العري وصمة عار طبعها الكثير والكثير على جبين زمان شاء القدر أن نكون فيه .. العري ظاهرة تعدت كل الحدود حتى وصلت إلى ألا معقول .. فمعها أما أن تجن أو يصيبك الفتور.
العري ظاهرة امتدت فطالت الأجساد والكلمات وأصبحت تحاصرنا في كل مكان أينما ذهبت وحيثما كنت .. العري يحاصر أعيننا وأذاننا وكل حواسنا ...
إذ لم تستحي فلتصنع أو تشارك في صنع شيء فيه عري سواء الاستعانة بأجساد عارية لترويج سلعة معينة أو الاستعانة بكلمات ساقطة لتنجذب أذان مستمعة ..
أصبحنا في كل مكان نشاهد أجساد عارية .. تناست الحياء وتداعت الحرية .. أجساد مات حياءها واستيقظ فسادها أجساد هدفها الأول والأخير العري ...
أتسال كثيراً كيف تتعرى النساء وتكشف عن ما هو يجب ستره ؟ .. أتسال لماذا أصبحن يظهرن في كل مكان وهم عرايا ؟... بماذا يشعرن وما هو هدفهن ؟..
ما هدف المرآة التي ترتدي قطعة من القماش لا تستر سوى ما يجب ستره أمام النساء ... فما بالك وظهورها أمام الملايين من الرجال شبه عارية ...
ما هدف المرأة التي تستخدم جسدها كسلعة تحرك بها حواس الضعفاء وغير الضعفاء ؟... عفواً فقد أخطئت أنهن ليسن نساء لان طبيعة الأنثى التي خلقها الله الحياء .... وإذا ضاع حياء المرأة ضاعت وأضاعت الكثير معها ...
نسمع ونقرأ الكثير والكثير من الكلمات التي وقاعها على مسامعنا وأعيننا كالرصاص ... فقد جردوا الكلام من حياءه .. حتى تلاشت الكلمات المحترمة من قاموس كلامنا ...
أصبح محور معظم الأحاديث اليومية التى تقرأها في الصحف أو حتى محور الحوارات التي تشاهدها من خلال البرامج التلفزيونية عاري .. حيث تشعر وأنت تقرأها أو تستمع إليها أن هناك شيء أقرب ما يكون إلى العري بل أنه العري ذاته ..
فقد أصبحنا في زمن عاري .. كل ما حولنا يحتاج إلى رداء لتغطيته .. رداء من الأخلاق والاحترام للذات وللغير .. نحن في حاجة ماسة للوقوف ومن ثم العودة إلى كل ماهو معقول وكل ما هو محترم ..