«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى عيد تحرير سيناء : الأدلة الأثرية تكذب مزاعم إسرائيل بحقوق تاريخية بسيناء / عبد الرحيم ريحان
نشر في محيط يوم 20 - 04 - 2010

فى عيد تحرير سيناء :
الأدلة الأثرية تكذب مزاعم إسرائيل بحقوق تاريخية بسيناء



*عبد الرحيم ريحان

عبدالرحيم ريحان
لقد قامت إسرائيل وبدون وجه حق ومخالفة لاتفاقية 1954 الخاصة بحماية الآثار أثناء النزاع المسلح بعمل حفريات فى أكثر من 35 موقع أثرى بسيناء فى الفترة من 1967 حتى 1982 بطرق غير علمية لمجرد الحصول على قطع أثرية لعرضها بمتاحفها أو الاتجار بها وسرقة كل محتوياتها والتزوير السافر لتاريخ سيناء.

ولقد كانت سيناء منطقة عبور لبنى إسرائيل من مصر إلى الأرض المقدسة فهل هناك حقوق تاريخية فى أرض عبرها مجموعة أشخاص من مكان لمكان؟ وإلا كان يحق للمسلمين المطالبة بحقوق تاريخية فى الأندلس وهى أرض عمروا فيها وصنعوا حضارة يحكى عنها الشرق والغرب.

كما كانت سيناء منطقة عقاب وسجن لبنى إسرائيل حينما رفضوا دخول الأرض المقدسة فقدّر الله عليهم أن يتيهوا فيها أربعين عاماً متخبطين فى دروبها وشعابها لا يصنعون حضارة تذكر بل مسجونين فى هذه الأرض حتى فناء كل هذا الجيل فهل يحق لمسجون المطالبة بحقوق فى الأرض التى سجن فيها ؟

ورغم علمهم بهذه الحقائق إلا أنهم مصرون على الترويج لأفكار استعمارية بحقوق تاريخية فى سيناء وأحلام العودة من خلال كم الدراسات والأبحاث المنشورة بالدوريات العلمية فى الخارج والتى ما يزال للأسف بعض الباحثين العرب ينقلون عنهم دون دراسة وتمحيص .

ومازالت الكتيبات السياحية التى تباع فى سيناء والمواقع السياحية المختلفة والتى تصدر باللغات الأجنبية تروج لتهويد سيناء ومنها أن قلعة صلاح الدين بطابا يهودية ومعبد سرابيت الخادم مورست به طقوس سامية وأن طريق الحج المسيحى بسيناء هو طريق حج لليهود لذلك وجب التصحيح فى عيد التحرير

قلعة صلاح الدين بطابا

أول وقائع هذه السرقات التاريخية هى ما قامت به إسرائيل أثناء احتلال سيناء من تزوير تاريخ قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا وادعائهم أنها يهودية وتقع قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون عند رأس خليج العقبة على بعد 8 كم من مدينة العقبة مساحتها 325م من الشمال للجنوب 60م من الشرق للغرب وتبعد عن شاطئ سيناء 250م .

والقلعة تقع فوق تلين كبيرين تل شمالى وتل جنوبى لكل منهما تحصين قائم بذاته قادر على الدفاع فى حالة حصار الآخر بينهما سهل أوسط ويحيط بهما سور خارجى كخط دفاع أول للقلعة وبناها صلاح الدين عام 567ه 1171م لصد غارات الصليبيين وحماية طريق الحج.

قلعة صلاح الدين
واتضحت هذه الادعاءات فيما ذكره الباحث الإسرائيلى ألكسندر فلندر الذى قام بأعمال مسح أثرى حول جزيرة فرعون عام 1968م بمجموعة من الغواصين البريطانيين والإسرائيليين وتركزت الأعمال البحرية في المساحة بين الجزيرة والبر ونشر بحثه عام 1977م فى مجلة متخصصة عن اكتشافات الآثار البحرية.

وهذا البحث هو المصدر الأساسى فى الغرب عن جزيرة فرعون وهو مصدر معلومات المرشدين اليهود لزوار قلعة صلاح الدين من إيلات من جنسيات مختلفة وكذلك بعض المرشدين المصريين والأجانب بالقلعة .

حيث يذكر فلندر أن جزيرة فرعون كانت ميناء ومرسى قديم أيام نبى الله سليمان وأن جزيرة فرعون كما يزعم هى عصيون جابر المذكورة فى التوراة واعتمد على أشياء غبر علمية تم دحضها بالكامل ومنها أن السور الدفاعى المحيط بالجزيرة مكون من كتل حجرية كبيرة وهى من سمات التحصينات اليهودية كما يزعم.

