وجه رئيس الوزراء الصهيوني، اليوم الاثنين (31/3)، صفعة جديدة إلى رئيس السلطة محمود عباس، بإعلانه رفض تجميد الاستيطان في مدينة القدسالمحتلة، وذلك بعد أيام من تصريحات وزيرة الخارجية الصهيونية التي ربطت إقامة الدولة بشطب حق العودة. فقد نقلت وسائل الإعلام العبرية عن إيهود أولمرت قوله: إن البناء في الأحياء اليهودية في القدس سيستمر، لأنها ستظل تحت السيادة الإسرائيلية في أي اتفاق، على حد تعبيره، وزاد قائلاً: كما سيكون الحال بالنسبة للكتل الاستيطانية الكبيرة (في الضفة الغربية) أيضاً، كما قال. ويأتي هذا الموقف بعد يومين من تكرار وزيرة الخارجية الصهيونية تسيبي ليفني رفضها لفكرة عودة اللاجئين الفلسطينيين، الذين هجّروا من أرضهم قسراً قبل ستة عقود، رابطة قيام الدولة الفلسطينية بشطب حق العودة للاجئين من جدول المفاوضات. وقالت ليفني، في تصريحات لها: إن التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية مرهون بانتهاء المطالب التي يوجهها الفلسطينيون لإسرائيل (بشأن حق العودة)، مشددة على ضرورة أن يتم حل قضية اللاجئين في إطار إقامة الدولة الفلسطينية فقط. وبالرغم من هذه المواقف الصهيونية التي تنسف أسس المفاوضات بشأن قضايا الحل النهائي، ومن أهمها قضيتي القدس واللاجئين، إلا أن رئيس السلطة محمود عباس يصر على استمرار المفاوضات مع الاحتلال، ويرفض في الوقت ذاته أي مفاوضات فلسطينية داخلية مع حركة حماس لإصلاح البيت الداخلي. فقد أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس مجددا عن تفاؤله بتحقيق السلام قبل نهاية العام الحالي، وقال إنه سيلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت قريبا، فيما أعلن الكيان الصهيوني بناء وحدات استيطانية جديدة. وتعهد عباس خلال مؤتمر صحفي مع رايس في العاصمة الأردنية عمان، ببذل كل جهد ممكن للتوصل لاتفاق سلام وحل المسائل المتعلقة بالوضع النهائي فيما يتعلق بالقدس والحدود والمستوطنات واللاجئين والمياه والأمن والأسرى. ترويج إعلامي في المقابل، قال سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خلال مؤتمر صحفي في مدينة غزة إن حديث رايس حول التسهيلات وإزالة الحواجز هو ترويج إعلامي ليس أكثر. واعتبر أبو زهري أن تأكيد عباس ثقته بتحقيق سلام شامل بنهاية هذا العام هو مزيد من الغرق في الأوهام. وأعرب المتحدث باسم حركة حماس عن أسفه لما وصفه برفض عباس عقد أي لقاء مع الحركة بينما يتفاخر بلقاءات مرتقبة مع أولمرت، حسب قوله. وقال إن تجديد عباس لشروطه المسبقة قبل البدء في الحوار مع حماس هو دفن لإعلان صنعاء يتحمل عباس مسؤوليته، حسب تعبير المتحدث. وكان الرئيس الفلسطيني طالب حركة حماس بالتراجع عما سماه الانقلاب وإعلان التزامها بكل الشرعيات الفلسطينية والعربية والدولية. وأضاف في المؤتمر الصحفي مع رايس أنه ملتزم بالمبادرة اليمنية إذا التزمت حماس بالعودة عما سمّاه الانقلاب. مفاوضات سرية هذا ويتزامن إعلان أولمرت وليفني مع ما كشفت عنه صحيفة معاريف العبرية في عددها الصادر الأحد (30/3)، النقاب عن أن مفاوضات سرية تجري بين فريق مفاوضات السلطة الفلسطينية ونظيره الصهيوني منذ عدة أشهر للتوصل إلى اتفاق تسوية بينهما، حيث عُقد ما يزيد عن خمسين لقاءاً وأوضحت الصحيفة أن وزيرة الخارجية الصهيونية تسيبي ليفني ورئيس وفد السلطة المفاوض احمد قريع يجريان منذ بضعة اشهر مفاوضات سرية حثيثة حول قضايا الوضع الدائم بعيدا عن وسائل الإعلام. وأضافت أن الوزيرة ليفني وقريع يعقدان لقاءات مغلقة لمدة بضع ساعات في فنادق مختلفة في القدس أو في شقق سكنية خاصة يعود بعضها لشخصيات ذات صلة بالمفاوضات الجارية. وأشارت الصحيفة إلى أن مباحثات تجرى أيضا وبالتوازي بين مستشاري الجانبين، بحيث يشارك فيها عن الجانب الصهيوني عدد من كبار موظفي وزارة الخارجية بينهم مدير عام الوزارة أهارون أبراموفيتش. توسيع الاستيطان في هذه الأثناء كشف تقرير لحركة السلام الآن الإسرائيلية أن الاستيطان تزايد بشكل ملحوظ منذ مؤتمر أنابوليس. وقالت في تقرير نشرته الاثنين إن نحو 500 مبنى تضم آلاف المساكن هي قيد الإنشاء منذ يناير/كانون الثاني الماضي في 101 مستوطنة بالضفة الغربيةالمحتلة. كما ذكر تقرير الحركة أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، أعطى الضوء الأخضر لبناء ما لا يقل عن 960 مسكنا في مستوطنات بالضفة الغربية, مضيفا أن ما لا يقل عن 750 مسكنا بدأ إنشاؤها في أحياء بالقدسالشرقية مقابل 46 فقط العام الماضي. وفي نفس السياق قال أولمرت إن إسرائيل ستواصل البناء في المستوطنات المقامة على أراضي القدسالشرقية, لأنها ستظل تحت سيطرة إسرائيل في أي معاهدة سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقد أعلنت السلطات الإسرائيلية اعتزامها بناء ستمائة وحدة استيطانية بمستوطنة بيسغات زئيف المتاخمة للقدس الشرقيةالمحتلة. كما أعلن حزب شاس الإسرائيلي أن رئيس الوزراء وعد ببناء ثمانمائة وحدة جديدة في واحدة من أكبر المستوطنات بالضفة الغربية.