في ندوة تثقيفية نوعية بمجمع إعلام دمياط استثمار الوطن في براءة الطفولة حماية ووعي وبناء    وزيرة التضامن تفتتح فعاليات مؤتمر «الأبعاد الاجتماعية والقانونية للذكاء الاصطناعي»    تراجع سعر الدولار مقابل الجنيه بمنتصف تعاملات اليوم    الهيئة العامة للاستثمار تبحث التعاون مع IT Park Uzbekistan لدعم الشركات التكنولوجية وتعزيز الاستثمارات المتبادلة    رئيس مصلحة الضرائب: استبدال ضريبة الأرباح الرأسمالية بضريبة دمغة نسبية على تعاملات البورصة    وزير النقل: محطة حاويات السخنة آلية بالكامل وتعمل وفق أعلى المعايير العالمية    المغرب: ارتفاع عدد قتلى السيول في آسفي إلى 37    منتخب مصر يختتم تدريباته استعدادًا لمواجهة نيجيريا وديًا .    انطلاق اجتماعات الاتحاد الأفريقي لكرة السلة في مصر    الأرصاد تحذر: سحب ممطرة على هذه المحافظات وتوقعات بأمطار غزيرة    الداخلية تضبط 4 أطنان دقيق مدعم ومخالفة فى المخابز السياحية خلال 24 ساعة    محمد إمام يودع عمته إيمان إمام بكلمات مؤثرة ويطلب الدعاء لها    الوطنية للإعلام تنعى وزير الثقافة الأسبق محمد صابر عرب    وزير الأوقاف: على المفتي فهم أحوال الناس ومقاصد الشرع وعدم الانعزال عن الواقع    غدًا انطلاق اختبارات اختيار كوادر مدرسة الإمام الطيب لحفظ القرآن الكريم وتجويده    مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يحذر الإسرائيليين بالخارج من حضور احتفالات غير مؤمَّنة    وزيرة التخطيط توقع مذكرتي تفاهم لتبادل الخبرات وتعزيز الاستثمارات بين مصر وألبانيا    «التعليم»: التعامل بمنتهى الحزم مع أي سلوكيات غير لائقة أو مخالفات بالمدارس    في نقد ما جرى.. الأحزاب ونصيبها من الخطأ    إصابة نجم ريال مدريد تعكر صفو العودة للانتصارات    مواعيد مباريات اليوم الاثنين 15 ديسمبر.. نصف نهائي كأس العرب.. ومانشستر يونايتد    الزمالك: لن نمانع رحيل عدي الدباغ فى انتقالات يناير    اعرف الرابط الرسمى للتقديم على وظيفة معاون نيابة إدارية دفعة 2024    الرقابة المالية: الهيئة نجحت في تحقيق هدف «ديمقراطية الاستثمار»    العثور على جثمان مواطن مسن فى مصرف المياه بقرية حاجر المساوية بمدينة إسنا    تأجيل محاكمة هدير عبد الرازق وطليقها أوتاكا فى نشر فيديوهات خادشة ل 22 ديسمبر    الاثنين 15 سبتمبر 2025.. أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع المحلية اليوم    «إكسترا نيوز» ترصد حجم إقبال أبناء الجالية المصرية بالأردن على انتخابات النواب    فيديو.. عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى خلال عيد الحانوكا    ذكرى رحيل نبيل الحلفاوي.. رحلة فنان مثقف من خشبة المسرح إلى ذاكرة الدراما المصرية    متحدث الوزارء: الهدف من خطة لتطوير المنطقة المحيطة بالقلعة هو رفع مستوى المعيشة للسكان    جائزة ساويرس تعلن القوائم القصيرة لفروع شباب الأدباء والكتاب    رابطة العالم الإسلامي تدين الهجوم على مقر الأمم المتحدة بالسودان    كيف أرشد الإسلام لأهمية اختيار الصديق؟.. الأزهر للفتوى يوضح    الأزهر يدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف تجمعًا لأستراليين يهود ويؤكد رفضه الكامل لاستهداف المدنيين    5 محافظات ضمن منظومة التأمين الصحى الشامل بالمرحلة الثانية.. اعرفها    فيتامين سي ودعم المناعة.. ما دوره الحقيقي في الوقاية وكيف نحصل على أقصى فائدة منه؟‬    الحماية تسيطر على حريق نشب بعقار في الهرم    العثور على جثتى المخرج روب راينر وزوجته وفتح تحقيق جنائى    الحضري يكشف أسباب الخروج المبكر لمصر من كأس العرب    ثقافة البحيرة تنظم ندوة توعوية عن الأمراض المزمنة    وزير الخارجية يبحث مع نظيره السعودي استعدادات عقد اجتماع مجلس التنسيق الأعلى    حُسن الخاتمة.. مفتش تموين يلقى ربه ساجدًا في صلاة العشاء بالإسماعيلية    مفتي الجمهورية ينعى الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة الأسبق    وزيرة التنمية المحلية تستعرض تقريرا حول نتائج المرور الميداني على 10 مراكز تكنولوجية بأسيوط    وفد من لجنة الصحة بمقاطعة هوبي الصينية يزور مستشفى قصر العيني التعليمي    وفد من لجنة الصحة بمقاطعة هوبي الصينية في زيارة رسمية لمستشفى القصر العيني    ضبط محطة وقود غير مرخصة داخل مصنع بمدينة السادات    تجديد تعيين 14 رئيسا لمجالس الأقسام العلمية بكلية طب قصر العيني    المؤبد لتاجر سلاح في قنا    مواقيت الصلاه اليوم الإثنين 15ديسمبر 2025 فى محافظه المنيا    «فرنس إنفو»: تشيلي تدخل حقبة جديدة بعد انتخاب «أنطونيو كاست» رئيسا البلاد    صحة قنا.. قافلة طبية مجانية لمدة يومين بدنفيق في قنا    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الأثنين 15 ديسمبر 2025    محمد صلاح يوجه رسالة للمصريين من خلال ابنته "كيان" قبل أمم إفريقيا    مصرع وإصابة 3 أشخاص في حادث تصادم «نقل» و«موتوسيكل» بالعياط    كابال ينهي سلسلة 5 تعادلات.. يوفتنوس ينتصر على بولونيا في ريناتو دالارا    احتفالية استثنائية ومفاجآت كبرى بالعاصمة الجديدة ابتهاجًا بالعام الجديد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصهيونية وحقوق الإنسان
نشر في محيط يوم 10 - 02 - 2008


