في حفل مهيب.. سان جيرمان يحتفي بالدوري الفرنسي    إصابة 10 أشخاص في تصادم ربع نقل بأخرى ميكروباص في المنيا    "عملات معدنية وحصى".. طبيب عماني يكشف عن أشياء صادمة يأكلها الأطفال في غزة    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الاثنين 13 مايو    أخبار مصر: فرص عمل بالسعودية، حقيقة زواج ياسمين صبري، كاف يقرر تعديل موعد أمم إفريقيا، عرض 16 سيارة للبيع في مزاد علني، ماذا يأكل أطفال غزة؟    الرئيس الليتواني: إقالة شويجو إشارة موجهة إلى الشعب الروسي    أسعار الأسماك اليوم الإثنين 13 مايو 2024 في الأسواق.. كم سعر السمك البلطي؟    بعثة الزمالك تغادر المغرب في طريقها إلى القاهرة بعد خوض مباراة نهضة بركان في ذهاب نهائي كأس الكونفدرالية    تباين أداء مؤشرات الأسهم اليابانية في الجلسة الصباحية    عقد مناظرة بين إسلام بحيري وعبدالله رشدي حول مركز "تكوين الفكر العربي"    أسعار اللحوم والدواجن اليوم 13 مايو    "2100 مدرسة".. كيف استعدت التعليم لامتحانات الثانوية العامة 2024؟    تراجع سعر الدولار في البنوك الاثنين 13 مايو 2024    حار نهارا، حالة الطقس اليوم الاثنين 13-5-2024 في مصر    سيناتور أمريكي مقرب من ترامب يطالب بضرب غزة وإيران بسلاح نووي    استخبارات سول تحقق في تزويد بيونج يانج موسكو بالأسلحة    اليوم| محاكمة متهمي قضية اللجان النوعية    مؤلفة مسلسل «مليحة»: استخدمنا قوة مصر الناعمة لدعم أشقائنا الفلسطينيين    الإثنين 13 مايو.. توقعات الفلك وحظك اليوم لكافة الأبراج الفلكية    الأقصر تتسلم شارة وعلم عاصمة الثقافة الرياضية العربية للعام 2024    مناقشة آليات تطبيق رسوم النظافة بمنظومة التخلص الآمن من المخلفات بالإسماعيلية    مقتل وإصابة 15 شخصا في إطلاق نار خلال حفل بولاية ألاباما الأمريكية    هل يجوز التوسل بالرسول عند الدعاء.. الإفتاء تجيب    صابر الرباعي: أتطلع لمواكبة الأجيال الحديثة.. والنجاح لا يعتمد على الترند    جيجي حديد وبرادلي كوبر يرقصان في حفل تايلور سويفت (فيديو)    تشديد عاجل من "التعليم" بشأن امتحانات الشهادة الإعدادية (تفاصيل)    أمير عزمي: نهضة بركان سيلجأ للدفاع بقوة أمام الزمالك في الإياب    بعد الخطاب الناري.. اتحاد الكرة يكشف سبب أزمة الأهلي مع حسام حسن    وزير التعليم: هناك آلية لدى الوزارة لتعيين المعلمين الجدد    بعد تعيينها بقرار جمهوري.. تفاصيل توجيهات رئيس جامعة القاهرة لعميدة التمريض    افتتاح مسجد السيدة زينب.. لحظة تاريخية تجسد التراث الديني والثقافي في مصر    أزهري يرد على تصريحات إسلام بحيري: أي دين يتحدثون عنه؟    بطولة العالم للاسكواش 2024.. مصر تشارك بسبع لاعبين في الدور الثالث    لا أستطيع الوفاء بالنذر.. ماذا أفعل؟.. الإفتاء توضح الكفارة    دعاء في جوف الليل: اللهم إنا نسألك أن تستجيب دعواتنا وتحقق رغباتنا وتقضي حوائجنا    «من حقك تعرف».. هل المطلقة لها الحق في نفقة العدة قبل الدخول بها؟    حدث ليلا| زيادة كبيرة في أراضي الاستصلاح الزراعي.. وتشغيل مترو جامعة القاهرة قبل افتتاحه    منها تخفيف الغازات والانتفاخ.. فوائد مذهلة لمضغ القرنفل (تعرف عليها)    سر قرمشة ولون السمك الذهبي.. «هتعمليه زي المحلات»    مسلسل لعبة حب الحلقة 24، فريدة تعلن انتهاء اتفاقها مع سما    قصواء الخلالي تدق ناقوس الخطر: ملف اللاجئين أصبح قضية وطن    بسبب سرقة الكابلات النحاسية، تعطل حركة القطارات في برشلونة    هدف الجزيري يبقى الأمل.. الزمالك يخسر من نهضة بركان 2 / 1 في ذهاب الكونفدرالية    «الإفتاء» تستعد لإعلان موعد عيد الأضحى 2024 ووقفة عرفات قريبًا    أمير عزمي: نهضة بركان سيلجأ للدفاع بقوة أمام الزمالك في الإياب    استثمار الذكاء الاصطناعي.. تحول العالم نحو المستقبل    كاميرون: نشر القوات البريطانية في غزة من أجل توزيع المساعدات ليس خطوة جيدة    المصريين الأحرار يُشيد بموقف مصر الداعم للشعب الفلسطيني أمام محكمة العدل الدولية    العدو يحرق جباليا بالتزامن مع اجتياج رفح .. وتصد بعمليات نوعية للمقاومة    وكيل صحة الإسماعيلية تتفقد مستشفى الحميات وتوجِّة باستكمال العيادات (صور)    مستقبل وطن بأشمون يكرم العمال في عيدهم | صور    أربع سيدات يطلقن أعيرة نارية على أفراد أسرة بقنا    نقابة الصحفيين: قرار منع تصوير الجنازات مخالف للدستور.. والشخصية العامة ملك للمجتمع    وفاة أول رجل خضع لعملية زراعة كلية من خنزير    وزيرة الهجرة تبحث استعدادات المؤتمرالخامس للمصريين بالخارج    رئيس جامعة المنوفية يعقد لقاءً مفتوحاً مع أعضاء هيئة التدريس    الأعلى للصوفية: اهتمام الرئيس بمساجد آل البيت رسالة بأن مصر دولة وسطية    منها إطلاق مبادرة المدرب الوطني.. أجندة مزدحمة على طاولة «رياضة الشيوخ» اليوم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصهيونية وحقوق الإنسان
نشر في محيط يوم 10 - 02 - 2008