كما عثر بالجزيرة على قطع Slag وهى قطع معادن ناتج عمليات صهر الحديد أرخها له روزنبرج لعصر الحديد الأول المبكر واتخذها فلندر دليلاً على نشاطات لصهر حديد تتوافق مع عصر الملوك فى إسرائيل.

إدعاء باطل

لقد أكدت الأدلة الأثرية أنه لا وجود لعصيون جابر المزعومة أولاً لأن وصف التوراة نفسها لميناء عصيون جابر (هذا لو افترضنا جدلاً وجود ميناء بهذا الاسم) لم يشر من قريب أو بعيد إلى جزيرة فرعون كما أن أراء علماء الآثار فى تحديد المكان متضاربة وغير مؤكدة .

أما بالنسبة للنقطة الثانية وهى الادعاء بأن السور الدفاعى بالجزيرة من سمات التحصينات اليهودية فأنه لا يوجد أسلوب مميز للتحصينات اليهودية فى عهد نبى الله سليمان لأنه لا يوجد أى تحصينات باقية من عهد نبى الله سليمان حتى ما يزعمون أنه هيكل سليمان فاثبتت الأدلة الأثرية والتاريخية والدينية عدم وجوده من الأصل وهل كان نبى الله سليمان فى حاجة لتحصين الجزيرة ؟ وضد من ؟ وعلاقات نبى الله سليمان كانت سلمية مع كل جيرانه .

ولا يوجد دليل أثرى واحد بالجزيرة يثبت صحة ذلك بل يوجد الدليل الأثرى على أن هذا السور أنشأه القائد صلاح الدين لتحصين القلعة ضد غارات الصليبيين.

وهو نص تأسيسى خاص بالسور عثر عليه فى الحفائر التى قامت بها منطقة آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية عام 1989م فى التحصينات الخاصة بالسور بالجهة الجنوبية الغربية قرب البحيرة الداخلية وهى لوحة من الحجر الجيرى مكتوبة بالخط النسخى المنقط فى خمسة أسطر بها اسم منشئ هذا السور فى عهد صلاح الدين وهو على بن سختكمان الناصرى العادلى فى أيام الملك الناصر صلاح الدين بتاريخ شهر المحرم سنة أربعة وثمانون وخمسمئه هجرية .

كما أن العثور على قطع معادن ناتج عمليات صهر حديد والذى يزعم فلندر أنها تعود لعصر الحديد الأول المبكر الذى يتوافق مع عصر الملوك فى إسرائيل فهذا دليل ضده لأننا كشفنا عن العديد من قطع الحديد هذه فى حفائر موسم 88- 1989م فى منطقة بالسهل الأوسط بالجزيرة وهى ناتج عمليات تصنيع داخل فرن عثر عند مدخله على النص التأسيسى الخاص به وهى لوحة من الحجر الجيرى 48× 30سم مكتوبة بالخط النسخى المنقط من ستة أسطر بها اسم منشئ هذا الفرن فى عهد صلاح الدين .

وهو أيضاً على بن سختكمان وتاريخ تسعة شوال سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة هجرية وفى هذا الفرن وجد كم من التبر لمعادن منصهرة وتم كشف حوض صغير بجوار الفرن لوضع المعادن الساخنة ليتم تبريدها ومصطبة أمام الفرن وجد بها كم من الرماد مختلط بقطع فحم المستخدم فى الفرن وهو فرن لتصنيع الأسلحة داخل القلعة لقتال الصليبيين
واعترف فلندر بنفسه فى نهاية بحثه بأنه فى غياب الحفائر المنظمة فإن كل هذه الآراء تصبح تخمينية بعد أن صال وجال وبنى قصوراً فوق رمال ناعمة .

وأنا أقول له فى ظل الحفائر المنظمة جاء التأريخ القاطع للمنشئات على جزيرة فرعون من خلال ما تم اكتشافه وهذا ليس بغريب على قائد ذو فكر استراتيجى عسكرى مثل صلاح الدين استغل سيناء وأنشأ بها التحصينات العسكرية مثل قلعة الجندى برأس سدر وقلة طابا وكان له طريق حربى بسيناء وانشأ عدد كبير من السفن استخدمها فى مهاجمة أيلة (العقبة حالياً) حتى سقطت فى قبضته عام 566هجرية 1170م وليؤمّن حدود مصر الشرقية ضد هجمات الصليبيين بدأ فى إنشاء قلعة طابا منذ ذلك الوقت التى انطلق منها لتحرير القدس فى موقعة حطين

تزوير طريق الحج المسيحى

منذ عام 1967 زار منطقة وادى حجاج التى تقع فى طريق الحج المسيحى بسيناء عدة علماء يهود قاموا بتصوير أكثر من 400 نقش بوادى حجاج الذى يقع على طريق الحج المسيحى بسيناء منها نقوش نبطية – يونانية – لاتينية – أرمينية – قبطية – آرامية .

