قال الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف ،إن الندوة الدولية الثانية التي تنظمها دار الإفتاء بعنوان "الفتوى وقضايا الواقع الإنساني: نحو اجتهاد رشيد يواكب التحديات المعاصرة"، تلمس نقطة شديدة الأهمية على المفتي في الشرع الشريف وعلومه ومقاصده وفلسفته، وكيفية سير ذلك وعلاقته بأحوال البشر واسئلتهم واحتياجاتهم. وشدد على أنه يجب على المفتي أن يدرس دروسا مكثفة لأحوال الناس وعن مقاصد الشرع، مستدلًا بما تحدث عنه الإمام الشافعي من أن شأن الفقيه لا يقف عند الأحكام الشرعية وصفاتها فقط بل ينزل ذلك أكل ما تتعلق به الأحكام الشرعية من أوضاع البشر ونظم الإدارة واختلاف صور المعاملات. كما بين أنه بالنظر إلى أهداف ندوة اليوم سنجد أنها كانت رشيدة وسديدة في وضع اليد على احتياجات الأوطان، فقد هدفت إلى إبراز دور الفتوى المعاصرة كأداة علمية ومجتمعية لمواجهة التحديات الإنسانية في ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية. كما هدفت إلى ترجمة مبادئ الكرامة الإنسانية إلى بروتوكولات إفتائية وآليات تنفيذ، وتصميم نماذج تمويلية مستدامة زكاة - وقف كفارات نذور تكافل مرتبطة بمخرجات الفتوى، وبناء مؤشرات لقياس أثر الفتوى على الواقع، وإصدار دليل إجرائي لفتاوى الطوارئ والحالات المزمنة. واستهدفت كذلك ربط صناعة الفتوى بمقاصد الشريعة "حفظ النفس، الدين، العقل المال، النسل" عند معالجة القضايا الإنسانية، واستثمار الفتوى في تعزيز الحلول العملية لمشكلات الفقر، الصحة، والجوع والجهل والأمية والغزو الثقافي، ومناقشة التحديات الفكرية الناجمة عن الغزو الثقافي وآليات المواجهة الشرعية. إبراز البعد الشرعي والإنساني للقضية الفلسطينية من خلال الفتوى. وسعت إلى تحويل الحكم الشرعي إلى برنامج عمل مستدام ممول بالعبادات المالية، وتعزيز احترام الكرامة الإنسانية كأساس معياري لصلاحية الفتوى، وحماية البنية الأخلاقية للمجتمع من الأخطار التي تهددها. وختم بالتأكيد على نجاح الندوة في وضع لنفسها أهداف راقية ترصد الواقع وتصف أزماته وتقترب من الحل، راجيًا من الله أن توفق في ذلك، وأن يمن الله على الأراضي الفلسطينية بالنصر.