الصهيونية وحقوق الإنسان

* بشار نورس الحريري

مقدمة : إن حقوق الإنسان هي القواعد الكلية التي تجسد للإنسانية حياة اقتصادية وإجتماعية وثقافية وسياسية كريمة تعبر عن إرادتها الحرة وتطلعاتها القريبة والبعيدة ،وتأتي الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية والتمييز العنصري . وبهذه الصفات فهي نقيضة لحقوق الإنسان .

كما أنها بهذه الحالة لن تكون إلا مناقضة للسلام والحرية والعدالة والمساواة. وان حقوق الإنسان ولدت مع الحياة ونمت وتطورت بنمو الإنسان الذي اكتشفها مع اكتشاف ذاته ومعرفة كل ما يحيط به ،ومواجهته لمختلف الظواهر الطبيعية والمصطنعة و معايشته وتفاعله مع التشكيلات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية،والتي تطورت مع التطور التاريخي للمجتمع .

وقد رافق هذه الحقوق في كل مرحلة مؤيدات جزائية تطورت بدورها حيث انتقلت هذه المؤيدات الجزائية من مؤيدات خلقية صرفة قوامها الوازع الضميري لدى الفرد أو الجماعة إلى مؤيدات يحكمها قواعد حقوقية (( القانون الوضعي )) أكثر إلزاما ومساءلة لمنتهكي حقوق الإنسان سواء أكانت هذه القواعد الحقوقية على الصعيد الداخلي لدولة من الدول أو على صعيد المجتمع الدولي وفق مبادئ القانون الدولي التي ألقت الضوء على حقوق الإنسان .

أولا – ما هي حقوق الإنسان ؟؟ - حقوق الإنسان متعددة ومتجددة وفقا لتطور الفرد والمجتمع. وقد اختلفت هذه الحقوق بين مرحلة و أخرى من المراحل التي مرت بها البشرية. وهي مرحلة الحياة المشاعية ثم حياة الرق ثم حياة الإقطاع وصولا إلى البرجوازية .