ورغم ذلك يذكر عالم الآثار اليهودى أفينير نجف أن هذا الطريق كان للحجاج اليهود وحاول اليهود ترسيخ هذا المفهوم إبان احتلالهم لسيناء فقاموا بحفر بعض الرموز المرتبطة بتاريخ اليهود رغم عدم وجود أى أساس تاريخى لها وهو نقش الشمعدان أو المينوراه ذو السبعة أو التسعة أفرع التى تأخذ شكل شجرة يخرج منها سبعة فروع حيث نجد قائماً فى الوسط حوله من كلا الجانبين سبعة فروع .

وذلك لإثبات أحقيتهم وحدهم بهذا الطريق كطريق لخروج بنى إسرائيل وبالتالى فهو طريق للحج اليهودى لأغراض استيطانية ليس إلا ولا علاقة لها بالدين أو التاريخ أو الآثار مع اعتبار هذا تشويهاً لنقوش أثرية قديمة بعمل هذه الرموز الحديثة مجاورة للنقوش الأثرية .

كشف التزوير

من خلال الاكتشافات الأثرية العديدة بهذا الطريق من كنائس وأديرة ونقوش صخرية مسيحية تأكد أن هذا الطريق هو طريق الحج المسيحى بسيناء الذى يبلغ طوله 575كم وينقسم إلى جزئين طريق شرقى و هو للحجاج القادمين من القدس إلى جبل طور سيناء (منطقة سانت كاترين) ويبدأ من العقبة إلى النقب وعبر عدة أودية إلى وادى حجاج وبه تلال من حجر رملى بها نقوش يونانية وأرمينية للحجاج المسيحيون حتى سفح جبل سيناء .

وطول هذا الطريق 200كم وطريق غربى يبدأ من القدس عبر شمال سيناء وشرق خليج السويس إلى جبل سيناء ويبدأ من القدس ، غزة ، رفح ، الفرما ، عيون موسى ، وادى فيران إلى جبل سيناء وطول هذا الطريق من القدس إلى جبل سيناء 375كم ويشمل هذا الطريق طريق العائلة المقدسة الممتد من القدس عبر شمال سيناء بطول 150كم .

سرابيت الخادم والكيان الصهيونى .

دير سانت كاترين
قام جنود الاحتلال الإسرائيلى بأنفسهم وبالاشتراك مع معهد الآثار بجامعة تل أبيب وفى مخالفة للاتفاقات الدولية التى تقر بعدم الحفر فى مواقع أثرية فى دولة محتلة بقوة السلاح بأعمال حفر غير علمى بمعبد سرابيت الخادم بجنوب سيناء .

ونشرت نتائج هذه الأعمال فى مجلة الاكتشافات الإسرائيلية عدد 38 عام 1988حيث قام بنشرها الباحث الإسرائيلى رافائيل فنتيرا Raphael Ventura من جامعة تل أبيب تحت عنوان (المحور المنحنى أو الاتجاه الخطأ دراسات على معبد سرابيت الخادم) .

وقد قام الباحث المذكور بنقد الدراسات التى دحضت أراء عالم الآثار البريطانى بترى الذى قام بأعمال حفائر بالمعبد عام 1906 وذكر أن المصريين القدماء مارسوا فى هذا الهيكل الطقوس السامية لا المصرية وأن العمال الساميين ساعدوا المصريين فى التعدين فى سرابيت الخادم ولهم كتابة خاصة وتعمد الباحث الإسرائيلى تأكيد صحة أراء بترى والذى اكتشف فيما بعد عدم صحتها .

فبخصوص مصطلح السامية الذى ذكره بترى فليس له أساس علمى فهى مجرد فكرة ابتدعها العالم الألمانى اليهودى (أوجست لود فيج شلوتر) عام 1781م واعتمدت السامية على فكرة الأنساب الواردة فى التوراة والتى قامت على بواعث عاطفية على أساس حب الإسرائيليين أو بغضهم لمن عرفوا من الشعوب والمقصود بها إسقاط جغرافية التوراة على فلسطين وما حولها ترسيخاً لأفكارهم الاستعمارية .

وإذا جئنا للأنساب فالعرب العاربة والمتعربة والمستعربة ينتسبوا لسام بن نوح إذاً فمصطلح السامية لا علاقة له بتاريخ اليهود أما الكتابة التى يتحدث عنها بترى والذى اعتقد أنها كتابة مجهولة لها علاقة ببنى إسرائيل فهى الأبجدية السينائية المبكرة Proto- Sinatic Alphabet الأبجدية الأم لأنها نشأت فى سيناء بين القرنين 20- 18 قبل الميلاد فى منطقة سرابيت الخادم.

