بوتين الرئيس القادم لروسيا ! د.هاني شادي قبل شهرين تقريبا صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لن يغادر المسرح السياسي بعد الانتخابات الرئاسية القادمة في مارس 2008 والتي لا يحق له المشاركة فيها بحكم الدستور. وفي الثاني عشر من الشهر الجاري قبل بوتين استقالة فرادكوف وحكومته، ورشح فيكتور زوبكوف رئيس هيئة المراقبة المالية لتولي رئاسة الوزراء. وفي الرابع عشر من سبتمبر سارع مجلس الدوما بإقرار مرشح بوتين في منصبه الجديد بأغلبية ساحقة، ولما لا والمجلس تسيطر عليه أغلبية موالية لزعيم الكرملين. بهذه الخطوة خلط بوتين الأوراق والتكهنات المتعلقة بخليفته في العام القادم. فبعد أن كان معظم المراقبين يتكهن بتعيين سيرغي إيفانوف النائب الأول للحكومة المقالة رئيسا جديدا للوزراء تمهيدا لخلافته لبوتين، بات المراقبون في حالة ارتباك من مفاجئات الرئيس الروسي. ومن ضمن هذه المفاجئات ما صرح به بوتين 14/9 من أن هناك خمسة مرشحين لخلافته. وردا على سؤال حول إمكانية ترشح زوبكوف للرئاسة القادمة، أكد بوتين أن له ( أي زوبكوف ) الحق في ذلك. وهنا سارع بعض المراقبين للتكهن بأن زوبكوف سيكون خليفة بوتين في حكم روسيا. ولكن البعض الآخر من المراقبين يرى أن هذا الخليفة الجديد ربما يتنحى بعد فترة زمنية معينة لأسباب ما لتجري انتخابات رئاسية مبكرة يعود بمقتضاها بوتين إلى سدة الحكم من جديد. غير أن المحلل السياسي الروسي فيتشيسلاف نيكنوف لا يعتقد بأن زوبكوف تحيدا هو الذي سيخلف بوتين. ويرى أن فرص المرشحين المحتملين الآخرين ما زالت قائمة. زوبكوف غير المعروف بدرجة كبيرة في الأوساط السياسية الروسية، معروف جيدا بالنسبة لبوتين. فقد عمل معه في لجنة العلاقات الخارجية في بلدية سان بطرسبورغ عندما كان بوتين يترأس هذه اللجنة مطلع التسعينيات من القرن الماضي. كما أن زوبكوف عمل لمدة ثلاثين سنة في لينينغراد مسقط رأس بوتين. ويقال إن زوبكوف من الشخصيات القلية في روسيا التي تحضر احتفال زعيم الكرملين بعيد ميلاده. كما أن رئاسة زوبكوف لهيئة المراقبة المالية منذ عام 2004 جعلت بوتين يثق في قدراته كثيرا، وخاصة أن هذه الهيئة تنشغل بمكافحة غسيل الأموال والفساد والرشوة في روسيا وتحديدا في صفوف المسؤولين الرسميين. واللافت أن مفاجأة زوبكوف التي جاء بها بوتين أسكتت لبعض الوقت سيرغي إيفانوف النائب الأول لرئيس الحكومة المقالة والمقرب أيضا من بوتين والذي اعتاد في الفترة الأخيرة الظهور في وسائل الإعلام الروسية كثيرا، وكأن أمر الخلافة قد حسم لصالحه بشكل نهائي. ويلمح البعض أن إيفانوف لديه طموحات كبيرة في الرئاسة، الأمر الذي جعل البعض في الكرملين ينصح بوتين بعدم اختياره خليفة له. كما أن هناك من يرى أنه في حال وصول إيفانوف إلى الحكم في العام القادم ، فقد لا يسمح لبوتين بالعودة مرة أخرى إلى الرئاسة في روسيا في انتخابات عام 2012. ولكن هل لدى بوتين الصبر الكافي حتى يعود في 2012 ، أم أنه بالفعل يرغب في العودة قبل ذلك ؟ الإجابة على هذا السؤال، وعلى السؤال المتعلق بحقيقة رغبة زعيم الكرملين في العودة إلى حكم روسيا دون مخالفة الدستور لا يمكن التكهن بها في الوقت الراهن وخاصة بعد مفاجئة زوبكوف. ولكن الملاحظ أن بوتين يبدو وكأنه يرغب في مواصلة النهج الذي شرع فيه والذي يهدف إلى استعادة وضع روسيا القوية في الداخل والخارج. ويبدو أن بوتين على قناعة كبيرة بأنه لم يحقق بعد كل أهدافه. وهذا في حد ذاته يكفي للتفكير في عودته إلى الحكم من جديد،وخاصة أنه ما زال يتمتع بشعبية كبيرة نسبيا في روسيا. عن صحيفة الوطن العمانية 16/9/2007