وقد اختلفت طبيعة كل مرحلة عن الأخرى من خلال معالجتها لحقوق الإنسان رغم أنها عبرت في كل مرة عن جوهر واحد يتعلق بإنسانية الإنسان التي تحييها وتجسدها حقوقه المشروعة بالحياة دون استغلال أو قهر أو تمييز أو عنصرية. - وقد عرفت الشعوب منذ القديم حقوق الإنسان و أولتها عناية خاصة حيث عني بها مفكروها وقدروها حق قدرها لما لها من أثر في حياة الفرد وفي حياة المجتمع وحياة الدولة . وسنتطرق من خلال ما تقدم إلى حقوق الإنسان بشيْ من الإيجاز لدى بعض هذه الشعوب.

1 – حقوق الإنسان لدى اليونان : لقد اهتم اليونان في حقوق الإنسان حيث أخذت حيزا هاما من جهد وتفكير مفكريهم (( أفلاطون ودولته الفاضلة )) الذين أرسوا دعائم الدولة ورسموا دور الفرد فيها. كما حددوا حقوق الإنسان التي يجب صيانتها مثل :// حق الحياة – حق الحرية – حق إبداء الرأي – حق الاختيار – حق المساواة أمام السلطة// واعتبرت هذه الحقوق مقومات أساسية في البناء المجتمعي .

2 - حقوق الإنسان لدى البوذيين : اهتمت الفلسفة البوذية بحقوق الإنسان وأوضحت المخاطر التي يمكن أن تواجه الفرد والمجتمع فيما إذا حرم الإنسان من حقوقه وخاصة حقوقه الأساسية// كحق الحياة و حق الحرية والمساواة// والتي تهددها المخاطر التالية : الفاقة والفقر – الاستغلال – العنف – خرق العهود .

3 - حقوق الإنسان لدى الصينيين : لقد ركزت الفلسفة الصينية القديمة أيضا على حقوق الإنسان وأكدت على صيانة حقوقه الأساسية المتبادلة والمتمثلة ب/ حق الحياة – حق السعادة – حق التعبير عن النفس /.

4 - حقوق الإنسان لدى العرب : أولى العرب حقوق الإنسان جل اهتمامهم وتجسد ذلك في :

1ً – مصادر التشريع الإسلامي: (( القرآن الكريم – السنة – الإجماع - الاجتهاد – القياس – المصالح المرسلة – وكتابات الفقهاء )).

2ً – إلحاح الإسلام على حماية حقوق الإنسان،حيث أكد أن الناس سواسية كأسنان المشط وأنه لا فرق لعربي على أعجمي ولا لأبيض على ؟أسود إلا بالتقوى والعمل الصالح وصيحة الفاروق عمر بن الخطاب في أمير مصر الذي أهان إنسانا واستباح كرامته لا زالت محفورة في العقول ومدوية في الآذان، آذان الأجيال المتعاقبة )) : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً)) – (( وأمرهم شورى بينهم )). كما أن الإسلام احترم مبادئ الإنسانية والأسرى والمنشآت المدنية من دينية وزراعية و......الخ . 5 - حقوق الإنسان و التشريع الوضعي : لقد تحولت جميع الدعوات إلى حماية حقوق الإنسان والت وردت على ألسنة الأنبياء والفلاسفة والحكام إلى نصوص مكتوبة تلتزم بها سلطات الدول ومن ثم الأمم المتحدة التي ضمنت ميثاقها نصوا تؤكد على أهمية حقوق الإنسان في المجتمع الدولي وأهمية حمايتها ............الخ.

و أهم قرار عالمي في هذا الصدد هو (( الإعلان العالمي لحقوق الإنسان)) والذي تضمن حماية حقوق الإنسان التالية : / الحقوق السياسية والمدنية – الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية – وحق تقرير المصير )). من كل ما تقدم نجد أنفسنا أمام الأسئلة التالية :

أ – أين تقف الصهيونية من حقوق الإنسان ؟؟

ب – ما هي الأهداف التي تنشدها؟ وما هو مدى تطابق هذه الأهداف مع حقوق الإنسان؟.؟

ج - ما هي الوسائل والأدوات الصهيونية للوصول إلى أهدافها؟؟ ثانيا – موقف الصهيونية من حقوق الإنسان : للإجابة على الأسئلة السابقة لابد من إلقاء الضوء على المسائل التالية التي توضح حقيقة الموقف الصهيوني من حقوق الإنسان .