الصهيونية وحقوق الإنسان

* بشار نورس الحريري

مقدمة : إن حقوق الإنسان هي القواعد الكلية التي تجسد للإنسانية حياة اقتصادية وإجتماعية وثقافية وسياسية كريمة تعبر عن إرادتها الحرة وتطلعاتها القريبة والبعيدة ،وتأتي الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية والتمييز العنصري . وبهذه الصفات فهي نقيضة لحقوق الإنسان .

كما أنها بهذه الحالة لن تكون إلا مناقضة للسلام والحرية والعدالة والمساواة. وان حقوق الإنسان ولدت مع الحياة ونمت وتطورت بنمو الإنسان الذي اكتشفها مع اكتشاف ذاته ومعرفة كل ما يحيط به ،ومواجهته لمختلف الظواهر الطبيعية والمصطنعة و معايشته وتفاعله مع التشكيلات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية،والتي تطورت مع التطور التاريخي للمجتمع .

وقد رافق هذه الحقوق في كل مرحلة مؤيدات جزائية تطورت بدورها حيث انتقلت هذه المؤيدات الجزائية من مؤيدات خلقية صرفة قوامها الوازع الضميري لدى الفرد أو الجماعة إلى مؤيدات يحكمها قواعد حقوقية (( القانون الوضعي )) أكثر إلزاما ومساءلة لمنتهكي حقوق الإنسان سواء أكانت هذه القواعد الحقوقية على الصعيد الداخلي لدولة من الدول أو على صعيد المجتمع الدولي وفق مبادئ القانون الدولي التي ألقت الضوء على حقوق الإنسان .

أولا – ما هي حقوق الإنسان ؟؟ - حقوق الإنسان متعددة ومتجددة وفقا لتطور الفرد والمجتمع. وقد اختلفت هذه الحقوق بين مرحلة و أخرى من المراحل التي مرت بها البشرية. وهي مرحلة الحياة المشاعية ثم حياة الرق ثم حياة الإقطاع وصولا إلى البرجوازية .

