تراجع مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية    ردا على الدعم الأمريكي، الصين تطلق أكبر مناوراتها العسكرية حول تايوان    وفاة خالدة ضياء أول رئيسة وزراء لبنجلاديش    أحمد شوبير يعلن وفاة حمدى جمعة نجم الأهلى الأسبق    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الثلاثاء 30 ديسمبر    الأرصاد الجوية تُحذر من طقس اليوم الثلاثاء    زيلينسكي: لا يمكننا تحقيق النصر في الحرب بدون الدعم الأمريكي    كروان مشاكل: فرحي باظ وبيتي اتخرب والعروسة مشيت، والأمن يقبض عليه (فيديو)    هدى رمزي: الفن دلوقتي مبقاش زي زمان وبيفتقد العلاقات الأسرية والمبادئ    "فوربس" تعلن انضمام المغنية الأمريكية بيونسيه إلى نادي المليارديرات    بيان ناري من جون إدوارد: وعود الإدارة لا تنفذ.. والزمالك سينهار في أيام قليلة إذا لم نجد الحلول    الإمارات تدين بشدة محاولة استهداف مقر إقامة الرئيس الروسي    محافظة القدس: الاحتلال يثبت إخلاء 13 شقة لصالح المستوطنين    مندوب مصر بمجلس الأمن: أمن الصومال امتداد لأمننا القومي.. وسيادته غير قابلة للعبث    النيابة تأمر بنقل جثة مالك مقهى عين شمس للمشرحة لإعداد تقرير الصفة التشريحية    إسرائيل على خطى توسع في الشرق الأوسط.. لديها مصالح في الاعتراف ب«أرض الصومال»    حسين المناوي: «الفرص فين؟» تستشرف التغيرات المتوقعة على سوق ريادة الأعمال    بعد نصف قرن من استخدامه اكتشفوا كارثة، أدلة علمية تكشف خطورة مسكن شائع للألم    أستاذ أمراض صدرية: استخدام «حقنة البرد» يعتبر جريمة طبية    القباني: دعم حسام حسن لتجربة البدلاء خطوة صحيحة ومنحتهم الثقة    سموم وسلاح أبيض.. المؤبد لعامل بتهمة الاتجار في الحشيش    انهيار منزل من طابقين بالمنيا    عرض قطرى يهدد بقاء عدى الدباغ فى الزمالك    حوافز وشراكات وكيانات جديدة | انطلاقة السيارات    ناقدة فنية تشيد بأداء محمود حميدة في «الملحد»: من أجمل أدواره    الناقدة مها متبولي: الفن شهد تأثيرًا حقيقيًا خلال 2025    صندوق التنمية الحضارية: حديقة الفسطاط كانت جبال قمامة.. واليوم هي الأجمل في الشرق الأوسط    حسام عاشور: كان من الأفضل تجهيز إمام عاشور فى مباراة أنجولا    نيس يهدد عبدالمنعم بقائد ريال مدريد السابق    تحتوي على الكالسيوم والمعادن الضرورية للجسم.. فوائد تناول بذور الشيا    أمم إفريقيا – خالد صبحي: التواجد في البطولة شرف كبير لي    ترامب يحذر إيران من إعادة ترميم برنامجها النووي مرة أخرى    في ختام مؤتمر أدباء مصر بالعريش.. وزير الثقافة يعلن إطلاق "بيت السرد" والمنصة الرقمية لأندية الأدب    الكنيست الإسرائيلي يصادق نهائيًا على قانون قطع الكهرباء والمياه عن مكاتب «الأونروا»    الزراعة: نطرح العديد من السلع لتوفير المنتجات وإحداث توازن في السوق    مجلس الوزراء: نراجع التحديات التي تواجه الهيئات الاقتصادية كجزء من الإصلاح الشامل    هيفاء وهبي تطرح أغنيتها الجديدة 'أزمة نفسية'    التعاون الدولي: انعقاد 5 لجان مشتركة بين مصر و5 دول عربية خلال 2025    وزير الخارجية يجتمع بأعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي من الدرجات الحديثة والمتوسطة |صور    سقوط موظف عرض سلاحا ناريا عبر فيسبوك بأبو النمرس    ما أهم موانع الشقاء في حياة الإنسان؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب    