خطيئة الآخرين انور صالح الخطيب قرأت كثيرا عن الفلسطيني خالد كساب المحاميد "مدير متحف الكارثة في الناصرة وإبن القرية الفلسطينية العربية المدمرة علي أيدي العصابات الاسرائيلية اللجون في منطقة مجدو. المحاميد لا يتحدث في مركزه او محاضراته عن الكارثة التي لحقت بوطنه وبشعبه عام 1948 والجرائم التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في القري والمدن الفلسطينية والتي انتهت بانشاء "اسرائيل "بل يتحدث عن الكارثة التي لحقت باليهود في المانيا النازية والتي تدعي الحركة الصهيونية ومعها حكومة الاحتلال الاسرائيلي ان عدد اليهود الذين احرقوا في افران الغاز وصل الي ستة ملايين يهودي وهو الرقم الذي استبعده كثير من المؤرخين المنصفين الذين لفتوا ايضا الي ان ضحايا العهد النازي لا يقتصرون علي اليهود فقط ؟؟ ما يحاول المحاميد إثباته كما فهمت أن العنف لا يجدي مع اليهود لان من فقد ستة ملايين يهودي لا يهتز لمقتل عشرين او ثلاثين في عملية للمقاومة الفلسطينية -حسب المحاميد- حصيلة جولات ومحاضرات محاميد في المخيمات والقري الفلسطينية كما أوضحها تقرير نشر في صحيفة هآرتس الاسرائيلية صفر اذ فشل محاميد في ايجاد قبول لطروحاته الداعية لوقف ما يسميه العنف في أوساط الفلسطينيين والبحث عن وسائل اخري للنضال ضد الاحتلال الاسرائيلي لست ضد ان يؤمن محاميد بالمحرقة فهو حر بقناعاته لكن انشطة محاميد غريبة ومثيرة للدهشة فهو يتعامي عن محرقة يومية يقيمها الاحتلال لابناء الشعب الفلسطيني ليتحدث عن محرقة وقعت قبل اكثر من نصف قرن لا ذنب للشعب الفلسطيني فيها لكنْ مطلوب من هذا الشعب ان يؤمن بهذه المحرقة ويتفهم دوافع اليهود باحتلالهم وطنه بل يتفهم ايضا لماذا يطلقون علي الشعب الفلسطيني الرصاص ؟؟ دعوة المحاميد الذي يعيش في مناطق ال 48 التي كانت يوما ملكا لاباء واجداد من يعيشون في مخيمات اللجوء سواء في الضفة الغربية او في قطاع غزة او في المنافي العربية والاجنبية لن تلقي آذاناً ضاغية لدي ابناء الشعب الفلسطيني ليس لان الشعب الفلسطيني يفتقر للعاطفة والتعاطف مع الضحايا بل لانه يجد ان هؤلاء الضحايا الذين يدعو محاميد للتعاطف معهم تحولوا الي مجرمين قتلة يردون الثأر لجريمة وقعت قبل اكثر من نصف قرن بسلب وطن شعب آخر بعد تشريده ناهيك عن حملات الموت والاعتقالات اليومية التي لا تستثني صغيرا او كبيرا رجلا او امرأة. لعل خير ما يرد به علي محاميد الذي تعرض الي عملية غسيل مخ كما يبدو ما رد عليه احد الذين حضروا محاضرته في مخيم بلاطة"اذا كانت المحرقة قد وقعت بالفعل فليأخذهم الألمان إذن".. بالفعل ليأخذهم الالمان للتكفير عن خطيئتهم ...ما هو ذنب الشعب الفلسطيني كي يدفع ثمن خطيئة الاخرين.؟؟ عن صحيفة الراية القطرية 20/7/2008