وقد اختلفت طبيعة كل مرحلة عن الأخرى من خلال معالجتها لحقوق الإنسان رغم أنها عبرت في كل مرة عن جوهر واحد يتعلق بإنسانية الإنسان التي تحييها وتجسدها حقوقه المشروعة بالحياة دون استغلال أو قهر أو تمييز أو عنصرية. - وقد عرفت الشعوب منذ القديم حقوق الإنسان و أولتها عناية خاصة حيث عني بها مفكروها وقدروها حق قدرها لما لها من أثر في حياة الفرد وفي حياة المجتمع وحياة الدولة . وسنتطرق من خلال ما تقدم إلى حقوق الإنسان بشيْ من الإيجاز لدى بعض هذه الشعوب.

1 – حقوق الإنسان لدى اليونان : لقد اهتم اليونان في حقوق الإنسان حيث أخذت حيزا هاما من جهد وتفكير مفكريهم (( أفلاطون ودولته الفاضلة )) الذين أرسوا دعائم الدولة ورسموا دور الفرد فيها. كما حددوا حقوق الإنسان التي يجب صيانتها مثل :// حق الحياة – حق الحرية – حق إبداء الرأي – حق الاختيار – حق المساواة أمام السلطة// واعتبرت هذه الحقوق مقومات أساسية في البناء المجتمعي .

2 - حقوق الإنسان لدى البوذيين : اهتمت الفلسفة البوذية بحقوق الإنسان وأوضحت المخاطر التي يمكن أن تواجه الفرد والمجتمع فيما إذا حرم الإنسان من حقوقه وخاصة حقوقه الأساسية// كحق الحياة و حق الحرية والمساواة// والتي تهددها المخاطر التالية : الفاقة والفقر – الاستغلال – العنف – خرق العهود .

3 - حقوق الإنسان لدى الصينيين : لقد ركزت الفلسفة الصينية القديمة أيضا على حقوق الإنسان وأكدت على صيانة حقوقه الأساسية المتبادلة والمتمثلة ب/ حق الحياة – حق السعادة – حق التعبير عن النفس /.

4 - حقوق الإنسان لدى العرب : أولى العرب حقوق الإنسان جل اهتمامهم وتجسد ذلك في :

1ً – مصادر التشريع الإسلامي: (( القرآن الكريم – السنة – الإجماع - الاجتهاد – القياس – المصالح المرسلة – وكتابات الفقهاء )).

2ً – إلحاح الإسلام على حماية حقوق الإنسان،حيث أكد أن الناس سواسية كأسنان المشط وأنه لا فرق لعربي على أعجمي ولا لأبيض على ؟أسود إلا بالتقوى والعمل الصالح وصيحة الفاروق عمر بن الخطاب في أمير مصر الذي أهان إنسانا واستباح كرامته لا زالت محفورة في العقول ومدوية في الآذان، آذان الأجيال المتعاقبة )) : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً)) – (( وأمرهم شورى بينهم )). كما أن الإسلام احترم مبادئ الإنسانية والأسرى والمنشآت المدنية من دينية وزراعية و......الخ . 5 - حقوق الإنسان و التشريع الوضعي : لقد تحولت جميع الدعوات إلى حماية حقوق الإنسان والت وردت على ألسنة الأنبياء والفلاسفة والحكام إلى نصوص مكتوبة تلتزم بها سلطات الدول ومن ثم الأمم المتحدة التي ضمنت ميثاقها نصوا تؤكد على أهمية حقوق الإنسان في المجتمع الدولي وأهمية حمايتها ............الخ.

و أهم قرار عالمي في هذا الصدد هو (( الإعلان العالمي لحقوق الإنسان)) والذي تضمن حماية حقوق الإنسان التالية : / الحقوق السياسية والمدنية – الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية – وحق تقرير المصير )). من كل ما تقدم نجد أنفسنا أمام الأسئلة التالية :

أ – أين تقف الصهيونية من حقوق الإنسان ؟؟

ب – ما هي الأهداف التي تنشدها؟ وما هو مدى تطابق هذه الأهداف مع حقوق الإنسان؟.؟

ج - ما هي الوسائل والأدوات الصهيونية للوصول إلى أهدافها؟؟ ثانيا – موقف الصهيونية من حقوق الإنسان : للإجابة على الأسئلة السابقة لابد من إلقاء الضوء على المسائل التالية التي توضح حقيقة الموقف الصهيوني من حقوق الإنسان .

