* محمود خليل حفلت المسلسلات التليفزيونية التى عرضت خلال شهر رمضان الماضى بكم كبير جدا من المشاهد الخارجة والمكشوفة للممثلات بخلاف العبارات الفجة التى جرت على ألسنة الممثلين والممثلات وكلها عبارات جنسية أو تحمل إيحاءات جنسية.
كما جاءت البرامج الحوارية أيضا حافلة بالحديث عن الجنس والعلاقات خارج إطار الزواج – أى الجنس الحرام أو الزنا - وتحدث الممثلون والممثلات عن تلك العلاقات بشكل فظ وبجرأة غير معهودة على المجتمع المصرى ومن هذه البرامج "الجريئة" و"لماذا" حتى صار التليفزيون فى هذا الشهر بحق شهر الجنس وليس شهر القرآن والتعبد والتفقه فى الدين.
لفتت هذه البرامج والمسلسلات مراسل الصحيفة الصهيونية "جيروزاليم بوست" ونقل فى معرض رصده للمجتمع المصرى خلال شهر رمضان الماضى تصريحات سابقة ل "جهاد عودة" عضو الحزب الوطنى قال فيها إن الحكومة تحاول عمدا تحدى المتطرفين الدينيين من خلال فتح الأبواب لموضوعات أكثر جرأة على شاشة التليفزيون, مضيفا أن هناك منطق تليفزيونى جديد، ليس فقط من خلال الصورة، ولكن أيضا من خلال الحوار، دون خوف من كسر المحرمات المحيطة بها.
يضيف مراسل الصحيفة أن الحكومة المصرية تروج لمبادىء الشريعة الإسلامية "الصارمة" فى محاولة لاستمالة المحافظين، ولكنها أيضا فى المقابل تسمح بشكل ملحوظ لهيمنة رجال الأعمال بدرجة أكبر من أى وقت مضى لتعزيز نمط الثقافة الغربية العلمانية.
أشار إلى أن شهر رمضان المعروف بالامتناع عن الطعام والشراب والجنس والتدخين والبعض يصلى فيه طوال الليل، عرض فيه التليفزيون عددا كبيرا من البرامج الترفيهية والحوارية والمسلسلات التليفزيونية التى أنتجت خصيصا لهذا الشهر، والتى ناقشت موضوعات جنسية مثيرة مثل برنامج "الجرئية" الذى كان يستضيف المشاهير للحديث عن العلاقات الحميمية وأسرار الجنس فى حياتهم، مما أثار حفيظة المحافظين والمتشددين، مما جعل بعضهم يصفون البرنامج بالانحطاط.
أشارت الصحيفة إلى إن التلفزيون المصرى الذى يتحدث باسم الحكومة والقنوات الفضائية الخاصة التى يملكها رجال أعمال مقربون للحكومة غمرت الفضائيات بالبرامج التى تدعو إلى التحرر مع مناقشة موضوعات محظورة مثل العلاقات خارج إطار الزواج، وتعدد الزوجات والطلاق والتربية الجنسية والانحرافات، وأضافت الصحيفة أن رمضان الذى من المفترض أن يكون للتفقه فى الدين والتقوى أصبح للحديث المفتوح عن الجنس على شاشات التليفزيون.
حينما أطلعت على هذا التقرير الصهيونى دهشت من هذا التحليل الذى أعتقد أنه صائب بنسبة كبيرة ولم يعد أمام المسئولين فى التليفزيون وفى مقدمتهم أنس الفقى وزير الإعلام سوى تقديم تفسير لهذا الكم من المسلسلات والبرامج الجنسية فى الوقت الذى توارت فيه البرامج والمسلسلات الدينية بشكل ملحوظ وهل تحليل مراسل الصحيفة الصهيونية صحيح أم لا؟.
*صحفى مصرى سكرتير تحرير جريدة الأحرار المصرية المعارضة mm-khalil@ maktoobblog.com www.abnmasr.maktoobblog.com