السؤال: يقوم بعض أئمة المساجد بالدعاء علي أعداء المسلمين قائلين: اللهم يتم أطفالهم ورمل نساءهم. فهل هذا الدعاء جائز شرعا؟ ** فأجاب: الدعاء شكل من أشكال العبادة وهو إظهار لموقف الخضوع أمام الله عز وجل وهو استعانة لمن بيده ملكوت كل شيء طلبا لعطاء أو دفعا لبلاء.. والمسلم حين يدعو يمارس الأسباب ويستخدم الوسائل المشروعة ولا يتكاسل أو يتباطأ. قال تعالي: "وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين" سورة غافر آية "60". والدعاء علي الأعداء الكافرين هو سلاح يستخدمه المسلم لتأييد جهاده وتأمين مسيرة فدائه. واستلهام الرشد في إدارة المعارك الحربية. وهو من أفضل أنواع الذكر المأمور به في قوله تعالي: "ياأيها الذين آمنوا إذا لقيتم قلة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون" سورة الأنفال آية "45". والدعاء علي الأعداء الكافرين يستخدم في حالتين: في حال الجهاد وفي حال العجز عنه. وقد ثبت في صحيح البخاري أن النبي صلي الله عليه وسلم دعا علي المشركين ودعا لهم. ومن أحاديث الدعاء عليهم ما رواه علي بن أبي طالب قال: لما كان يوم الأحزاب قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا. شغلونا عن صلاة الوسطي حين غابت الشمس". وما رواه أبو هريرة قال: كان النبي صلي الله عليه وسلم يدعو في القنوت: "اللهم أنج سلمة بن هشام. اللهم أنج الوليد بن الوليد. اللهم أنج عباس بن أبي ربيعة. اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين. اللهم أشدد وطأتك علي مضر. اللهم سنين كسني يوسف. ومن أحاديث الدعاء للمشركين ما أخرجه البخاري عن أبي هريرة قال: "قدم طفيل بن عمرو الدوسي وأصحابه علي النبي صلي الله عليه وسلم فقالوا: يارسول الله إن دوسا عصت وأبت فادع الله عليها. فقيل هلكت دوس. قال عليه الصلاة والسلام: اللهم اهد دوساً وائت بهم". وللتوفيق بين الموقفين نقول: إن لكل مقام مقالا فحيث تكون الأمور هادئة فالدعاء بالهداية أولي. أما في وقت المعركة وأثناء الهجوم أو الدفاع فالدعاء عليهم هو مقتضي الحال. والدعاء بيتم الأطفال وترمل النساء هو دعاء بالهزيمة علي الأعداء حتي يستأصل الله شأفة الطغاة المستكبرين. المصدر: مجلة "عقيدتي".. من فتاوى الشيخ محمد سيد أحمد المسير رحمه الله