نائب رئيس جامعة بنها يتفقد امتحانات الفصل الدراسي الأول بكلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي    الصحة: ارتفاع الإصابات بالفيروسات التنفسية متوقع.. وشدة الأعراض تعود لأسباب بشرية    الاستراتيجية الوطنية للأشخاص ذوي الإعاقة تؤكد: دمج حقيقي وتمكين ل11 مليون معاق    توصيات «تطوير الإعلام» |صياغة التقرير النهائى قبل إحالته إلى رئيس الوزراء    الإفتاء توضح مدة المسح على الشراب وكيفية التصرف عند انتهائها    معدل البطالة للسعوديين وغير السعوديين يتراجع إلى 3.4%    نقابة المهن التمثيلية تنعى والدة الفنان هاني رمزي    نيافة الأنبا مينا سيّم القس مارك كاهنًا في مسيساجا كندا    «طفولة آمنة».. مجمع إعلام الفيوم ينظم لقاء توعوي لمناهضة التحرش ضد الأطفال    وزير الصحة: تعاون مصري تركي لدعم الاستثمارات الصحية وتوطين الصناعات الدوائية    هل تجوز الصلاة خلف موقد النار أو المدفأة الكهربائية؟.. الأزهر للفتوى يجيب    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : وزارة العدالة الاجتماعية !?    السيمفونى بين مصر واليونان ورومانيا فى استقبال 2026 بالأوبرا    تاجيل محاكمه 49 متهم ب " اللجان التخريبيه للاخوان " لحضور المتهمين من محبسهم    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 29-12-2025 في محافظة الأقصر    «الوطنية للانتخابات» توضح إجراءات التعامل مع الشكاوى خلال جولة الإعادة    أسود الأطلس أمام اختبار التأهل الأخير ضد زامبيا في أمم إفريقيا 2025.. بث مباشر والقنوات الناقلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العفة في الإعلام المعاصر
نشر في المصريون يوم 18 - 08 - 2011

لا يشك مسلم أو عاقل أن العفة تجنب الأفراد والمجتمعات سخط الله تبارك وتعالى، وتقيهم الجوائح التي يمكن أن يسلطها على المستبيحين والجرآء على العفاف والقيم.
وقد أكد لنا الحبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الحاكم وصححه: (ما ظهرت الفاحشة في قوم قط، يعمل بها فيهم علانية، إلا ظهر فيهم الطاعون، والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم)..
ولا يجادل أحد أن الجوائح الجنسية التي تضرب المجتمعات في شكل موجات (كما حصل مع السفلس والزهري والإيدز) وكذا التغير السلوكي المنحرف في هيئة موجات من المخنثين والمسترجلات، إنما هو نتيجة للعدوان على العفة واعتبارها سلوكًا رجعيًّا متخلفًا، كما يجهر بذلك المرتكسون في هذا المستنقع العجيب..
ويشكل تشجيع هذا الانتهاك والمروق تجارات وأسواقًا تساوي تريليونات في العام الواحد؛ لذا فإن القوم مستعدون في سبيل استمرار تدفق هذه التريليونات النجسة إلى تحطيم كل العقبات التي يمكن تعرقل انطلاقها، كالدين، والقيم، والمجموعات (الديناصورية المحنطة من دعاة العفة من أمثالي) وفي سبيل ذلك يمكن أن يسقطوا حكومات، ويخرسوا أقلامًا، ويفتكوا بالمعارضين، ويشنوا حملات ضارية تظهرهم على أنهم أعداء الحضارة والإنسانية والتنوير، كأن التنوير هو إسقاط كل حياء وخلق، والحرية هي هو الاستباحة المطلقة، والمروق الفاجر! خصوصًا وأنهم يملكون مقاليد الإعلام على مستوى الدنيا، وكفى بامبراطورية الإعلامي الصهيوني روبرت مردوخ المفضوحة مظلة لهؤلاء، وهو الذي قال صراحة إن الجنس رسالته، ونشره قضية قضاياه!
