تهديدات وتهاون جعفر محمد أحمد التهديدات “الإسرائيلية" لإيران والتي زادت حدتها خلال الأيام الأخيرة، متمثلة في تأكيد نائب رئيس الوزراء، شاؤول موفاز، أن مهاجمة “إسرائيل" للمنشآت النووية الإيرانية أمر لا مفر منه، وقبلها تصريحات رئيس وزراء الكيان إيهود أولمرت عقب اجتماعه بالرئيس الأمريكي جورج بوش في واشنطن، وقوله إن برنامج إيران النووي “اقترب من نهايته، وإن “إسرائيل" اتخذت الإجراءات اللازمة بهذا الصدد بالتشاور مع الولاياتالمتحدة"، هي تهديدات الهدف منها خلق حالة من التوتر والبلبلة في المنطقة، وتصعيد من جانب الكيان لإشاعة جو من القلق والحرب النفسية ليس في إيران فحسب، وإنما في جميع دول المنطقة لأنها ستتأثر بلا شك في حال اندلاع مواجهة في المنطقة حتى ولو كانت كلامية.
موفاز لم يخف سراً بأن الولاياتالمتحدة تقف وتدعم الكيان بل وتشجعه على الإقدام على خطوة مهاجمة إيران إذا ما استمرت، حسب قوله، في برنامجها لتطوير أسلحة نووية، وأصدر حكماً من نفسه بأن العقوبات الدولية على طهران “غير فعالة"، ولابد من عمل عسكري ضدها سيكون بموافقة وتفهم ودعم من واشنطن. هذه التهديدات وما رافقها من تصريحات لأولمرت تؤكد اتفاق واشنطن والكيان على تفاهمات لضرب إيران بحجة إحباط مشروعها النووي أو ما أسمياه “التهديد الإيراني الآخذ في الاتساع" واستغلال هذه المزاعم لدعم الكيان الصهيوني عسكرياً وتزويده بالوسائل اللازمة للتمادي في العدوان وإطلاق التهديدات ضد دول المنطقة.
المجاهرة “الإسرائيلية" بالتهديد والحكم المسبق على فاعلية العقوبات الدولية ضد إيران، يظهران تحدي الكيان للأمم المتحدة والمجتمع الدولي، بسبب لامبالاة وصمت مجلس الأمن الذي لابد من أن يتحرك ويوقف التمادي الصهيوني في تهديداته لدول المنطقة والتي تعد بمثابة الخرق الفاضح والصريح لأبسط القواعد على صعيد الحقوق الدولية وميثاق الأممالمتحدة ما يتطلب رداً وخطوة حاسمة وواضحة لوقف التهديد باستخدام القوة باعتباره نموذجاً بارزاً يهدد السلام والأمن من قبل كيان قام من الأساس على الاحتلال واغتصاب الأرض والحقوق بالقوة.
بغض النظر عن وجود بعض التساؤلات حول البرنامج النووي لإيران، فإن معالجة أزمة هذا الملف تكمن في الحوار وصولاً إلى حل سلمي لا عن طريق التهديدات، ومن قبل “إسرائيل" تحديداً التي تملك ترسانة نووية من دون أن تتعرض لتفتيش أو مساءلة، وها هي الآن تهدد وتتوعد إيران باعتبارها تشكل خطراً، متجاهلة أنها هي التهديد الأخطر للمنطقة. الأدهى والأمرّ من ذلك تساهل الأممالمتحدة مع الكيان الصهيوني وعدم تعاملها بجدية مع تهديداته بمهاجمة إيران باعتبارها “تصريحات ليس أكثر" الأمر الذي قد يعني ضوءاً أخضر للكيان، وحينها ستكون العواقب كارثية على المنطقة بعد أن تقع الفأس في الرأس. عن صحيفة الخليج الاماراتية 1/7/2008