تواصل وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس الاثنين وساطتها بين الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية بزعم دفع عملية السلام على هذا المسار. ويأتي هذا متزامناً مع نشر تقرير جديد لحركة السلام الآن المناهضة لسياسة الاستيطان الصهيونية حول استمرار البناء في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربيةالمحتلة، علما بأن الاستيطان هو من أكثر المواضيع حساسية في المفاوضات الصهيونية الفلسطينية التي تراوح مكانها. وأجرت رايس الاثنين محادثات جديدة استمرت زهاء الساعة في القدس على مائدة فطور جمعتها برئيس الوزراء الصهيوني ايهود اولمرت. ومن المفترض أن تجتمع لاحقا في احد فنادق القدس مع رئيسي فريقي المفاوضين الصهاينة والفلسطينيين، وزيرة الخارجية تسيبي ليفني واحمد قريع. وبعد هذا اللقاء تعود رايس إلى عمان لعقد لقاء جديد مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل مغادرتها المنطقة. وذكرت حركة السلام الآن المناهضة لسياسة الاستيطان الصهيونية تقريراً جديداً أكدت فيه أن حوالي 500 مبنى تضم آلاف المساكن هي قيد الإنشاء يناير في 101 مستوطنة في الضفة الغربيةالمحتلة. وقالت الحركة أن البناء بدأ في 275 مبنى في حين أن 220 مبنى آخر كانت حصلت على ترخيص قبل عدة سنوات، باتت جاهزة تقريبا. وأضاف تقرير الحركة أن المستوطنين نجحوا في الأشهر الأخيرة في إقامة ما لا يقل عن 184 منزلا جاهزا أضافيا من دون إذن رسمي. وتابع التقرير يقول إن ما لا يقل عن 750 مسكنا بدأ بناؤها في أحياء يهودية في القدسالشرقية التي احتلتها الدولة العبرية وضمتها العام 1967 في مقابل 46 فقط العام 2007. وأشارت حركة السلام الآن إلى أن عمليات بناء سجلت كذلك في 58 مستوطنة عشوائية أقيمت من دون ضوء اخضر من السلطات الصهيونية. وجدد رئيس الوزراء الصهيوني ايهود اولمرت في 26 مارس التأكيد أن عمليات بناء المساكن في المجمعات الاستيطانية الكبيرة في الضفة الغربية وفي القدسالشرقية ستتواصل. ويشكل استمرار النشاط الاستيطاني حجر العثرة الرئيسي في المفاوضات بين الصهاينة والفلسطينيين التي استؤنفت نهاية نوفمبر خلال مؤتمر انابوليس الدولي في الولاياتالمتحدة. وتراوح هذه المفاوضات مكانها أيضا بسبب أعمال العنف الدامية بين الصهيونيين والفلسطينيين أواخر فبراير ومارس. وحثت أوروبا والولاياتالمتحدة الكيان الصهيوني على إصدار الأوامر بتجميد الاستيطان خلال هذه المفاوضات الأمر الذي رفضه اولمرت. ويعتبر المجتمع الدولي أن كل المستوطنات في الضفة الغربيةالمحتلة هي غير شرعية، سواء حصلت على موافقة السلطات الصهيونية أم لا. ووصلت رايس السبت إلى الكيان الصهيوني في زيارتها الثانية منذ بداية مارس بزعم السعي إلى استئناف اللقاءات المنتظمة بين اولمرت وعباس التي زعم تعليقها من قبل السلطة الفلسطينية بداية الشهر الحالي احتجاجا على عملية عسكرية صهيونية في قطاع غزة أوقعت أكثر من 130 قتيل فلسطيني.