ولن أدخل بك قارئي الكريم في مستنقع الاستباحة الغربي، بل سأطوف بك حول البِركة العربية الآسنة، التي تركز منذ سبعة عقود على الأقل على العري والزنا (الصداقة والحرية كما يسمونها) والمومس الشريفة، والراقصة المناضلة، والفتاة المتحررة التي تدوس القيم تحت شعار (أنا حرة) وتتبني كتابات الأدباء المنسلخين المستغربين بشكل سافر، وتحولها إلى أعمال مرئية، لتنشر ثقافة (العوازل الذكرية، وحبوب منع الحمل التي تحملها الفتاة المتحررة في حقيبة يدها) وبدأت مصر العربية المسلمة التي فيها قبور آل البيت والشافعي وابن حجر وابن دقيق العيد ومشايخ الأزهر، والتي أخرجت شلتوت ورشيد رضا وخطاب السبكي وآل شاكر وأبا زهرة والغزالي والقرضاوي وسيد سابق وحسن البنا ومئات من أمثالهم، تنتج أفلامًا تكتب عليها (للكبار فقط) بعد ضوء أخضر - من أي شيطان لا أدري - صرح لها بذلك، وقد كانت تنتج أفلام (الكبار فقط) من قبل دون أن تكتب عليها هذه العبارة، والمعنى السافر لذلك أننا في زمن تتبجح فيه السينما العربية المسلمة ولا تستتر، وتنتج أفلام بورنوجرافي يمثلها (نجوم ونجمات) يحملن أسماء أحمد وحسن ومحمود وخالد.. وقد أشرت إلى الإنتاج التلفزيوني (الرمضاني) في حلقة سابقة، واكتشفت أن الرقم هائل بشكل بشع.. وقد ساءلت نفسي:
لماذا ومتى وكيف وأين تم هذا الكم الذي يحتاج مليارات؟
ثم كيف بالحال بعد رمضان..
وكم حجم الغثاء العربي الذي تضخه فضائيات الزبالة في العقل العربي طوال العام وليس في رمضان فقط
وبدأت أستقصي الأمر لأصدم بحقيقة مروعة، تكشف مدى ما تنفقه الدول الجائعة العارية الظالمة لدعم هذا البلاء، وطبعًا لا أحتاج لأقول: لماذا؟ ومن وراءه؟ ومن أين يأتي المال لذلك؟ وما الخطوط الرئيسة التي يروج لها هذا الإعلام؟
فارصد معي عدد القنوات (العربية فقط) واسمح لي أن أبدًا من العراق لأن للبدء بها دلالة لن تخفى على أحد:
قناة الشرقية الفضائية/ قناة البغدادية/ قناة الرافدين/ قناة بغداد/ قناة كردستان الفضائية/ قناة زاكروس الفضائية/ قناة كرد سات الإخبارية/ قناة نوروز الفضائية/ قناة كلي كردستان الفضائية/ قناة العراقية/ قناة الرأي/ قناة الغدير الفضائية/ قناة الفرات الفضائية/ قناة الأنوار الفضائية/ قناة المهدي الفضائية/ قناة أهل البيت/ الفضائية/ قناة الأنوار2 / قناة الاتجاه الفضائية/ قناة المسار الأولى/ قناة بلادي الفضائية/ الأنبار/ كربلاء/ صلاح الدين/ الموصلية/ العهد/ الفيحاء/ البابلية/ الرياضية العراقية/ الفرقان/ آفاق/ المسار/ السلام/ الحرية
تخيل! وليست هذه كل القنوات، بل ما حصرته من قنوات، تضرب دماغ شعب ضائع مشتت مجزأ مطحون فاقد لكل معاني الحياة!
