يعرض مصمم الأزياء باسيل سودا تشكيلة جديدة لربيع وصيف 2008 في باريس ، وتمثل الأزياء صورة راقية لواقع الجمال الأنثوي، فألوانها النابضة بالحيوية والإشراقات المتتالية كانت الجواب والفعل الناشط ، جواب مباشر عن سؤال الجمال والأناقة، وفعل ناشط في مساحة الأنوثة، وتعطي للجسد كل ما يحتاجه من طاقات جمالية وحركية. فهي تشكيلة واسعة من الفساتين كانت كافية لبناء الصورة الجديدة للأناقة التي اختارها المصمم، تشكيلة تناغمت وتأقلمت وتوزعت وتفرقت وتجمعت تحت سقف الإبداع الذي لا يمكن إلا الذهاب معه إلى أبعد الحدود المخملية والشفافية والرهافة ، حسب ما ورد بجريدة " القبس ". وتتميز الأزياء بألوانها المتدرجة ، مشرقة إلى داكنة ، وما بين لون الإشراقة الهادئة واللون القاتم الفرح ، استطاع المصمم أن يستخرج حركة لونية جديدة ، استوعبتها الأقمشة الناعمة بتفاصيلها واشتقاقاتها الكثيرة. وقدم باسيل الأشكال بمنزلة اللغة التالية التي تسعى للتعبير بقليل من الإشارات والألوان والزخرفات، ففي كل فستان ثمة فسحة هادئة تتخللها فسحات كثيرة ، وفي كل فسحة ، تبرز مساحات أنثوية متعاظمة. وبرز باسيل التعب الجميل في خطوات العارضات، حيث في كل فستان خطوات صامتة مثقلة بجنون وعذاب، جنون صادح في فضاء الجمال، وعذاب أنيق يشمخ في كل مساحات الأقمشة والألوان ، إنها أزياء شديدة البهجة، تفتح ألوانها للجسد الأنثوي كما لو أنها تستقبله في حفلة زفاف، ولا تقفل الألوان بهجتها مهما غابت.