الدوحة: أحيا الشاعر العراقي الكبير كريم العراقي، أمسية شعرية في العاصمة القطرية الدوحة على هامش معرض الدوحة الدولي للكتاب الذي تختتم فعالياته في العاشر من الشهر الحالي. كانت الأمسية على موعد مع الشجن، عزف فيها العراقي جرح الوطن والإنسان، مستعيداً موروث الشجن المقيم في العراق وفنه. وحضر الأمسية عدد كبير من المثقفين والمهتمين بالشعر والأدب، إضافة الى مسئولي المعرض والمجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث في قطر - وفق جريدة "الدستور" الأردنية . وحلق الشاعر كريم العراقي عالياً، ليقدم نخبة من أجمل وأرق أشعاره. وغنى للوطن والحبيبة والجرح الإنساني، وبدأ أمسيته بقصيدته الشهيرة "سلامي على الحاضر معانا"، وجمع العراقي في أمسيته بين القصيدة العامية والفصحى. ومنها نذكر: سلامي على اللي حاضر معانا سلامي على اللي خالي مكانه سلامي إن شاء الله يوصل سلامي أسامي ما أريد أذكر أسامي سلامي على اللي صان المحبة سلامي على اللي فرقته صعبه بعيد وياكل ويشرب معانا عزيزي وصاحبي وقلبي على قلبه سلامي على اللي يستاهل دموعي حزين وضحكته تعود برجوعي رجاءاَ لا تذكرونه أمامي أخاف يطير قلبي من ضلوعي أنشد كريم العراقي في أمسيته التي غصت بمحبي الشعر والأدب وعشاقه، "قل للمليحة" التي يعارض فيها إحدى القصائد الشهيرة من التراث العراقي، أنشد العراقي منها أبياتاً لقيت تجاوباً كبيراً من الحضور بالقاعة ، يقول فيها: قُل للمليحة بالقميص الأبيض مطرّ وبردّ..حلوتي لا تمرضي هل تسمحي لي أن أُعيركً معطفي والرأيُ رأيكً إنما لا ترفضي قُل للميلحة بالقميص الأسود ماذا فعلت بعاشق متمرد أدي التحيةَ في مقامك هاتفاً لا سيدّ لي أنتً وحدَكً سيدي قل للمليحة بالقميص الفستقي لا حُسنَ في الدنيا كحُسن المشرق إني يزلزلني سمارّ ساخنّ ويريح أعصابي مذاقُ الفستقً قل للمليحة بالقميص الأصفر كم سعره حتى قميصاً أشتري هي نزوةّ مني لأكتبَ فوقهَ تلك التي هَزتْ جميعَ مشاعري قُل للْمليحة بالقميص الأخضر الناسُ للناس فلا تتكبري إن كنتُ قد أطلقتُ حرة مُعجبْ عيناكً إغراءّ وجوّكً شاعري قُل للمليحةً بالقميص البُنّي مَن كان أخرسَ لو رآك يُغنّي أنا كنتُ طيراً كاسراً قبل اللقا فُكيْ قيوديَ ها أنا في السجنً قُل للمليحة بالقميص الأزرقً لونُ السماءً بصدركً المتألقً يحتاجُ غيماً مُمطراً فتأكدي سيكون حباً مُثمراً لو نلتقي قل للمليحة بالقميصً الأحمرً أزرارهُ أنيابُ ذئبْ كاسرً وأنا جريءّ والتحدي لُعبتي إن عدتُ مهزوماً فلستُ بخاسرً قُل للمليحةً ما لعطركً ثاني نعم استفزًّ رجولتي وكياني هل منهُ نوعّ للرجال أريدُهُ فتكرّمي بالاسمً والعنوانً. كما أنشد كريم العراقي بعضا من الاغنيات الجميلة التي ألفها وتغنى به مطربو العراق، ومنها قصيدته "يا هلا بها الطول" التي تغني بها كاظم الساهر وعقب انتهاء الأمسية، وقع الشاعر كريم العراقي دواوينه الشعرية في طبعتين مسموعة ومقروءة، وذلك مع إحدى دور النشر في معرض الدوحة الدولي للكتاب. ولد الشاعر كريم العراقي في منطقة الشاكرية "كرادة مريم" في بغداد، حصل علي دبلوم علم نفس وموسيقى الأطفال من معهد المعلمين في بغداد، عمل معلما في مدارس بغداد عدة سنوات، عمل مشرفا متخصصا في كتابة الأوبريت المدرسي، بدأ الكتابة والنشر منذ كان طالبا في المدرسة الإبتدائية في المجلات العراقية التالية: "المتفرج", "الراصد", "الإذاعة والتلفزيون", "ابن البلد", "وعي العمال" ومجلة "الشباب". عمل محررا فنيا لعدة سنوات في مجلة "فنون" العراقية, كما عمل محررا صحفيا أيضا في عدة مجلات عربية في مصر والسعودية والإمارات، عضو جمعية المؤلفين وناشري الموسيقى العالمية. حصل على جائزة منظمة اليونسيف لأفضل أغنية إنسانية عن قصيدة "تذكّر" التي لحنها وغناها الفنان كاظم الساهر، ومنها نذكر: تذكر كلما صليت ليلاً ملاييناً تلوك الصخر خبزاً على جسر الجراح مشت وتمشي وتلبس جلدها وتموت عزاً تذكر قبل أن تغفو على أي وسادة أينام الليل من ذبحوا بلاده? أنا إن مت عزيزاً إنما موتي ولادة قلبي على جرح الملائكة النوارس. إني أراهم عائدين من المدارس. باست جبينهم المآذن والكنائس. كتبوا لكم هذا النداء: وطني جريح خلف قضبان الحصار في كل يوم يسقط العشرات من أطفالنا فإلى متي هذا الدمار? ما هزكم هذا النداء? هذا النداء, رقت له حتى ملائكة السماء. جفت ضمائركم وما جفت دموع الأبرياء غادر العراق الى تونس مطلع التسعينات بموجب دعوة عمل في مدينة "سوسة"، بعد عدة سنوات غادر تونس متنقلا بين عدة دول عربية الى أن حط به الرحال في الإمارات العربية المتحدة. غنى من شعره عشرات المطربين العراقيين والعرب، يعمل حاليا محررا صحفيا في مجلة "سيدتي". ومن اعماله نذكر: هذا اللون عليك يجنن يشبه لون عيونك نظرات العالم ما تطمن إحذر لا يحسدونك. يسلم ها الطول وها النظرة.. وها الجسم المتناسق أكثرهم معجب بالمرة وبيني وبينهم فارق أولهم أتقدم وأعلن أولهم مجنونك لو جمعوا لوحات العالم حتى الموناليزا ميزه بوجهك إنت الأجمل من يحمل ها الميزة أحسن رسامين العالم يتمنوا يرسمونك