- المسألة الأولى : الخلفية الدينية والفكرية للصهيونية : بنظرة متفحصة للعهد القديم والتلمود اللذان يشكلان المصدر والمنبع الأساس للعقيدة الصهيونية ندرك حقيقة الأصل الذي تستند إليه الصهيونية في طرح ذاتها كحل للمشكلة اليهودية على حساب الأمة العربية وحقيقة النظرة التوراتية إلى الإنسانية وحقوقها . وفيما يلي الإشارة إلى بعضها .

أ – قوام هذه النظرة العنصرية ما يسمى بشعب الله المختار . فهذا التمايز يدمر كل المقومات الأساسية لحقوق الإنسان حيث يضع الإنسانية جمعاء عبيدا لأقلية مستعلية مستعدية متعنصرة. ومن أدلتهم إلى ذلك ما يقوله التلمود : (( إن اليهود أحب إلى الله والملائكة ومن يصفع اليهود، كمن يصفع الله والموت جزاء الأممي إذا ضرب اليهودي،والأمميون جميعا كلاب وخنازير،واليهود يفضلون الأمميون كما يفضل الإنسان البهيمة.........)).

ب – تجسيد روح الأنانية والتعصب ضد الشعوب : يقول رب إسرائيل : /ويقف الأجانب ويرعون غنمكم ويكون بنو الغريب حراثيكم وكراميكم أما أنتم فتدعون كهنة الرب..../ . ففي هذه العبارة التوراتية يتكشف الوجه الحقيقي للصهيونية وتتكشف النظرة الضيقةالأنانية المستغلة التي ترمق الشعوب الأخرى بهدف استرقاقها واستعبادها.

ج - تجسيد روح العنصرية والاستعباد للشعوب : فهي تنكر على الشعوب الأخرى العيش بحرية.فهم عبيد لا هوية لهم ولا تعترف بهذا الحق إلا لأبناء شعب الله المختار الذي اتيح له سلب هذا الحق((الحرية)) من كافة الشعوب باسم ربهم .وقد أكد تلمودهم بالنص: (( وعندما يظفر المسيح اليهودي بالسلطة على العالم يستعبد كل الأمم ويبيد المسيحيين....)). فالنزعة اليهودية القديمة والصهيونية الجديدة لا تستهدف وجود العرب فحسب بل أنهم يستهدفون البشرية جمعاء وتستهدف ممتلكاتهم التي هي ملك لبني إسرائيل .

وهذا ما تعبر عنه التوراة فتقول: (( سيقوم الرب ويقيس الأرض ويجعل الأوثان/الأممين/ تحت يد إسرائيل ويسلم جميع ممتلكاتهم لليهود .......)). د - تجسيد روح الغاية تبرر الوسيلة : وهذا المذهب مرفوض إنسانيا .فالعقيدة الدينية والفكرية للصهيونية لا تولي الوسيلة أية أهمية مهما كانت سويتها بل تعول على الغايات التي تعبر عن مصالحها الذاتية دون النظر إلى مصالح أخرى للبشرية أو النظر إلى مقاييس إنسانية أو أخلاقية. فهي لا تولي الغاية النبيلة أية أهمية لأنها تجسد طموحات إنسانية الإنسان وإرادة الأكثرية الساحقة .

ولقد أعطى كتابهم الحق لليهود بطرد الشعوب من ديارهم : (( وقال يهوه لموسى لأطرد الشعوب من أمامك في سنة واحدة ..قليلا قليلا أطردهم أمامك إلى أن تثمر وتملك الأرض..الخ)). ولم يكتف بالطرد بل أتاح لهم الوسائل والأساليب الوحشية دون التفريق بين رجل و إمرأة بين شاب وكهل وبين الأطفال.

حيث يقول الكتاب المقدس: (( ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا و إمرأة ،طفلا ورضيعا بقرا وغنما جملا وحمارا....الخ )) ويعتبر اليهود كل ما هو على سطح الأرض هو ملك لهم وسلب منهم وعليهم استرداده .

- المسألة الثانية : الخلفية الاقتصادية للصهيونية : ونوجز هذه المسألة بالنقاط التالية :

1ً – بدأ الدور الاقتصادي للصهيونية بالبروز بشكل ملموس مع التطلعات الاستعمارية للرأسمالية الأوربية من أجل السيطرة على مناطق خارج بلدانها وخاصة في الشرقين الأوسط والأقصى.