ومن مصر الأزهر الشريف: قناة النيل للأخبار/ قناة النيل للأسرة والطفل/ قناة النيل الثقافية/ قناة المنارة/ قناة التنوير/ قناة النيل للرياضة/ قناة النيل الدراما/ قناة النيل لايف/ قناة النيل كوميدي/ قناة النيل منوعات/ قناة دريم 1/ قناة دريم 2/ قناة الحياة 1 قناة الحياة 2/ القناة الفضائية المصرية/ قناة مودرن سبورت/ قناة وادي/ دجلة سبورت/ قناة النادي الأهلي/ قناة OTV/ قناة ON TV/ قناة الفراعين!
ومن سوريا: تلفزيون المشرق (أورينت)/ القناة الفضائية السورية/ قناة شام الفضائية/ التلفزيون السوري/ قناة مسايا/ تلفزيون الدنيا/ قناة الدراما السورية/ قناة الرأي السورية/ قناة سورويو/ سبيس باور/ سبيس تون/ سبيس تون الفارسية/ سبيس تون/ الكورية.....إلخ!
ومن السعودية: غير السعودية الأولى والثانية وأخواتها: مركز تلفزيون الشرق الأوسط / إذاعة وتلفزيون العرب ART/ شبكة أوربت/ شو تايم/ روتانا (روتانا زمان/ روتانا سينما/ روتانا كليب..........) / فوكس موفيز!
ومن الكويت: فنون/ الفضائية الكويتية/ قناة الرأي/ قناة المشكاة/ قناة العدالة/ قناة المختلف/ قناة سكوب: قناة غراس/ قناة فلاش/ قناة الوطن/ قناة الوطن بلس/ قناة العربي/ قناة البيرق/ قناة الصباح/ قناة الكوت.
ومن الإمارات: قناة ون تي في/ تلفزيون دبي/ سما دبي/ قناة 1-MBC/ قناة 2-MBC/ قناة 3-MBC/ قناة 4-MBC/ قناة ACTION-MBC/ إم بي سي/ إم‌ بي‌سي الفارسية/ إم بي سي بلاس دراما/ إم بي سي ماكس/ إم تي في/ أبو ظبي الأولى/ الثانية / الرياضية/ قناة إنفنيتي الفضائية........................إلخ!
ومن السودان: قناة السودان الفضائية/ قناة زول/ قناة الشروق/ قناة طيبة الفضائية/ قناة ساهور/ قناة النيل الأزرق/ قناة هارموني!
ومن المغرب: ميدي 1 سات/ المغربية الأولى/ المغربية الثانية/ المغربية الرابعة/ القناة السادسة المغربية/ المغربية الرياضية/ التلفزة الجهوية للعيون/ أفلام تي في/ قناة ضياء/ قناة أطلس!
ومن الأردن الهاشمية: التلفزيون الأردني/ قناة نورمينا/ قناة 7stars/ قناة بترا/ قناة وطن/ قناة فرح..
ومن فلسطين السليبة: تلفزيون فلسطين/ فضائية الأقصى/ قناة القدس/ الفلسطينية/ قناة فلسطين المستقبل الفضائية/ قناة فلسطين الغد/ قناة فلسطين اليوم/ قناة المنتدى!
ومن قطر: تلفزيون قطر/ قناة المجتمع/ قناة الكاس.
ومن تونس: البث التلفزي في تونس/ تونس 7/ تونس 21/ قناة حنبعل/ قناة حنبعل الشرق/ قناة حنبعل الفردوس/ قناة نسمة
ومن اليمن: قناة عدن/ قناة اليمانية/ قناة سهيل/ قناة اليمن الرسمية/ فضائية السعيدة/ قناة سبأ!
