القدس واللاجئون فخري قعوار حصل الاحتلال الاسرائيلي للارض الفلسطينية، بحكم القوة، وبحكم الدعم البريطاني في عام النكبة 1948، وليس بحكم الحق وبحكم المسألة الموضوعية، وفي عام النكسة 1967 حصل الاحتلال الاسرائيلي الاضافي على بقية الارض الفلسطينية، واصبحت المساحة المغتصبة ممتدة من النهر الى البحر بشكل كامل وشامل، وما يزال الفلسطينيون لاجئين في جملة من الاقطار العربية وفي بعض الدول الاجنبية، وما يزال بعض الفلسطينيين المستقرين في ارضهم، يعانون من العنف الاسرائيلي ومن الاعتداءات المتكررة في معظم الايام التي تؤدي الى مصرع كثيرين والى تدمير حياتهم واوضاعهم، وما دامت القوة الاسرائيلية متوفرة، فان المقاومة الفلسطينية ستبقى متوفرة، رغم تكاثر حالات الارهاب المفزعة التي تكافح نيّة الاستقرار الشامل للشعب الفلسطيني، وتكافح الحق الفلسطيني والناحية الموضوعية. والى جانب قضية اللاجئين وعذاب الفلسطينيين الملتزمين بارضهم، فإن قيادة الكيان الصهيوني تعترف بأنها احتلت الضفة الغربية ومنطقة غزة، وتدّعي بانها سوف تنسحب، لكنها قررت ضمَّ مدينة القدس لها، وعدم الانسحاب منها، وتحويلها الى عاصمة للكيان المعتدي، مع ان هذه المدينة العربية العزيزة كانت وما تزال مرتبطة مع كل المسلمين ومع كل المسيحيين، وليست مرتبطة مع الدين اليهودي او مع حق الصهاينة المغتصبين للارض الفلسطينية. ومع ان الحقيقة تفترض ازالة الكيان الصهيوني، واستعادة مدينة القدس لاصحابها، واستعادة كل الارض الفلسطينية لاهلها، واستعادة كل الفلسطينيين اللاجئين او المشردين خارج ارضهم، إلا ان القوة الاسرائيلية الحالية ادت الى مطالباتها بالحالة المستقرة، وبحالة الغاء المقاومة، والاعتراف بدولة فلسطينية بدون ضم مدينة القدس لها، وبدون الاعتراف بعودة اللاجئين، رغم ان عددهم قد وصل الى عدة ملايين لا تقل عن خمسة او ستة من الملايين المشردين، وهذا الواقع ادى الى تصريح مباشر من رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض ''احمد قريع'' جاء فيه انه يرفض عروضا تقدم بها اسرائيليون، للتوصل الى صفقة سريعة تستثني قضايا حساسة مثل مصير القدس واللاجئين. وما دام رئيس الوفد ''قريع'' يمارس المفاوضات مع الكيان الصهيوني، ويعترف بوجود اسرائيل فوق الارض الفلسطينية، فان الحل الاساسي الشامل الذي يؤدي الى ازالة الصهاينة وعودة اللاجئين لن يحصل في هذه الفترة، ولا بد من استعادة مدينة القدس واستعادة المشردين، حتى لو كانوا من سكان يافا او حيفا او أي موقع مغتصب، كي يعيشوا في قطاع غزة او الضفة الغربية، ولا بد ايضا من الانتقال الى حالة الاستقرار والامن والسلامة العامة، في الوقت الحالي او في الفترة القريبة، وما دام في النية الفلسطينية الحصول على كل الارض الفلسطينية، فان هذه القضية سيكون حلها في عهد لاحق. عن صحيفة الرأي الاردنية 30/9/2008