الديمقراطية الموريتانية حامد إبراهيم حامد من الواضح أن الأحزاب السياسية في موريتانيا تحاول أن تضع نهجاً أساسياً جديداً في العالم إذ لأول مرة ربما في التاريخ الحديث والقديم أن تسعي أحزاب الأغلبية الحاكمة والتي تتولي السلطة لإسقاط الحكوم التي تتكون منها؟ هذه بدعة جديدة عربية أفريقية ابتدعتها أحزاب الأغلبية الحاكمة في موريتانيا لإسقاط حكومة مكونة منها بحجة أن رئيس الوزراء شخص غير مرغوب لدي الكثيرين من قادتها. فكيف يتم هذا؟ والأحزاب هي التي تملك صلاحية تعيين رئيس الوزراء واختيار الوزراء، أليس من الأجدر أن نعزلهم من داخل الأحزاب بدلاً من الإتيان ببدعة جديدة تدخل موريتانيا التي خرجت من الدكتاتوية إلي ديمقراطية ولكن هؤلاء يسيئون إليها بالسعي إلي وأدها في مهدها. مسؤولية أحزاب الأغلبية في كل دول العالم الحفاظ علي الحكومة التي يتكون مجلس وزرائها منها بالمشاركة أو الائتلاف ولكن يبدو أن أحزاب موريتانيا تريد أن تشذ من القاعدة، فها هي المعارضة تدعم الحكومة والأغلبية تحاول إسقاطها ربما بدعم من الجيش. إنه أمر غريب وعجيب ولكن الغرابة أنها تحدث في موريتانيا بلد الانقلابات، فإذا كانت الأغلبية تعمل بدعم من الجيش لاسقاط الحكومة مما بقي للمعارضة أن تعارضها هل ستتحول الأغلبية إلي معارضة والمعارضة إلي أغلبية، أم أن ديمقراطية موريتانيا الهشة التي يتجاذبها الجيش والأغلبية في طريقها إلي دكتاتورية جديدة. إن إنقاذ موريتانيا مسؤولية الأغلبية التي لا نعرف أنها أغلبية قبل أن تكون مسؤولية المعارضة وأن البدعة الجديدة يجب الخروج منها بأسلوب آخر حتي تكون افريقيا مصدراً لبدع سياسية جديدة بعدما ظلت مصدراً للأزمات والمجاعات والتخلف، فالأغلبية مطالبة بتحكيم العقل وترجيح كفة الميزان لصالح حكومتها بدلاً من أن تطمس دور المعارضة والسعي لتحويل المعارضة إلي أغلبية جديدة. عن صحيفة الراية القطرية 2/7/2008