انزعجت كثيراً من نتائج الدراسة التي نشرتها صحيفة " المصريون الإلكترونية " يوم 24 أكتوبر، عن التغيرات الخطيرة علي الخريطة الاجتماعية للشعب المصري.
التي تدل علي حالة التردي التي وصل إليها حالنا علي المستوي الاجتماعي، تحت قيادة نظام شاخ أفراده علي مقاعدهم، وفقدوا القدرة علي ضبط الأمور في مصرنا العزيزة، ومواجهة موجات الغلاء التي أرهقت كاهل الشعب المطحون.
فالدراسة تقول إن موجة الغلاء التي ضربت مصر في الآونة الأخيرة أضافت 16 مليونًا إلي شريحة "الفقراء" في مصر، وذلك بعدما أحدثته من تغييرات جذرية علي الخريطة الاجتماعية.
أسفرت عن تداعيات، كان أبرزها التزايد الكبير في أعداد الفقراء، لتشمل أكثر من 16 مليون مواطن مصري، منهم نحو 3.5 مليون، يعيشون تحت خط الفقر.
وقد كشفت الدراسة التي أعدها الدكتور عادل عامر، رئيس مركز الجبهة للدراسات السياسية والاقتصادية، أن أزمة الغلاء تسببت في سقوط نحو 6 ملايين مواطن من شريحة "الفقر المعتدل" إلي شريحة "الفقر المدقع"، ونحو 9 ملايين مواطن من شريحة "متوسطي الدخل" إلي شريحة "الفقر المعتدل".
الأمر الذي ينذر بثورة شعبية عارمة، علي غرار ثورة يناير 1977 احتجاجا علي ارتفاع الأسعار آنذاك. وقال عامر: إن موجة "جنون الأسعار" لم تقتصر تداعياتها علي اتساع شريحة الفقراء في مصر، وانضمام شريحة كبيرة إلي شريحة "محدودي الدخل".
حيث سجلت في المقابل تزايد شريحة الأغنياء، وهم الفئة الذين استثمروا أزمة الغلاء في تجارة السوق السوداء وألاعيب الاحتكار المخالفة للقانون.
وقد رصدت الدراسة ارتفاع 78 سلعة حيوية بنسبة 30? العام الماضي إلي ثلاثة أضعاف هذا العام، ما اعتبرته مؤشرًا خطيرًا يجب أن تتحرك كل مؤسسات المجتمع لمواجهته والتصدي له بكافة الوسائل.
وخلصت إلي أن مشكلة ارتفاع الأسعار تفاقمت مع استمرار بعض الأوضاع الاحتكارية بالسوق، مشيرة علي سبيل المثال إلي أن واردات السكر والزيوت واللحوم والأسماك المجمدة والدقيق تنحصر بين خمسة موردين كبار تقريباً، وتجارة الشاي يحتكرها أربعة من كبار التجار، أما تجارة القمح والدقيق الفاخر فتنحصر بين ثلاثة تجار فقط.
والغريب والمزعج حقاً بعد نتائج هذه الدراسة الخطيرة، ألا يتسع وقت السيد رئيس الجمهورية للنزول بنفسه إلي الشارع وحل مشاكل ملايين الفقراء في مصر، ثم يتسع لمقابلة وفد من الفنانين لبحث مشاكل الفن والفنانين في مصر.
فأي مشاكل للفنانين في مصر، وهم من تلك الفئة المترفة التي امتلأت كروشها وخزائنها بالأموال، في بلد يعيش فيه 16 مليون فقير، قد لا يجدون ما يسد جوعهم، ناهيك عن احتياجات حياتهم الأخري من ملبس وعلاج وتعليم؟!
أليس هذا يا سادة من المضحكات المبكيات؟..
الشعب يكتوي بنار الأسعار، والغلاء يأكل الأخضر واليابس، والمحتكرون الجشعون من التجار يمتصون دماء الناس دون رحمة أو هوادة، ويرفعون الأسعار كل يوم دون ضابط أو رادع.
والملايين في مصر يتضورون جوعا ولا يجدون رغيف الخبز الذي يسدون به رمقهم، ويتقاتلون عليه في طوابير طويلة أمام أفران مصيلحي..
والمسئول الاول أمام الله عن كل صغير وكبير من أبناء هذا الشعب، لا يشغله شاغل إلا مشاكل الفن والفنانين في مصر. أليس من حق هؤلاء الفقراء وهم من رعايا الرئيس أن يحظوا من وقته بمثل ما حظي به الفنانون الذي استقبلهم في رئاسة الجمهورية؟
أليس من حقهم علي السيد الرئيس، وهم يكتوون كل يوم بنار الأسعار والغلاء الذي يرهق كاهلهم، أن يتدخل الرئيس علي الفور ويضرب بيد من حديد كل المحتكرين في مصر الذين يتحكمون في أسعار السلع الأساسية ويرفعونها دون ضابط لكي تمتلئ كروشهم من دماء هذا الشعب البائس؟
إننا نناشد الرئيس أن يقوم بواجبه تجاه الفقراء والبؤساء من أبناء هذا الشعب، لأنه مسئول أمام الله عن كل جائع وعار وبائس وفقير، وهؤلاء جميعا أولي من أولائك الفنانين بوقت الرئيس.