يعني ترشيح ديمتري ميدفيديف لرئاسة روسيا، استمراراً للنظام وتمهيداً للطريق أمام الرئيس الحالي فلاديمير بوتين للاحتفاظ على الأقل ببعض النفوذ الواسع الذي يتمتع به. وأعلن ميدفيديف (42 عاماً) الحليف المقرب لبوتين بالمقابل أن ترشيحه للرئاسة أفضل وسيلة لضمان «الاستمرارية» في مسيرة البلاد الاقتصادية والسياسية، وتالياً، على بوتين تولي رئاسة الحكومة الروسية. والطريق أمام ميدفيديف إلى الرئاسة أكثر من مجرد أمل نظراً لشعبية بوتين الواسعة في روسيا،وقال بوتين عن ميدفيديف الاثنين الماضي «عرفته عن كثب منذ أكثر من 17 عاماً. عملنا سوية طيلة هذه السنوات وأدعم بشكل مطلق هذا الخيار». لكن من هو ميدفيديف؟. إنه في بادئ الأمر أقرب مساعدي بوتين. وقال رئيس مركز أبحاث الدراسات الأوروبية الشرقية في جامعة «بريمين وولفغانغ أيكويدي» عن ميدفيديف أنه «مثل بوتين، إنه جزء مما يطلق عليه اسم فريق سانت بطرسبرغ . تسلّق سلّم مهنته إلى جانب بوتين الذي رشحه لعدّة مناصب رسمية رئيسة في السابق». والتقى بوتين بالمحامي مديفيديف في أوائل التسعينات من القرن الماضي في مسقط رأسيهما بمدينة سانت بطرسبرغ ،حيث كان الشاب مستشاراً قانونياً في مكتب عمدة المدينة.. بوتين. وفي نهاية العام 1999، اختاره بوتين لترؤس حملته الانتخابية الرئاسية (التي أثبتت أنها ناجحة) وعيّنه لاحقاً نائباً لرئيس فريقه الرئاسي. وقال هانس هينينغ شرودر، الخبير الروسي في المعهد الألماني للشؤون الأمنية والدولية، وهو مركز أبحاث يتخذ من برلين مقراً له، في إشارة إلى خبرة ميدفيديف السياسية «هناك تتخذ جميع القرارات السياسية المهمة». وأضاف شرودر«لكنه شاب جداً ،ولم يكن ناجحاً عندما أوكلت إليه مهمة تطوير المشاريع الإسكانية والتربوية والصحية في روسيا. لذا سيحتاج إلى دعم بوتين على الأقل لسنة أو سنتين إضافيتين». ما هي إذاً الإستراتيجية من وراء ترشيحه؟. فضّل بوتين ميدفيديف على شخصيتين سياسيتين مجربتين تم طرح اسميهما كمرشحين محتملين لخلافته: الأول نائب رئيس الوزراء سيرغي إيفانوف 45 عاماً والثاني ،رئيس الوزراء نفسه فيكتور زوبكوف -66 عاماً. ويرى أيكويدي وشرودر أن ميدفيديف كسياسي أقل تطرفاً من إيفانوف وزوبكوف، وأكثر انفتاحاً منهما في الاتصالات السياسية والاقتصادية مع الغرب. وقال شرودر «لكن إذا أراد أن يضغط باتجاه تحديث روسيا وفتح البلاد أمام الغرب، فعليه أن يقوم بذلك ضد أدواته الخاصة». وقال فلاديمير ريزكوف وهو سياسي ليبرالي مشهور إن بوتين ربما أراد أن يستعيد السلطة بسهولة إذا استقال ميدفيديف في وقت مبكر. وأوضح في حديث مع محطة إذاعية روسية «ميدفيديف خيار تسوية لأنه سيتيح لبوتين الاحتفاظ بسيطرته ونفوذه. إذا أراد بوتين مغادرة السلطة تدريجياً ، فميدفيديف يضمن له الراحة والأمن وسيستمر في الإصغاء إليه، أما إذا أراد العودة بعد سنتين أو ثلاث .. عندها سيفسح ميدفيديف الطريق أمامه بيسر».