2ً - أخذت الرأسمالية الأوربية بالبحث عن حليف لها بالوقت الذي كان فيه اليهودية المرابية تبحث عن تحالفات مع الإمبراطوريات الكبرى لإنجاز مصالح مشتركة (( / العثمانية والألمانية وملك ايطاليا والبابا وروسيا/ ومباحثات هرتزل مع بريطانيا )) وتحقيق تحالف صهيوني رأسمالي.

3ً - أرادت الصهيونية من هذا التحالف تحقيق أهداف سياسية حيوية منها :

أ – الإعلان عن ذاتها في مناخ تصنعه لها كبريات الدول في عالمنا المعاصر آنذاك كحركة سياسية صهيونية لليهود في العالم .

ب – دخول القادة الصهاينة إلى دوائر التخطيط ومواقع صنع القرار الاستعماري لمناطق إستراتيجية هامة في العالم .

ج – إبراز طاقاتهم المالية في تنفيذ الاستراتيجيات الموضوعية للبلدان الرأسمالية آنذاك مما يعزز مواقعها في التأثير على هذه البلدان من أجل الهدف السياسي الذي يبتغيه .

د – الحيلولة دون استفراد الدول الرأسمالية في تحقيق مكاسب اقتصادية وسيطرة استعمارية على مناطق العالم بمعزل عن الصهيونية .

- ولقد ظهر التطابق بين المصالح الرأسمالية والصهيونية سواء أكانت هذه المصالح إقتصادية أم سياسية أم استعمارية في الاستجابة الكبيرة من بريطانيا للدعوة الصهيونية ومتطلباتها وخاصة ما يتعلق بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. ثالثا - الصهيونية تشويه للإنسانية : إن عداء الصهيونية للإنسانية والبشرية واضح وجلي من خلال شعاراتها المطروحة ومن خلال أبشع الجرائم التي ارتكبتها وترتكبها كل يوم بحق الإنسانية .

- لقد جاءت شعاراتها المطروحة متفقة مع عقيدتهم العنصرية المدمرة مثل : // الشعب الذي لا أرض له، للأرض التي لا شعب لها // . حيث نجد أنها لم تحدد أرضا معينة بل تركتها مطلقة مما يجعل من شعاراتهم صالحة لكل زمان ومكان . - الصهيونية ترى البشرية بأسرها ما عدا شعب الله المختار المزعوم مفسدة وتستحق الفناء يقول سفر صموئيل : ولا تقف عنهم بل اقتل رجلا و إمرأة طفلا ورضيعا ، يقرا وغنما وحمارا .

- التقت الصهيونية مع النازية بأهداف عديدة واستغلت ذلك في تحقيق مصالحها وأحلامها البعيدة وهذا ما حصل عندما دفعت باليهود إلى أفران النازية كي تخلق لنفسها المناخ الملائم لتطلعاتها الهادفة إلى دفع اليهود للهجرة إلى أرض فلسطين العربية .

وقد حدد وبين هذا التطابق ما بين النازية والصهيونية الرئيس الراحل حافظ الأسد رحمه الله حين قال: (( - النازيون كانوا يدعون التفوق العنصري والصهاينة يدعون أنهم شعب الله المختار الذي يجب أن تخضع له جميع شعوب العالم . - النازيون برروا توسعهم بالسعي لإقامة الرايخ والصهاينة يبررون توسعهم الإقليمي بالعمل لاحتلال أرض إسرائيل التي يزعمون أن ربهم وهبهم إياها .

- النازيون اضطهدوا وشردوا الشعوب الأخرى والصهاينة يفعلون الشيء نفسه مع العرب . )) . - إن الزاد الذي اعتمدته النازية في صلفها وجبروتها كان التراث اليهودي أهم مصدر من مصادرها واعترف بذلك فيلسوف النازية روبنرغ .

- والذي يؤكد عداء الصهيونية للإنسانية نظرتهم الاستعلائية القائمة على أساس التفوق البشري والقدرة الخارقة التي تجعلهم يسيطرون على الشعوب . حيث تقول أدبيات الصهيونية : (( من رحمة الله أن شعبه المختار مشتت وهذا التشتت الذي يبدو ضعيفا فينا أمام العالم قد ثبت أنه كل قوتنا التي وصلت بنا إلى عتبة السلطة العالمية .)). رابعا – العدوانية في التشريع والقانون الصهيوني :

- صدر عن الصهيونية العديد من التشريعات التي تمثل بحد ذاتها اعتداء صارخا على الإنسانية والتي تقوم على أساس من التدليس والتحايل والاغتصاب منها :

1 – قانون الملاك الغائبين وقانون المصادرة .