ومن الجزائر: التلفزيون الجزائري (الأولى) كنال الجيري CANAL ALGERIE/ الجزائرية الثالثة/ الأمازيغية (أو الجزائرية الرابعة)/ BERBERE TV/ BERBERE JEUNESSE/ BERBERE MUSIC/ BEUR TV
أضف إلى ذلك: قناة O tv/ قنوات art/ قنوات أوربت/ قنوات ميلودي/ قناة مزيكا/ قناة one tv/ قناة سبيس تون/ قناة المستقبل/ قناة أبو ظبي/ القناة الفضائية المصرية - LBC/ روسيا اليوم/ قناة المستقلة/ قناة الحوار/ قناة ANN/ قناة التركية.... إلخ
وقد رفعت القنوات الدينية الإسلامية، والقنوات التعليمية، ومجموعة الجزيرة بحكم طبيعتها الإيجابية والمفيدة..
كما لم أشر للكم الهائل من القنوات الأجنبية الترفيهية والداعرة المتجهة للعقلية العربية الإسلامية لاستلابها وقتلها.. وأدع التعليق لك قارئي العزيز!
وثمرة لهذا الكم الهائل من الإنتاج (الرمضاني) المصر على نشر الفاحشة، وهذا الكم الهائل من القنوات العربية، الممولة بأموال إسلامية، فإننا لا نحتاج لجهد كبير (من أسماء البرامج والمسلسلات التي أوردتها من قبل) أن ندرك أن هناك حربًا علنية للترويج للتفسخ والإباحية، في مقابل تشويه الإسلام دينًا وسلوكًا وتاريخًا وحاضرًا ومستقبلًا!
وقد لفتت الظاهرة الكاتب الكبير الأستاذ فهمي هويدي، فكتب تحت عنوان: شياطين الإنس قامت بالواجب‏، يقول:
كنت قد قرأت ما نشرته بعض الصحف عن تلك الحوارات، التي ذهبت بعيدًا في سعيها للإثارة، ففتحت ملفات العلاقات العاطفية والجنسية لمن تستضيفهم، من الرجال والنساء، ومنهم من لم يتردد في الاستفاضة في هذه الأمور، بصورة لا تدعو إلى القرف فقط، وإنما تعد أيضا من قبيل إشاعة الفاحشة بين الناس!
وهو ما يصعب فهمه أو افتراض البراءة فيه، ليس لأنه يبث على الهواء، في مجتمعات محافظة إلى حد كبير، لا يزال التحلل فيها يمثل استثناءً، وشذوذًا على القاعدة، وإنما أيضًا حين يتم اختيار شهر الصيام - من دون كل شهور السنة الاثني عشر - لعرض تلك البرامج!
ومن باب الفضول، وللتأكد من صحة التعليقات المنشورة، قررت أن أتابع واحدة من تلك الحلقات، ففتحت التليفزيون على لقاء تم مع أحد الفنانين، ووجدت أن مقدمة البرنامج استفتحت الحلقة بسؤاله عن بعض الأمور العامة، وبعد فاصل إعلاني قصير انتقلت إلى حياته الشخصية، ومزاجه العاطفي، وعلاقاته بالنساء، خصوصًا ممثلة ذكر اسمها.
فسألته عن عدد النسوة اللاتي أقام علاقة معهن (!) وما إذا كانت تلك العلاقة صداقة أم حبًّا، أم مشروعات زواج، أو علاقة جنسية خارج الزواج! إلى آخر تلك المعلومات التي أخبرتنا مقدمة البرنامج أنها تعرف ما هو أكثر منها، عن نزوات الرجل، ومغامراته العاطفية، ونشاطه الجنسي!
لم أجد فيما سمعت سوى أنه نميمة ثقيلة العيار، تتكئ على الفضائح، وتكشف عورات الضيوف؛ فيما وصفه أحد الزملاء عن حق بأنه من قبيل الاستربتيز (التعري) الفضائي!
