يمر نهار رمضان بطيئا على الصائمين، لكنهم يستعينون عليه «بالصبر والصلاة»، أما الأسعار فيكتوى بلهيبها الجميع، ولا يعرفون حلاً يُجْدى معها، طال الغلاء كل الأعناق، لا فرق بين أسرة فقيرة أو متوسطة، ميزانية البيوت تعانى من الانكماش، ولا تفى بالحد الأدنى الذى يحفظ كرامة الإنسان. وأمام توحش الأسعار، بات الجميع فى حيرة، وزارة التجارة بكل أجهزتها لاذت بحجة «آليات السوق» و«قواعد العرض والطلب» ورفضت أى محاولة لتسعير البضائع لأنها عودة للاشتراكية، أما جهاز حماية المستهلك فقال رئيسه إنه يحمى الناس من غش المواصفات والجودة لا مبالغات السعر والثمن، حتى التجار أخلوا ساحتهم من المسؤولية وألقوها على كاهل «تكلفة الإنتاج المرتفعة»، وبين هؤلاء وهؤلاء يقف المواطن مطحوناً يعد قروشه التى عجزت عن تلبية حاجاته الأساسية. فى هذا الملف، نرصد أحوال الناس فى مواجهة الغلاء، وكيف تعايش الفقير مع خضار الفرز الثانى وحلويات اللحوم حتى يضمن لعياله طبق «مرق» يبلون به العيش الناشف، وما هى الخطط الأسرية البديلة لدى الأسر المتوسطة حتى يظل الطبق «مستور»، ونعطى أرقاماً لأولى الأمر عن تحرك الأسعار خلال ثلاثة أعوام، وفى النهاية نلقى السمع لخبراء الاقتصاد، وهم ينادون بتحديد هامش للربح لا يتخطاه جشع التجار. بين أيديكم قصة الغلاء.. ومحاولات البقاء.. من داخل بيوت الناس فى مصر.