2 – تشريع مناطق الأمن .

3 – القانون/59/الذي يخول الحاكم العسكري استغلال الأراضي العربية لمصالح الاستيطان .

4 – قانون القدس الذي اعتبر القدس عاصمة موحدة لإسرائيل .

5 – قانون ضم الجولان الحبيب للكيان الصهيوني .

- وإن إسرائيل كانت ولا زالت تمارس انتهاكاتها لقرارات الشرعية الدولية الأمر الذي اقتضى من الأمم المتحدة ومجلس الأمن ولجنة حقوق الإنسان أن تتخذ العديد من القرارات التي تؤكد على عنصرية الصهيونية وارتكابها لأبشع الجرائم والمجازر بحق الإنسانية ومنها القرار/3379/الذي قرر أن الصهيونية شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري . خامسا – القانون الدولي والصهيونية : إن من يستقرىْ الجرائم الصهيونية في فلسطين لن يجد جريمة واحدة نصت عليها الاتفاقات الدولية الأربع عام 1949 إلا وارتكبتها بأبشع الصور دون أي رادع أخلاقي وإنساني . ومن هذه الجرائم التي حرمتها هذه الاتفاقات واعتبرتها تهديدا لحقوق الإنسان هي :

1 – القتل العمد . 2 – التعذيب . 3 – التجارب البيولوجية . 4 – إحداث آلام كبرى مقصودة. 5 – المعاملة غير الإنسانية . 6 – إيذاءات خطرة ضد السلامة الجسدية والصحية . 7 – تخريب الأموال وتملكها بصورة لا تبررها الضرورات العسكرية......الخ .

ومن ممارسات إسرائيل خرقا لهذه الاتفاقات ارتكابها الجرائم اليومية ضد العرب في فلسطين منها : 1 – جعل السكان المدنيين والأفراد والأطفال والشيوخ والنساء هدفا للهجوم . 2 – شن هجوم عشوائي يومي يصيب السكان المدنيين والأعيان المدنية . 3 – شن هجوم على الأشغال الهندسية والمنشآت التي تحوي قوى خطرة . 4 – قيام الكيان الصهيوني بتهجير سكان فلسطين وطردهم من ديارهم وهدم منازلهم وسرقة أموالهم. 5 – قيام الكيان الصهيوني بنقل مهاجريه إلى الأراضي التي يحتلها ويهجر سكانها وأهلها وتوطينهم فيها. 6 - ما يجري يوميا في إقليم غزة ما هو إلا حرب إبادة جماعية مفتوحة ضد الشعب العربي الفلسطيني. سنداً للتعريف الوارد في الاتفاقية الخاصة بمكافحة جريمة إبادة الجنس البشري والمصادق عليها عام 1948 .

والتي اعتبرت أن التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة بشرية أو عرقية أو دينية هو جرم إبادة جماعية سواءً أتمت الإبادة بإلحاق الأذى الجسدي أو من خلال الإبادة البيولوجية من خلال قطع مصادر الحياة عن تلك المجموعة البشرية...... أو بغيرها من الحالات الحصرية التي نصت عليها المعاهدة.

الخاتمة : ولا بد من القول أن الاضطهاد والتمييز العنصري والقمع والعنف الذي تمارسه الصهيونية ضد العرب وتراثهم وأرضهم وثرواتهم حقائق لا غموض ولا لبس فيها . كما أن قرارات الأمم المتحدة شواهد حية تؤكد موقف الإنسانية من الصهيونية وتؤكد الموقف المتناقض والعداء المطبق بين حقوق الإنسان والصهيونية التي رفضت قرارات الشرعية الدولية الأمم المتحدة ومؤسساتها من خلال إسرائيل وعبر حكوماتها المتعاقبة سواء أكانت عمالية أم ليكودية أم غيرها. ورحم الله المهاتما غاندي الذي قال عام 1946: (( لقد أخطأ اليهود خطأ فادحا بالسعي لفرض أنفسهم في فلسطين بمساعدة بريطانيا والآن بمساعدة الإرهاب السافر. ))

** محامي.
الجمهورية العربية السورية - درعا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.