العنف الاسرائيلي فخري قعوار ما يزال الكيان الصهيوني مواظباً على العنف ضد الشعب الفلسطيني، رغم مرور مدة تزيد عن ستين عاماً، مما يدلّ على أن المواظبة سوف تبقى ثابتة ودائمة ما دام الكيان ثابتاً ودائماً، فالشعب الفلسطيني الذي أمضى حياته في الساحة الفلسطينية الممتدة من البحر الأبيض المتوسط الى نهر الاردن، فوجئ بالسيطرة البريطانية على الارض الفلسطينية، وبتكاثر اليهود، وبالدعم البريطاني للصهاينة من اجل تأسيس موقع لهم، ومن أجل تشريد كمية كبيرة من الفلسطينيين، ومن أجل إنشاء دولة غريبة في الارض المستعمرة من البريطانيين، لخدمة اليهود واستقرارهم واعتمادهم على قوتهم، وليس الاعتماد على الحق والعدالة والإنصاف والاستقامة، وبعد أن حصلت النكبة في عام 1948، وتأكد الاستعمار البريطاني من وجود القوة الاسرائيلية، انسحبت القوات البريطانية، وأصبحت السيطرة الوحيدة ضد الفلسطينيين متخصصة بالكيان الصهيوني، وما تزال هذه السيطرة متوفرة حتى الآن، وما يزال العنف اليومي متكرراً، وما يزال الاشقاء الفلسطينيون يعانون من الهجومات والإرهاب والاعتقال والاحتلال الثابت والزائد. وسبق أن صدر القرار (242) من الأممالمتحدة، كي تنسحب اسرائيل من جزء من الارض الفلسطينية، وهو قطاع غزة والضفة الغربية، بعد عملية الغزو الذي حصل في اوائل حزيران عام 1967، غير أن هذه الحقيقة ما تزال مهملة بسبب اعتماد العدو على القوة، واعتماده على التحالف مع الولاياتالمتحدة الاميركية، الى جانب الرغبة في توسيع الارض المحتلة في عام 1948، عن طريق ضم مدينة القدس لكيان العدو، وعن طريق اتخاذ مساحات ارضية إضافية في الارض المحتلة، وعن طريق التخلص من كل البشر الفلسطينيين في الأراضي المطلوبة او المضافة للكيان الصهيوني. وبما أن هذا الكيان لا يعترف بحق الشعب الفلسطيني، ولا يتنازل عن السيطرة، ولا يتراجع عن ممارسة العنف، ولا يترك المجال للقوة في المقاومة وفي السلطة الفلسطينية، ولا ينفّذ قرار الأممالمتحدة، ولا ينوي الانسحاب من القدس وبعض اراضي الضفة الغربية، فان مكافحة الاغتصاب الاسرائيلي تحتاج الى عقد مؤتمر قمة عربية شامل، من اجل دعم الاشقاء، ومن اجل إنقاذهم، ومن اجل التخلص من الهجرة، ومن اجل العودة الى الوطن، ومن اجل السيطرة الفلسطينية على الارض الفلسطينية كافة. فبعد عملية الاغتصاب التي بدأت قبل ستين عاماً، وبعد النكسة التي حصلت قبل اكثر من أربعين عاماً، وبعد المواظبة الاسرائيلية على قتل الكثير من الفلسطينيين وتدمير صحتهم واعتقالهم، فإن الناحية الواقعية السليمة، تقتضي مقاومة العنف والقوة، وإنهاء السيطرة، وإرغام الكيان الصهيوني - على الاقل - على الاعتراف بالشعب الفلسطيني، والاعتراف بدولته حتى لو كانت هذه الدولة في جزء متواضع من مساحة الارض الفلسطينية، نتيجة لوجود الاغتصاب الاسرائيلي، مع أن وجود اليهود في هذه الارض العربية ليس أمراً طبيعياً، وليس أمراً منسجماً مع الأمة العربية. عن صحيفة الرأي الاردنية 22/7/2008