الزيادة الرهيبة في الاسعار تحتاج الي وقفة حاسمة قبل أن نصل الي حد نعجز فيه جميعا عن الوفاء بالمتطلبات الضرورية للمعيشة اليومية. فأسعار السلع دون استثناء ارتفعت بشكل استفزازي لايمكن قبوله بأي شكل. والسكوت عليه يعتبر نوعا من المخاطرة والمغامرة بمستقبل هذا البلد الذي جأر بالشكوي من فساد النظام السابق. وأتي بالثورة كي يستريح ويستعيد حقوقه المسلوبة. ويستطيع العيش بكرامة. صراحة تجاوز التجار الخطوط الحمراء وقاموا برفع الاسعار دون مبرر مستغلين الظروف الاستثنائية أو الفوضي التي تمر بها البلاد حيث غياب الرقابة علي الاسعارفراح كل تاجر يضع السعر الذي يرتضيه من وجهة نظره دون مراعاة لظروف المستهلك وكان من الواجب ان يشارك الشعب فرحته بالفوز ويساهم ولو بشيء قليل لأبناء الضحايا أو الثوار وهم بالملايين. ولكن للأسف يبدو أن الجشعين من التجار لايهمهم سوي أنفسهم. أو لاعلاقة لهم بالثورة ولاحتي الظروف التي تمر بها البلاد. فهم صورة مصغرة لحيتان النظام البائد. لذا فالسكوت عليهم خطأ فادح ولابد من وقفة حاسمة حيال الاعيبهم وممارساتهم الاحتكارية. والتعامل معهم كلصوص لأقوات الشعب يجب التخلص منهم طالما ان قلوبهم لاترق لحال الشعب. وهذا لايتأتي إلا بمليونية تخصص في جمعة من الجمعات التي ينظمها الشعب بميدان التحرير أو غيره من الميادين الكبيرة في المدن المصرية يطلق عليها مليونية محاربة الغلاء بعدما استفحل واستشري في أوساط التجار بالاضافة الي تنظيم لجان شعبية في كل حي كما كانت أيام الثورة بعد الانفلات الامني. تقوم هذه اللجان بالمرور علي الاسواق والمحلات وحتي الباعة الجائلين واجبارهم علي البيع بأسعار مقبولة والا يتم الاغلاق أو المنع من ممارسة الانشطة التجارية. واعتقد أنه بهذا الشكل يمكن "فرملة" هؤلاء الجشعين ووقفهم عند حدهم ومنعهم من الممارسات الاحتكارية أو المضاربات التي يقومون بها. والحقيقة شاهدت أكثر من حلقة نقاشية حول الغلاء ومنع الممارسات الاحتكارية دعي فيها أساتذة اقتصاد ومسئولون وراح كل منهم يدلو بدلوه ويقترح ويلقي باللائمة علي الحكومة والغرف التجارية. والبعض اقترح العودة الي التسعيرة الجبرية بعد فشل الاسعار الاسترشادية والجهات الرقابية في ردع الجشعين والمتاجرين بأقوات الشعب الذي ذاق الامرين وعاني طويلا وانه حان الوقت لان يعيش مثل بقية شعوب العالم. ولكن للأسف كل هذه المحاولات رغم جديتها لفعل شئ ما الا انها لن تحرك ساكنا ولن تثني التاجر عن جشعه واستغلاله. والحل هو "هبة" شعبية وترديد مقولة "الشعب يريد تخفيض الاسعار" لإجبار هؤلاء علي النظر بعين الرأفة الي الشعب الذي هم جزء من نسيجه كي لانساعد في ظهور قطط سمان أو حيتان. وهذا ليس بصعب طالما هناك الارادة والاصرار علي التغيير ولو بالقوة طالما لم يأخذ هؤلاء الجشعون العبرة من السابقين. والمسألة تحتاج الي التنظيم والتنسيق مع الحكومة التي لايمكنها فعل كل شئ وحدها. فالمساندة الشعبية مطلوبة في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد حاليا. فلايصح ان نضحي بأنفسنا ونثور في وجه الظلم والطغاة ونعجز عن مجابهة شريحة ضالة تغرد وحدها خارج السرب وبقية الشعب يكتوي بنار الاسعار. ويتلوي من الجوع. مطلوب وقفة جماعية في وجه هؤلاء الجشعين ممثلة في مليونيات ولجان شعبية بعد ان نجحت في تحقيق الكثير من المطالب واجبرت الحكومة علي التنازل لصالح الشعب والمصلحة العليا للوطن. واعتقد أنه بذلك يمكن السيطرة علي الاسعار وردع الجشعين. ومنع ثورة جياع قد تودي علي الاخصر واليابس وهذا مانخشاه في الوقت الحالي الذي نعاني فيه من الكساد والبطالة والتضخم وتوفير الرواتب وكثرة الديون وغيرها من تراكمات الماضي البغيض الذي رحل وترك لنا الفقر والعوز والحاجة للي يسوي واللي ما يسواش. ليحل محلهم فئة أخري بغيضة جشعة لا ترحم.. وكأنك يا بوزيد ..! .. وأخيراً * الشعب الذي تمكن من تغيير النظام يمكنه السيطرة علي الاسعار. * حذار من ثورة الجياع. * تدوينة الفقراء أولا تكتسح الفيس بوك. * متي تعود مصر زراعية مثل زمان. * الغذاء أولا وقبل الدستور والذي منه. * الامارات تلغي الحظر علي اللحوم المصرية.. نكتة! * أين جهاز حماية "المحتكر" اقصد المستهلك؟ * بعد ضبط حسين سالم في أسبانيا .. ماذا نحن فاعلون؟ * لابد من الضغط علي الدول التي هرب اليها الفاسدون لاستعادتهم ومحاكمتهم بمصر. * رفع أسعار السجائر لن يقلل من أعداد المدخنين الذين يتزايدون يوميا بسبب ضغوط الحياة الصعبة. * وقف استاذ بجامعة الازهر لمطالبته بانتخاب الامام .. ماذا يعني؟ * حتي الان يتم صرف مكافآت بعشرات الآلاف من الجنيهات لأعضاء المجلس الأعلي للصحافة رغم تجميد المجلس.. أين الضمير نقلا عن جريدة الجمهورية