- المسألة الأولى : الخلفية الدينية والفكرية للصهيونية : بنظرة متفحصة للعهد القديم والتلمود اللذان يشكلان المصدر والمنبع الأساس للعقيدة الصهيونية ندرك حقيقة الأصل الذي تستند إليه الصهيونية في طرح ذاتها كحل للمشكلة اليهودية على حساب الأمة العربية وحقيقة النظرة التوراتية إلى الإنسانية وحقوقها . وفيما يلي الإشارة إلى بعضها .

أ – قوام هذه النظرة العنصرية ما يسمى بشعب الله المختار . فهذا التمايز يدمر كل المقومات الأساسية لحقوق الإنسان حيث يضع الإنسانية جمعاء عبيدا لأقلية مستعلية مستعدية متعنصرة. ومن أدلتهم إلى ذلك ما يقوله التلمود : (( إن اليهود أحب إلى الله والملائكة ومن يصفع اليهود، كمن يصفع الله والموت جزاء الأممي إذا ضرب اليهودي،والأمميون جميعا كلاب وخنازير،واليهود يفضلون الأمميون كما يفضل الإنسان البهيمة.........)).

ب – تجسيد روح الأنانية والتعصب ضد الشعوب : يقول رب إسرائيل : /ويقف الأجانب ويرعون غنمكم ويكون بنو الغريب حراثيكم وكراميكم أما أنتم فتدعون كهنة الرب..../ . ففي هذه العبارة التوراتية يتكشف الوجه الحقيقي للصهيونية وتتكشف النظرة الضيقةالأنانية المستغلة التي ترمق الشعوب الأخرى بهدف استرقاقها واستعبادها.

ج - تجسيد روح العنصرية والاستعباد للشعوب : فهي تنكر على الشعوب الأخرى العيش بحرية.فهم عبيد لا هوية لهم ولا تعترف بهذا الحق إلا لأبناء شعب الله المختار الذي اتيح له سلب هذا الحق((الحرية)) من كافة الشعوب باسم ربهم .وقد أكد تلمودهم بالنص: (( وعندما يظفر المسيح اليهودي بالسلطة على العالم يستعبد كل الأمم ويبيد المسيحيين....)). فالنزعة اليهودية القديمة والصهيونية الجديدة لا تستهدف وجود العرب فحسب بل أنهم يستهدفون البشرية جمعاء وتستهدف ممتلكاتهم التي هي ملك لبني إسرائيل .

وهذا ما تعبر عنه التوراة فتقول: (( سيقوم الرب ويقيس الأرض ويجعل الأوثان/الأممين/ تحت يد إسرائيل ويسلم جميع ممتلكاتهم لليهود .......)). د - تجسيد روح الغاية تبرر الوسيلة : وهذا المذهب مرفوض إنسانيا .فالعقيدة الدينية والفكرية للصهيونية لا تولي الوسيلة أية أهمية مهما كانت سويتها بل تعول على الغايات التي تعبر عن مصالحها الذاتية دون النظر إلى مصالح أخرى للبشرية أو النظر إلى مقاييس إنسانية أو أخلاقية. فهي لا تولي الغاية النبيلة أية أهمية لأنها تجسد طموحات إنسانية الإنسان وإرادة الأكثرية الساحقة .

ولقد أعطى كتابهم الحق لليهود بطرد الشعوب من ديارهم : (( وقال يهوه لموسى لأطرد الشعوب من أمامك في سنة واحدة ..قليلا قليلا أطردهم أمامك إلى أن تثمر وتملك الأرض..الخ)). ولم يكتف بالطرد بل أتاح لهم الوسائل والأساليب الوحشية دون التفريق بين رجل و إمرأة بين شاب وكهل وبين الأطفال.

حيث يقول الكتاب المقدس: (( ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا و إمرأة ،طفلا ورضيعا بقرا وغنما جملا وحمارا....الخ )) ويعتبر اليهود كل ما هو على سطح الأرض هو ملك لهم وسلب منهم وعليهم استرداده .

- المسألة الثانية : الخلفية الاقتصادية للصهيونية : ونوجز هذه المسألة بالنقاط التالية :

1ً – بدأ الدور الاقتصادي للصهيونية بالبروز بشكل ملموس مع التطلعات الاستعمارية للرأسمالية الأوربية من أجل السيطرة على مناطق خارج بلدانها وخاصة في الشرقين الأوسط والأقصى.

