الخرطوم: اتهم وزير الخارجية السوداني علي كرتي الاربعاء إسرائيل بالوقوف وراء الغارة الجوية التي استهدفت سيارة في مدينة بورسودان ، مؤكدا على احتفاظ الخرطوم بحق الرد على هذا العمل الإجرامي من قبل الكيان الصهيوني، على حد تعبيره. وقال كرتي: "إن الأمور باتت أكثر وضوحا فتشير المعلومات منذ الأمس أن إسرائيل هي مَن وراء عملية استهداف السيارة التي كان يقودها مواطن سوداني". وأضاف الوزير السوداني: "السيارة يمتلكها مواطن سوداني لا ينتمي الى الحكومة ولا لأي حركات إسلامية"، رافضا الكشف عن هوية هذا الشخص الذي لقى مصرعه جراء هذه الغارة. وعن موقف النظام السوداني، شدد كرتي على احتفاظ الخرطوم بحق الرد بأي طريقة على انتهاك إسرائيل للسيادة السودانية على أراضيها، رافضا الكشف عن الخطوة التالية. وأوضح أن الخرطوم ستعلن عن موقفها في وقته، إلا أن التوقعات تشير الى أن السودان بصدد تقديم شكوى الى مجلس الأمن بشأن هذه الغارة. وأعاد التأكيد على أن المواطن سودني ولا ينتمي الى أي فصيل فلسطيني، نافيا في الوقت ذاته قيام الشخص بأي محاولة لدعم المقاومة الفلسطينية من خلال عمليات إمداد بالسلاح. وكانت صحيفة "بريد السودان" نقلت عن مصادر استخباراتية في الخرطوم قولها إن السيارة المستهدفة كانت تقل إيرانيا وفلسطينيا بُعيد وصولهما الى مطار بورسودان في رحلة داخلية من العاصمة السودانية. وفي المقابل ، رفض ايجال بالمور المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية التعليق على الاتهام السوداني لاسرائيل. وكانت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية ذكرت اليوم ان طائرات اسرائيلية نفذت غارة في السودان، بحسب مصادر اجنبية. ونسبت الصحيفة الى هذه المصادر قولها ان طائرات من سلاح الجو الاسرائيلي انطلقت فجأة من جهة البحر الأحمر في حوالي الساعة العاشرة ليلا وقصفت سيارة واحدة أو أكثر قرب مطار بور سودان مما ادى الى تصفية شخصين ثم عادت أدراجها بمجرد استكمال المهمة. وكان مسئولون سودانيون اعلنوا امس مقتل اثنين في غارة شنتها طائرة "مجهولة" على سيارة في ضواحي مدينة بورسودان. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن طاهر حاكم ولاية البحر الأحمر السودانية إن الغارة الجوية، التي وقعت الثلاثاء، استهدفت سيارة على أطراف ميناء بورسودان ودمرتها وقتلت راكبيها. وأوضح طاهر أن الطائرة كانت قادمة من ناحية البحر الأحمر, وعادت أدراجها من نفس الاتجاه تقريبا في حدود العاشرة مساء بالتوقيت المحلي (السابعة بتوقيت جرينتش). ولا تعرف حتى الآن هوية القتيلين او الطائرة التي نفذت الغارة. يذكر أن للولايات المتحدة قاعدة عسكرية أمريكية في جيبوتي تنشط في ملاحقة من تشتبه واشنطن بأنهم من عناصر القاعدة في سواحل البحر الأحمر، لكنها في العادة تستخدم طائرات بدون طيار الاستهداف.