غزة الحرة أنور صالح الخطيب السفينتان اللتان أبحرتا من لارنكا الجمعة متوجهتين إلي قطاع غزة المحاصر وعلي متنهما 40 متضامنا مع الشعب الفلسطيني من واحد وأربعين بلدا أول محاولة شعبية لكسر الحصار المفروض علي غزة الذي أسفر حتي الآن عن وفاة نحو 240 مواطنا فلسطينيا بسبب المرض وعدم القدرة علي السفر للعلاج في الخارج. هذه المحاولة التي يقوم بها ناشطون في مجال حقوق الإنسان وصحفيون قد لا تنجح في الوصول إلي شواطئ غزة المحاصرة علي الأرجح إلا أنها تعد صرخة كي يلتفت هذه العالم إلي معاناة مليون ونصف مليون فلسطيني تحاصرهم إسرائيل وتغلق مصر دونهم المعبر الوحيد الذي يربطهم بالعالم الخارجي لأسباب سياسية ولأسباب تتعلق بالانقسام السياسي الفلسطيني بعد سيطرة حماس علي الأوضاع في غزة. سواء نجح الناشطون في الوصول إلي شواطئ غزة أو منعتهم سلطات الاحتلال وحاصرتهم إلا أن هذه المحاولة أفضل من الصمت المطبق الذي يحيط بحصار غزة صمت عربي للأسف وصمت دولي فشل في أول امتحان ديمقراطي فثبت أن الولاياتالمتحدة والاحتلال الإسرائيلي يريدان معا ديمقراطية علي مقاسمهما وإلا فليدفع الشعب الفلسطيني ثمن خياراته من حياة أبنائه ودمائهم ومستقبلهم؟ حصار غزة طال كثيرا ولا يجوز في أية شريعة سماوية أو قوانين أرضية عقاب شعب بأكمله نتيجة خيارات لم تعجب الاحتلال أو القوي الكبري في العالم أو عقاب شعب بأكمله لان قوة من الشعب الفلسطيني سيطرت علي الأوضاع بالقوة وهي علي كل حال قوة منتخبة كان يجب إعطاؤها الفرصة لتطبيق برنامجها ثم محاسبتها في الانتخابات المقبلة إن ثبت عدم قدرتها علي تطبيق هذا البرنامج أو أنها غررت بالناس الذين انتخبوها. لا يعقل أن تبقي العواصم العربية تشاهد مأساة أهالي قطاع غزة مكتوفة اليدين ولا يعقل أن تبقي مصر تغلق معبر رفح في وجه الفلسطينيين في غزة لتزيد معاناتهم أكثر فهم يفهمون دوافع الأعداء في حصارهم وقتلهم لكن لن يفهموا أبدا مشاركة إخوة الدم في حصارهم وزيادة آلامهم. حركة غزة الحرة التي سيرت متضامنين مع الشعب الفلسطيني أملا بكسر الحصار هي أول الغيث وليس أخره قد تفشل هذه المحاولة ويبقي الحصار إلا أن القائمين عليها علي الأقل دقوا بأيديهم علي ضمائر من بقي له ضمير يمكن أن يتأثر أو يتألم وهو يشاهد طفلاً أو طفلة أو عجوزا أو امرأة يموتون في غزة بسبب نقص الدواء. عن صحيفة الراية القطرية 23/8/2008