فضل شناعه مصور وكالة رويترز العالمية للأنباء ليس وحده المستهدف من قبل قوات الموت الصهيوني بل كل من ينقل عين الحقيقة ويحملها للعالم الحر . الحقيقة التي قد لا تصل في بعض الأحيان إلا مفلتره إلى بعض شعوب العالم من دعاة الديمقراطية و حماية حقوق الإنسان.
هذا الجندي الذي ترصده المحتل وإصابته عدة مرات إصابات خطيرة كاد على أثرها أن يفقد كلتا عينية , عاد ونال منه المحتل هذه المرة ليبقى حامل الصورة التي ما تزال شاهدة على حجم الحقد الصهيوني وما يمارسه من قتل و تدمير و تجريف للأراضي و البيوت و حصار خانق .
فضل شناعة لم يكن على ظهر دبابة مدججة بأعتي أنواع الأسلحة القاتلة ولا طائرة ترصد كل ما يتحرك على الأرض , ولم يكن يصوب سلاحه نحو تجمعات الجيش شرقي مدينة البريج الفلسطينية التي أعياها كثرة الاجتياحات الإسرائيلية ومازالت شامخة كشمال وجنوب غزة الصامدين .
ما كان يصوب سوي تلك العين التي تنقل للعالم حقيقة المعركة وحقيقة المحرقة التي تبرمجها إسرائيل وما كان بيده سوي كاميراته التي لا تكذب لأنها تصور كل حدث يقع أمام عدساتها إلا أن هذا الفعل لم يرق لقادة الجيش الإسرائيلي ولم يقبلوا بان تبث الحقيقة عبر العين التي كان يحملها الشهيد فضل ولكن عدم قبولهم هذا وصل برسالة عبر قذيفتي دبابة , الأولي أصابته و الثانية دمرت سيارته التي تحمل شارات عدة ومن كل الجوانب للصحافة العالمية .
أنهم يعتقدوا بذلك إن الحقيقة لن تصل إلى سكان الأرض ولن يعرفها احد فهذا مجرد هراء لان الحقيقة سجلت بالكامل حتى ولو كانت قد اغتيلت على أيدي جيش لا يعرف مبادئ ولا قواعد الحرب ولا يعرف غير القتل و التدمير .!!
إن سيارة وكالة رويترز للأنباء العالمية وجسد الشهيد فضل الممزق وشارة الصحافة هي الحقيقة التي اغتالتها إسرائيل ولكنها وصلت العالم , فليس اليوم فقط هو الذي تستهدف فيه إسرائيل حقيقة ما يجري على الأرض بل منذ نشأة الصراع و احتلال فلسطين بقوة السلاح و شهيدنا اليوم هو رقم ستة عشر خلال الانتفاضة الحالية من بين الصحفيين الذين يؤدون واجبهم المهني بكل أمانة وشرف .
إن السؤال الذي يتحتم علينا كمراقبين أن نطرحه أمام العالم هو ماذا فعل فضل لإسرائيل , هل منع الوقود عنهم و حاصر أي مدينة بجوار غزة وقصفها بالدبابات و صواريخ الطائرات وأوقع العشرات بل المئات من القتلى و الجرحى من بينهم شيوخ وأطفال و نساء ومعاقين , هل اغتال فضل حقيقة إسرائيل أم على العكس من ذلك كله فقد فضح حقيقتهم الزائفة وصور جرائم الحرب التي ترتكب يوما بعد يوم ووثق بذلك انتهاك خطير لحقوق الإنسان الفلسطيني.
إن تاريخ الإجرام الصهيوني لن يتوقف عند حد استهداف الصحفيين وشارات الصحافة بل استهدف شارات الهلال الأحمر والصليب الأحمر أيضا وقتل وأصاب العديد من حامليها المرئيين للعيان وهذا ما يجعلنا نؤكد إن استهداف إسرائيل لحملة الشارات من صحافة وهلال احمر هو استهداف عن عمد ومقصود !!
وان تاريخ الإجرام الصهيوني في فلسطين مكتوب في ذاكرة كل حر عربي و غير عربي , فدماء الأطفال و النساء و الشيوخ الفلسطينيين شاهد على ذلك و موثق بالصوت و الصورة فقد كتب إن اليهود هم قتلة الأنبياء و الرسل ومكتوب أنهم مجرمي حرب مع سبق الإصرار و الترصد وسيأتي اليوم الذي يصحو فيه ضمير العالم ويحاكم قادة هذا الكيان لما ارتكبوه من جرائم و مذابح بحق المدنين الفلسطينيين.
أما تاريخنا نحن الفلسطينيين فإننا نسطره بالمقاومة و الوحدة و الاستمرار في تطوير الذات لنخلق معادلة شبه متوازنة على كافة الصعد في الصراع , على الصعيد الإعلامي وهو الأهم لنبقي على عهد شهداء حركة الإعلام الفلسطيني ونبقي الأوفياء لهذه المسيرة المشرفة وعلى الصعيد السياسي و العسكري وحتى الاقتصادي . إن الحق لا بد وان ينتصر يوما من الأيام وان دولة الإجرام ستتنازل غصبا أو بطيب خاطر عما اغتصبت و تقبل بكل قرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن و تطبق كافة بنود المعاهدات التي التزمت بها أمام الهيئات الدولية و الأممية وتبادر إلى طلب العيش في سلام كحلا وحيدا لإنهاء الصراع.