ثم انتقلت إلى فلسطين فيما عرف بالأبجدية الكنعانية مابين القرنين 17 – 15 قبل الميلاد حتى انتقلت هذه الكتابة للأرض الفينيقية ورغم عثور الباحث على لوحة تؤكد مصرية هذا المعبد عليها خرطوش للملك تحتمس الثالث إلا انه فسّر من خلالها برؤيته الصهيونية الاستعمارية عمارة المعبد بأنها لا علاقة لها بالعمارة فى مصر القديمة.

ونؤكد على أن معبد سرابيت الخادم مصرى 100% و أنه لم يطلق على سيناء أرض الفيروز من فراغ بل لأنها كانت مصدر الفيروز فى مصر القديمة حيث سجلت أخبار حملات تعدين الفيروزعلى صخور معبد سرابيت الخادم بسيناء الذى يبعد 268كم عن القاهرة وعلى بعد 60كم جنوب شرق أبو زنيمة و سبب التسمية بسرابيت الخادم هو أن السربوت مفرد سرابيت تعنى عند أهل سيناء الصخرة الكبيرة القائمة بذاتها و هو ما يعرف بالأنصاب ومفردها نصب .

وكانت كل حملة تتجه لسيناء لتعدين الفيروز منذ الأسرة الثالثة وحتى الأسرة العشرون ينقشوا أخبارها على هذه الصخرة الكبيرة القائمة بذاتها الموجودة بالمعبد أما كلمة الخادم فلأن هناك أعمدة بالمعبد تشبه الخدم السود البشرة ويقع المعبد على قمة الجبل الذى يرتفع 300م عن المنطقة حوله طوله 80م وعرضه 35م وقد كرّس لعبادة حتحور التى أطلق عليها فى النصوص المصرية القديمة (نبت مفكات).

أى سيدة الفيروز كما يضم المعبد قاعة لعبادة سوبد الذى أطلق عليه (نب سشمت) أى رب سيناء وبالمعبد هيكلين محفورين فى الصخر أحدهما خاص بالمعبودة حتحور وأقيم فى عهد الملك سنفرو والآخر خاص بالمعبود سوبد ومدخل المعبد تكتنفه لوحتان أحداهما من عصر رمسيس الثانى والأخرى من عصر الملك ست نخت أول ملوك أسرة 20 ويلى المدخل صرح شيد فى عصر تحتمس الثالث يؤدى لمجموعة من الأفنية المتعاقبة التى تتضمن الحجرات والمقاصير وشيد البعض منها دون التزام بتخطيط المعبد وهذا ما دعى بترى لا ستغراب التخطيط فنسبه للمصطلح المبتدع السامية .

وكثيراً من الأشياء فى سيناء نسبها علماء الغرب لبنى إسرائيل وثبت خطأها بعد ذلك مثل الكتابات النبطية قالوا عليها كتابات لبنى إسرائيل والنواميس وهى مبانى ما قبل التاريخ قيل عليها كانت سكن لبنى إسرائيل وغيرها أما تخطيط معبد سرابيت الخادم بهذا الشكل لاستخدام عمال محليين من أهل سيناء خبرتهم قليلة فى هذا المجال .

كما أن طبيعة البناء فى هذا الموقع المرتفع فرضت تخطيطاً معيناً على المعبد وهذا ما لاحظناه فى كل الآثار المكتشفة بسيناء من أديرة وقلاع وقصور وكان للمعبد سور من الحجر الغير منحوت طوله 80م وعرضه 35م وكان بداخل هذا السور 9 أنصاب ، وخارجه فى طريق الهيكل من الغرب 12 نصب.

ومن هذه الأنصاب نصب من عهد أمنمحات الثالث أسرة 12وآخر لرمسيس الثانى (1304- 1237ق.م.) أسرة 19 ويحيط بكل نصب دائرة من الأحجار الغير منحوتة ويتراوح ارتفاع النصب ما بين 1.5 إلى 4م وكان ينقش على جانبيها أو جانب واحد منها أخبار حملات استخراج الفيروز وكان المصريون القدماء يستخرجون الفيروز من منطقة سرابيت الخادم ومن منطقة المغارة القريبة منه ولا تزال بها حتى الآن بقايا عروق الفيروز التى استخرجها المصريون القدماء.

وأرسلت البعثات لاستخراج الفيروز والنحاس من سيناء منذ عهد الدولة القديمة ففى الأسرة الثالثة (2686- 2613 ق.م.) أرسل الملك زوسر حملة تعدين لسيناء وفى الأسرة الرابعة (2613- 2498 ق.م .) أرسل سنفروعدة بعثات لاستخراج الفيروز والنحاس من سيناء وتوالت البعثات بعد ذلك فى الأسرة الخامسة (2494 – 2345 ق.م.) و أسرة 12 (1991- 1786 ق.م.) وأسرة 19 (1318- 1304 ق.م.) .


*أمين الإعلام باتحاد الآثاريين العرب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.