أغذية فاسدة تُثير مخاوف بين المصريين محيط - زينب مكي في الوقت الذي تم الكشف فيه عن شحنة "قمح فاسدة" استوردتها احدى الشركات الخاصة من روسيا لمصلحة الهئية العامة للسلع التموينية في مصر ، كشفت دراسة علمية أن معظم اللحوم المصنعة في مصر مغشوش وفاسد ومخلوط بلحوم الخنازير والحمير، مما أدى إلى إثارة المخاوف بين المصريين ودفع الكثيرين إلى الإعراض عن شراء اللحوم. ووفقا لما أوردته صحيفة "الحياة" اللندنية اعتقلت أجهزة الأمن خلال الأسبوع الماضي عدداً من الجزارين ومربي الخنازير، بعد محاولتهم بيع لحوم الخنازير التي قررت الحكومة إعدامها خشية ظهور فيروس "اتش 1 إن 1" المعروف بانفلونزا الخنازير، باعتبارها لحوم أغنام. وفي أوج حملة وزارة الصحة لتوعية المواطنين بخصائص لحوم الخنازير ونشر إرشادات لتفرقتها عن لحوم الضأن، تفجرت قضية شحنة القمح الفاسدة التي استوردتها شركة خاصة من روسيا لمصلحة الهئية العامة للسلع التموينية، وأمرت النيابة العامة بالتحفظ عليها. وتبادلت مؤسسات الدولة الرسمية الاتهامات بالمسؤولية عن دخول الشحنة إلى البلاد، حتى أن الأمر استدعى متابعة الرئيس حسني مبارك بنفسه التحقيقات في القضية التي كشفها النائب في مجلس الشعب مصطفى بكري الذي أحضر عينة من الشحنة وعرضها على المجلس وممثلي الحكومة ليعترف وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية مفيد شهاب بأن تحاليل أثبتت أن الشحنة الموجودة في ميناء سفاجا تحتوي على حشرات ميتة وحشائش سامة أكثر من الحدود المسموح بها. ووفقا لصحيفة "اخبار اليوم" المصرية أكد النائب مصطفي بكري عضو البرلمان المصري رئيس مجلس إدارة صحيفة الأسبوع إلي دخول صفقة القمح من ميناء سفاجا وأنه تم نقلها إلي صوامع قنا وأسيوط وطوخ مشيراً إلي أن الصفقة كانت مرفوضة وتم إدخالها "بتليفون". القمح الروسي عاد مصطفي بكري من جديد للحديث بعد السماح له من المنصة فقال إن المستوردون هم شركة التجار المصريون التي يملكها أشرف العتال وشركاه، وأن القمح المستورد من الدرجة الخامسة في روسيا. وفي جلسة ساخنة، لعلها من المرات النادرة التي تتحد فيها كلمة الأغلبية مع المعارضة والمستقلين تجاه قضية بعينها رفض جميع النواب بالبرلمان المصري دخول شحنة القمح الروسي عبر ميناء سفاجا.. وطالبوا بعدم السماح بدخولها للبلاد ومن جانبه تولي أمين أباظة وزير الزراعة الدفاع عن الشحنة ،قائلا أن الشحنة لم يذكر أحد أنها غير مطابقة للمواصفات.. وهي بها حشائش سامة وحشرات ميتة.. وهذه الحشائش.. غير موجودة في مصر ومضرة للزراعات وليست مضرة للإنسان أو الحيوان وأوضح أن تسمية هذه الحشائش بأنها سامة تعبير.. غير دقيق وإنما هو غير مطابق. وفي نهاية المناقشات كلف مجلس الشعب لجنة الزراعة بزيارة الحجر الزراعي لبحث قضية القمح الروسي والحصول علي الاستدلالات التي سيتم علي أساسها التحقيق،لأنه الجهة المسئولة عن قبول أو رفض الرسائل الغذائية الواردة من الخارج. ومن جهة أخرى كشفت دراسة أعدها فريق علمي تابع لكلية الطب البيطري في جامعة بنها أن "معظم اللحوم المصنعة في مصر مغشوش وفاسد.. ومخلوط بلحوم الخنازير والحمير"، وقدرت نسبة الغش في اللحوم المفرومة في محافظة الجيزة بأكثر من 58%، كما أوردت نسباً كبيرة في محافظات مختلفة، إلا أن المثير أن هذه الدراسة التي أعلنت أمس أجريت قبل تنفيذ قرار ذبح الخنازير الذي يتم على قدم وساق ليراكم كميات كبيرة جداً من لحومها في الثلاجات والمجازر. وذكر تقرير للجنة الصناعة في مجلس الشورى (الغرفة الثانية في البرلمان) أن نسبة المصانع المرخصة في مجال الغذاء بلغ 20 % فقط، وأن ال80% المتبقية لا يتوافر فيها الحد الأدني من الاشتراطات الصحية وتعمل في غيبة من رقابة الدولة.