2ً - أخذت الرأسمالية الأوربية بالبحث عن حليف لها بالوقت الذي كان فيه اليهودية المرابية تبحث عن تحالفات مع الإمبراطوريات الكبرى لإنجاز مصالح مشتركة (( / العثمانية والألمانية وملك ايطاليا والبابا وروسيا/ ومباحثات هرتزل مع بريطانيا )) وتحقيق تحالف صهيوني رأسمالي.

3ً - أرادت الصهيونية من هذا التحالف تحقيق أهداف سياسية حيوية منها :

أ – الإعلان عن ذاتها في مناخ تصنعه لها كبريات الدول في عالمنا المعاصر آنذاك كحركة سياسية صهيونية لليهود في العالم .

ب – دخول القادة الصهاينة إلى دوائر التخطيط ومواقع صنع القرار الاستعماري لمناطق إستراتيجية هامة في العالم .

ج – إبراز طاقاتهم المالية في تنفيذ الاستراتيجيات الموضوعية للبلدان الرأسمالية آنذاك مما يعزز مواقعها في التأثير على هذه البلدان من أجل الهدف السياسي الذي يبتغيه .

د – الحيلولة دون استفراد الدول الرأسمالية في تحقيق مكاسب اقتصادية وسيطرة استعمارية على مناطق العالم بمعزل عن الصهيونية .

- ولقد ظهر التطابق بين المصالح الرأسمالية والصهيونية سواء أكانت هذه المصالح إقتصادية أم سياسية أم استعمارية في الاستجابة الكبيرة من بريطانيا للدعوة الصهيونية ومتطلباتها وخاصة ما يتعلق بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. ثالثا - الصهيونية تشويه للإنسانية : إن عداء الصهيونية للإنسانية والبشرية واضح وجلي من خلال شعاراتها المطروحة ومن خلال أبشع الجرائم التي ارتكبتها وترتكبها كل يوم بحق الإنسانية .

- لقد جاءت شعاراتها المطروحة متفقة مع عقيدتهم العنصرية المدمرة مثل : // الشعب الذي لا أرض له، للأرض التي لا شعب لها // . حيث نجد أنها لم تحدد أرضا معينة بل تركتها مطلقة مما يجعل من شعاراتهم صالحة لكل زمان ومكان . - الصهيونية ترى البشرية بأسرها ما عدا شعب الله المختار المزعوم مفسدة وتستحق الفناء يقول سفر صموئيل : ولا تقف عنهم بل اقتل رجلا و إمرأة طفلا ورضيعا ، يقرا وغنما وحمارا .

- التقت الصهيونية مع النازية بأهداف عديدة واستغلت ذلك في تحقيق مصالحها وأحلامها البعيدة وهذا ما حصل عندما دفعت باليهود إلى أفران النازية كي تخلق لنفسها المناخ الملائم لتطلعاتها الهادفة إلى دفع اليهود للهجرة إلى أرض فلسطين العربية .

وقد حدد وبين هذا التطابق ما بين النازية والصهيونية الرئيس الراحل حافظ الأسد رحمه الله حين قال: (( - النازيون كانوا يدعون التفوق العنصري والصهاينة يدعون أنهم شعب الله المختار الذي يجب أن تخضع له جميع شعوب العالم . - النازيون برروا توسعهم بالسعي لإقامة الرايخ والصهاينة يبررون توسعهم الإقليمي بالعمل لاحتلال أرض إسرائيل التي يزعمون أن ربهم وهبهم إياها .

- النازيون اضطهدوا وشردوا الشعوب الأخرى والصهاينة يفعلون الشيء نفسه مع العرب . )) . - إن الزاد الذي اعتمدته النازية في صلفها وجبروتها كان التراث اليهودي أهم مصدر من مصادرها واعترف بذلك فيلسوف النازية روبنرغ .

- والذي يؤكد عداء الصهيونية للإنسانية نظرتهم الاستعلائية القائمة على أساس التفوق البشري والقدرة الخارقة التي تجعلهم يسيطرون على الشعوب . حيث تقول أدبيات الصهيونية : (( من رحمة الله أن شعبه المختار مشتت وهذا التشتت الذي يبدو ضعيفا فينا أمام العالم قد ثبت أنه كل قوتنا التي وصلت بنا إلى عتبة السلطة العالمية .)). رابعا – العدوانية في التشريع والقانون الصهيوني :

- صدر عن الصهيونية العديد من التشريعات التي تمثل بحد ذاتها اعتداء صارخا على الإنسانية والتي تقوم على أساس من التدليس والتحايل والاغتصاب منها :

1 – قانون الملاك الغائبين وقانون المصادرة .