انس أن ذلك حاصل في رمضان، وأنه خطاب يهدر كل قيم ومعاني شهر الصيام، وانس أيضًا الصورة التي ترسمها لمصر مثل هذه البرامج، في ذهن المشاهد العربي، وركز فقط على صداها في داخل المجتمع المصري، وتأثيرها على نسيج القيم السائدة في البيت، والشارع، وفي أوساط جيل الشباب والفتيات، المتدينين منهم والمتفلتين.
إنك إذا دققت في هذا الجانب فستجد أننا نوزع على المجتمع بذورًا فاسدة، لا نعرف على وجه الدقة مدى خطورة حصادها؛ لكننا لا ينبغي أن نتوقع خيرًا، في ظل ما نشهده من مظاهر للتفلت والتحرش والاغتصاب، ما زلنا نتعامل معها بارتباك مشهود، متصورين أن الشرطة كفيلة بالموضوع!
في الوقت ذاته فإننا ينبغي ألا ننسى أن هذا الترويج العلني للفاحشة يعد نوعًا من الغلو، يشجع الغلو المضاد ويستدعيه؛ ذلك أننا ينبغي ألا نستغرب أن يرد على خطاب من ذلك القبيل، بنزوع البعض إلى الترويج لأفكار التبديع والتفسيق والتكفير!
فإذا قال قائل إن برامج النميمة والفضائح هذه لها مثيلها في دول أخرى، فردي على ذلك أن مجتمعات تلك الدول لها قيمها الاجتماعية الخاصة، التي اختلف في ظلها مفهوم «الأخلاق»، واحتملت سلوكيات ما زالت عندنا مستهجنة ومرفوضة!
جدير بالذكر أن المسؤولين عن الإعلام في مصر مفتوحو الأعين عن آخرها على كل ما يتعلق بالشأن السياسي، ويعرفون جيدًا كيف يضبطون موجة تناوله، لكنهم يبدون تسامحًا مشهودًا مع المواد التي تخدش الحياء العام!
ورأيي أنها لا تخدش الحياء العام، بل هي تتعمد انتهاكه، وتتعمد نشر الفساد - صورة، وكلمة، وحركة، وثيابًا، وغمزات، ومفاهيم - بإصرار، وتخطيط، ونية مسبقة، رصدت لها مئات الملايين، وسط موجات الفقر المدقع، والانكسار الاجتماعي المريع.
هذا في القنوات الناطقة العربية، الممولة بأموال مما خزن الله في جوف الأرض من خير لصالح الأمة، فصار ينفق لتدمير هويتها، وتهجين دينها!
وخذ عندك قارئي الحبيب الموضوعات المصيرية التي تحدثت عنها بقية مسلسلات القرف (رمضان الفائت وحده) وانظر كيف نحيي ليالي رمضان:
• العار: حول العالم السري لتجارة المخدرات، من خلال أسرة تتخذ من مقر عملها في دباغة الجلود ستارًا لتجارة المخدرات، وهو مليء بالعنف والجنس والمخدرات!
• زهرة وأزواجها الخمسة: وتدور أحداثه حول مفارقات امرأة تتزوج من 5 رجال، على فترات مختلفة، وكعادة البطلة (المصون) فإنها تحرص على الرقص وارتداء الملابس الساخنة، وتقدم مجموعة من الرقصات الساخنة على أغنية "حجرين على الشيشة" كما يتضمن العمل أيضًا مجموعة من الألفاظ الخادشة للحياء، ترددها طوال أحداث المسلسل!
• أزمة سكر: وهو مليء بالألفاظ الخادشة للحياء الذي يرددها (البطل) طوال المشهد، ويتحدث في بعض المشاهد عن الفياجرا، والإشارات الجنسية السخيفة.
