عمان- استمرت مصممة الأزياء هناء صادق على العمل عن طريق دراسات وأبحاث للاستفادة من منجزات الحداثة المعاصرة لمصلحة إنتاج زي يحمل الملامح الشرقية الأصيلة . وقد تمكنت صادق عبر رحلاتها ، حسب ما ورد بجريدة "الغد الأردنية " من انتزاع اعتراف عالمي بمنجزاتها، التي قدمت فيها الروح الشرقية والاصالة إلى الغرب ، عبر أزياء تنطق بأسرار الجسد الشرقي الذي تصفه بالدر المكنون الذي يجب أن يبقى سرا لمالكه فقط ، وهنا تكمن قدرة المصممة في الحفاظ على خصوصية المرأة العربية. وتذكر صادق عن فلسفتها الخاصة متسائلة لماذا نقلد الغرب في كل شيء مع العلم أن لنا حضارتنا الغنية التي تميزنا " أقول لهؤلاء إذا كان اللباس عندهم للتفاخر فليكن الفخر بالفنون العربية وليس سواها". وتوضح صادق هذه الفكرة مؤكدة على ضرورة أن يكون لأزيائنا كعربيات خصوصية قومية مدعومة بنهضة ثقافية ، نبدأها بالتواصل بين التراث النظيف والمعاصرة الصحيحة ، لتكون أزياؤنا امتداداًً حضارياً لهذا التواصل " ليس فقط من لبس التراث أصبح يحمل فلسفة هذا التراث ، إن التراث أخلاق وقيم وتسامح ويجب على من يلبسه أن يتوفر عنده الحس الراقي بالتراث". وتتحدث هناء عن تجربتها الخاصة عن زيارتها لأوروبا قبل 40 عاما، وكيف كانت الحياة الغربية تمتزج بالعادات والتصرفات الأنانية، هذا جعلها تشعر بالحنين للبلاد العربية التي تعكس الحب والحميمة، اما الآن فأصبح العكس، اصبح نمط الحياة والأخلاق غربية، أما أوروبا اصبحت العكس، ويعود السبب حسب المصممة الى الإعلام لأن الغربيين بذلوا جهدا في تطوير أنفسهم بكثافة عن طريق الوسائل الإعلامية (المرئية والمسموعة والمكتوبة) وبامتلاكهم للتكنولوجيا والتقدم والمعاصرة. وربطت صادق بين الحلي والملبوس في تراثنا العربي فكل واحد منهم يعتبر مكملاً للأخر، فرجعت بالحلي إلى تراثنا العربي ، فالرجل كان يلبس الحلي كعلامة على القدرة المادية والسلطة والنفوذ، أما المرأة فكانت الحلي بالنسبة لها للزينة والخزينة، ودليلاً قوياً على دلال الرجل لزوجته وعلامة لحبه لها، ومقابلها تعلن المرأة عن وظيفة زوجها من خلال الحلي الموجودة لديها، فكان للحلي العربية مكانة وطابع إنساني عال. وحاولت صادق أن ترجع إلى التراث بكل تصاميمه، والعودة إلى الحميمية التي تذكر بالعراقة والتراث والماضي، فقد توصلت صادق عن طريق الدراسة الأكاديمية إلى الملبوس التراثي ، وتطبيق معاصر بلمحة شرقية، بوجود وحدة للفنون العربية بالأزياء ، وتطبيق فكرة الحاضر المعاصر بالرجوع إلى التراث. وفي النهاية ، تحدثت صادق عن خططها الحالية في هذا المجال ، فهي تقوم حالياً بتصميم مجموعة من الملبوسات التراثية والحلي بتقنية عالية ، تطمح لعرضها في الأردن في منطقة القلعة ، مع موسيقى تصويرية كاملة وبمواصفات عرض عالمية ، وتغطية إعلامية كبيرة ، في آخر موسم الصيف للعام الحالي، وقد طرحت الفكرة بالتعاون مع أمانة عمان ووزارة السياحة والثقافة ، وتنتظر صادق الموافقة على هذا العرض.