2 – تشريع مناطق الأمن .

3 – القانون/59/الذي يخول الحاكم العسكري استغلال الأراضي العربية لمصالح الاستيطان .

4 – قانون القدس الذي اعتبر القدس عاصمة موحدة لإسرائيل .

5 – قانون ضم الجولان الحبيب للكيان الصهيوني .

- وإن إسرائيل كانت ولا زالت تمارس انتهاكاتها لقرارات الشرعية الدولية الأمر الذي اقتضى من الأمم المتحدة ومجلس الأمن ولجنة حقوق الإنسان أن تتخذ العديد من القرارات التي تؤكد على عنصرية الصهيونية وارتكابها لأبشع الجرائم والمجازر بحق الإنسانية ومنها القرار/3379/الذي قرر أن الصهيونية شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري . خامسا – القانون الدولي والصهيونية : إن من يستقرىْ الجرائم الصهيونية في فلسطين لن يجد جريمة واحدة نصت عليها الاتفاقات الدولية الأربع عام 1949 إلا وارتكبتها بأبشع الصور دون أي رادع أخلاقي وإنساني . ومن هذه الجرائم التي حرمتها هذه الاتفاقات واعتبرتها تهديدا لحقوق الإنسان هي :

1 – القتل العمد . 2 – التعذيب . 3 – التجارب البيولوجية . 4 – إحداث آلام كبرى مقصودة. 5 – المعاملة غير الإنسانية . 6 – إيذاءات خطرة ضد السلامة الجسدية والصحية . 7 – تخريب الأموال وتملكها بصورة لا تبررها الضرورات العسكرية......الخ .

ومن ممارسات إسرائيل خرقا لهذه الاتفاقات ارتكابها الجرائم اليومية ضد العرب في فلسطين منها : 1 – جعل السكان المدنيين والأفراد والأطفال والشيوخ والنساء هدفا للهجوم . 2 – شن هجوم عشوائي يومي يصيب السكان المدنيين والأعيان المدنية . 3 – شن هجوم على الأشغال الهندسية والمنشآت التي تحوي قوى خطرة . 4 – قيام الكيان الصهيوني بتهجير سكان فلسطين وطردهم من ديارهم وهدم منازلهم وسرقة أموالهم. 5 – قيام الكيان الصهيوني بنقل مهاجريه إلى الأراضي التي يحتلها ويهجر سكانها وأهلها وتوطينهم فيها. 6 - ما يجري يوميا في إقليم غزة ما هو إلا حرب إبادة جماعية مفتوحة ضد الشعب العربي الفلسطيني. سنداً للتعريف الوارد في الاتفاقية الخاصة بمكافحة جريمة إبادة الجنس البشري والمصادق عليها عام 1948 .

والتي اعتبرت أن التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة بشرية أو عرقية أو دينية هو جرم إبادة جماعية سواءً أتمت الإبادة بإلحاق الأذى الجسدي أو من خلال الإبادة البيولوجية من خلال قطع مصادر الحياة عن تلك المجموعة البشرية...... أو بغيرها من الحالات الحصرية التي نصت عليها المعاهدة.

الخاتمة : ولا بد من القول أن الاضطهاد والتمييز العنصري والقمع والعنف الذي تمارسه الصهيونية ضد العرب وتراثهم وأرضهم وثرواتهم حقائق لا غموض ولا لبس فيها . كما أن قرارات الأمم المتحدة شواهد حية تؤكد موقف الإنسانية من الصهيونية وتؤكد الموقف المتناقض والعداء المطبق بين حقوق الإنسان والصهيونية التي رفضت قرارات الشرعية الدولية الأمم المتحدة ومؤسساتها من خلال إسرائيل وعبر حكوماتها المتعاقبة سواء أكانت عمالية أم ليكودية أم غيرها. ورحم الله المهاتما غاندي الذي قال عام 1946: (( لقد أخطأ اليهود خطأ فادحا بالسعي لفرض أنفسهم في فلسطين بمساعدة بريطانيا والآن بمساعدة الإرهاب السافر. ))

** محامي.
الجمهورية العربية السورية - درعا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.