• امرأة في ورطة: حول ندى أرملة أحد الوزراء، وتنتمي إلى الطبقة الأرستقراطية، لكنها تحب أحد رجال الأعمال وتتزوجه سرًّا، ويتم قتله فجأة، ويوجه إليها الاتهام، ما يوقعها في صدام مع ابنها الوحيد، عندما يكتشف حقيقة زواجها السري.
• أهل كايرو: حول تحقيق بوليسي مثير يقوم به رئيس المباحث، الذي يوكل إليه البحث في بلاغ بوجود قنبلة، في أحد الفنادق الفاخرة، ليلة زفاف سيدة الأعمال الحسناء، صاحبة الماضي الحافل بالفضائح.
• فتاة العاشرة: حول العلاقة بين الرجل والمرأة في الوقت الحالي، والتجاوزات التي يرتكبها بعض الأزواج في حق زوجاتهم.
• الدالي: حول لجوء رجال الأعمال إلى غسيل وتوظيف الأموال أوائل التسعينيات. ويستكمل المسلسل مشوار أسرة "الدالي" الذي بدأ في الأجزاء الأول والثاني والثالث. كما يناقش المسلسل أهم الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية خلال الفترة من 1985 إلى 1992.
• الخبز الحرام: دراما سورية اجتماعية جريئة تناقش ظاهرة الدعارة، والأعمال غير الشرعية (!) وترصد حالات انحراف بشعة دفعت إليها الظروف في المجتمعات العربية، والظروف التي تحوّل المرأة إلى سلعة يجري استغلالها في ترويج الصفقات، وتحقيق الأرباح، كما يتوقف عند انحراف بعض الفتيات وسقوطهن في مستنقع لا نجاة منه، نتيجة التفكك الأسري، والحاجة المادية، والرغبة في مسايرة حياة الفتيات الميسورات أو الجانحات (!)
• عايزة أتجوز: حول‏ طبيبة‏ صيدلانية‏ من‏ طبقة‏ متوسطة،‏ ترغب‏ في‏ الزواج‏، وتسعى‏ جاهدة‏ للحاق‏ بقطار‏ الزواج‏، قبل‏ وصولها‏ إلى‏ الثلاثين!‏ ما ملكت أيمانكم: مسلسل يغوص في الجنس والسياسة والدين، حيث يتناولها من زاوية جديدة وأكثر قربًا، ويحاول العمل تسليط الضوء على بعض التغييرات التي شهدها المجتمع السوري والعربي على وجه العموم من تصاعد
• الخبز الحرام: يناقش قضية الدعارة وعواقبها على المجتمع ويحاول صناع العمل، كما يتناول العمل أوضاع العمال البسطاء الذين يأتون إلى دمشق من الأرياف بحثًا عن الرزق!
الغريب أن قناة العربية أعدت تقريرًا عن مشاهد كثيرة جدًّا حذفتها الرقابة من هذه المسلسلات بسبب المباشرة، والفجاجة، والجرأة الجنسية في المشاهد والألفاظ والحركات التي يؤديها (أصحاب العفاف) من ممثلينا وممثلاتنا، عن الجنس والمخدرات، ومشاهد العري، وغرف النوم، ومشاهد الشيشة، وإثبات الذات ليلة الدخلة، والعذرية بشكل فج، والفياجرا، ومشاهد إغراء مباشرة؛ باعتبارها خادشة للحياة و(غير مناسبة للعرض الرمضاني)!
والتقرير يعكس أن الرقابة متساهلة جدًّا؛ لأن المشاهد لم تحذف كلها تقريبًا، وهناك حلقات كثيرة لم تراقب أصلا، ودافع أصحابها عنها، واعتبروا الرقابة على العمل جريمة وتخلفًا (رقابة من العصر الحجري كما ورد في التقرير).
بالله عليكم خبروني: أين يذهب العقلاء، والمحترمون، وأصحاب القيم، وأهل الدين!
وأين يذهب بنا هؤلاء المستبيحون؟!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.