلالها للجزائر والتي دامت 132 عاماً . وأفادت الوكالة أن هذه المنظمات والشخصيات السياسية الجزائرية طالبت في رسالة وجهتها إلى السفير الفرنسي بالجزائر يوم أمس عشية الزيارة التي من المقرر أن يقوم بها وزير الخارجية الفرنسي "دوست بلازي" للجزائر اليوم .. طالبت بضرورة اعتراف فرنسا بحق الجزائريين في التعويض عن الأضرار المادية والمعنوية التي ارتكبها ضدهم الإستعمار الفرنسي . ومن جهته الأخ " عبدالعزيز بلخادم " وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية الجزائرية استبق زيارة الوزير الفرنسي إلى الجزائر اليوم الأحد بالتأكيد مجدداً على ضرورة اعتراف فرنسا اليوم بما اقترفته فرنسا الاستعمارية في حق الشعب الجزائري . وشدد بلخادم في تصريح للقناة المرئية الجزائرية في رده على سؤال حول زيارة الوزير الفرنسي المرتقبة .. ( على ضرورة اعتراف فرنسا الرسمية بما اقترفته فرنسا الاستعمارية في حق الشعب الجزائري ).. مؤكدا على أن القانون الذي أصدره البرلمان الفرنسي الذي يمجد الاستعمار الفرنسي للجزائر يعكس عقلية من أصدروه . وكان الأخ قائد الثورة قد أوضح في حديثه إلى البرلمان السنغالي يوم الإربعاء الماضي بأننا : ( نطالب بالتعويض لكي لا يعود الاستعمار ، أما إذا كان الاستعمار من غير ثمن فيمكن أن يعود مرة أخرى ، لذا فإن كل من يستعمر بلدا يجب أن يدفع الثمن لكي لا يعود الاستعمار مرة أخرى ، وهذا مطلب إنساني ودعوة للسلام ولكي لا يعود الاستعمار مرة أخرى . ولأن المشروع الاستعماري مشروع تاريخي فاشل وغير إنساني ، فقد تسبب في خسارة للبلدان المستعمَرة والمستعمِر .. الاستعماريون خسروا ، ونحن الذين استعمرونا خسرنا لأن هذا المشروع خاسر ويجب أن لا يتكرر ويجب أن يتم التعويض عنه ويُدفع الثمن ) . ودعا الأخ القائد فرنسا إلى أن تعوض الشعوب الإفريقية التي استعمرتها حتي تثبت فرنسا الحالية أنها صديقة لإفريقيا وليست استعمارية .. قائلا : ( إن على فرنسا لكي تثبت أن فرنسا اليوم دولة سلام وصديقة للأفارقة وأنها ضد ذلك الاستعمار البغيض أن تعوض الشعوب الإفريقية التي استعمرتها .. وهذا لمصلحة فرنسا طبعا ، ومكانتها تكون عالية وتُحترم .. ولنطمئن نحن أن فرنسا الحالية ضد الاستعمار وضد الميز العنصري ، وأن تأسف لنا على فرنسا الاستعمارية الماضية في ذلك الوقت التي سببت هذه المآسي للشعوب الإفريقية وأخّرت إفريقيا بسبب استعمارها .. عندما تدفع لنا التعويض تعطينا الدليل على أن فرنسا الحالية صديقة وليست استعمارية وأنها تدين الاستعمار ) . وأضاف الأخ القائد مشددا على أن ( مطلب التعويض ليس مطلبا استفزازيا أو اتهاما ضد هذه الدول ، بل على العكس مطلب التعويض لصالح الدول الاستعمارية .. أولا حتى لا تورط نفسها في المستقبل في مشاريع استعمارية خاسرة مثلما عملت في الماضي ، ثم لكي تبرهن على أنها ضد الاستعمار ، وحتى إذا كانوا لا يريدون كلمة التعويض يعطونها أي عنوان آخر ، أي اسم آخر : ( مساعدات إنسانية ، تعمير البيئة التي دُمرت بسبب الاستعمار ، تعويض الناس التي ماتت أو تعويض ذوي الذين ماتوا ، الذين قتلوا في الجيش الفرنسي ، الذين تعوقوا وراحوا ، يعني لا نعرف هل هم أحياء أم أموات .. من حقكم حتى تعرفوا أين دفنوا آباءكم وأجدادكم .. أين قبورهم ) وأوضح أن هذه دعوته لرفع دعاوى في المحاكم والمنظمات الدولية بمساعدة الأممالمتحدة ليست موجهة فقط للسنغاليين بل لكل الشعوب التي استعمرت مثل الشعب الجزائري .. وقال في هذا الصدد : ( هذا عمل مدني قانوني .. ترفعون دعاوى في المحاكم والمنظمات الدولية ، والأممالمتحدة تساعدكم .. وهذا ليس للسنغال فقط ، لكل الشعوب التي استُعمرت . نحن انطلقنا من ليبيا .. والشعب الجزائري الذي فقد مليونا ونصف المليون شهيد لابد أن يطالب بالتعويض .. هؤلاء ماتوا بالأمس القريب .. أمس في الستينيات وهم يموتون .. استقلت الجزائر عام 63 واستعمرت في عام 1830 .. من عام 1830 إلى عام 1963 وهي تدفع الثمن الباهض .. كيف يمر هذا بسلام ؟ كيف يكون ؟ .. هذا شيء مقدس لا نستطيع أن نتخطاه .. هم ظلموا أنفسهم .. نحن لم نذهب ولم نستعمر بلدانهم .. نحن لا نعرفهم .. هم أتوا إلينا ونحن غافلون وآمنون ونائمون ومرتاحون في بلادنا .. صبوا علينا جحيما من نيران مدافعهم وبوارجهم وبنادقهم وقتلونا ونفونا وجنّدونا بالقوة .. هم ظلموا أنفسهم ويجب أن يدفعوا الثمن .. ما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم. تسوية الماضي مطروحة الآن لأن إفريقيا الآن أصبحت حية بعد أن كانت ميتة