"أسود الرافدين" في مواجهة صعبة أمام"شمشون"الكوري يسعي المنتخب العراقي لكرة القدم إلي الوصول إلي المباراة النهائية للمرة الأولي في تاريخه عندما يلتقي نظيره الكوري الجنوبي في الدور نصف نهائي لكأس آسيا والمنعقدة حالياً بفيتنام وماليزيا وأندونيسيا وتايلاند . محيط خاص : وكان المنتخب العراقي قد حجز بطاقة التأهل إلى الدور نصف النهائي ، بعد أن تمكن من تخطي حاجز ربع النهائي ، ونجح في فك عقدته التي لازمته في النسخ الثلاث الماضية ، بعد فوزه المستحق على نظيره الفيتنامي بهدفين نظيفين لنجمه وهدافه يونس محمود على استاد راجامانجالا في العاصمة التايلاندية بانكوك. وهذه هي المرة الثانية منذ ما يقارب من ثلاثين عامًا التي يتأهل فيها المنتخب العراقي إلى الدور نصف النهائي للبطولة الآسيوية ، بعد أن تأهل مرة واحدة إلى هذا الدور في عام 1976 في البطولة التي جرت في طهران ، ويومها خسر منتخب العراق أمام المنتخب الصيني ( 0 - 1 ) ، قبل أن يخسر أمام الكويت (2-3) ويحتل المركز الرابع . إلا أن الأمر مختلف هذه المرة ، فاللاعبون يأملون في التغلب علي المنتخب الكوري ، ومن ثم الوصول للمباراة النهائية والحصول علي اللقب الأول فى تاريخهم ليس من أجل البطولة وحسب ، ولكن رغبة فى توحيد صفوف العراقيين الذين دمرتهم الفتنة الطائفية والاحتلال الأمريكى ، ومن أجل ادخال البهجة والسرور لدي العراقيين الذي أصبح منتخب بلادهم هو الفرحة الوحيدة في حياتهم . ويعول المنتخب العراقي علي جيل من اللاعبين المميزين القادرين علي تحقيق أكثر من إنجاز ، وقد سطع نجمهم علي أكثر من صعيد ومعظمهم محترفين فى خارج العراق نظرا لحالة الاحتلال الامريكي والحرب التي تعم البلاد منذ عام 2003 . ولفت المنتخب العراقي الأنظار إليه في تلك البطولة واستحق الوصول إلي المباراة النهائية عن جدارة واستحقاق ، بعد أن قدم أداء راقياً وقتالياً ، وتصدر المجموعة الأولي برصيد خمس نقاط ، استهلها بالتعادل مع المنتخب التايلاندي ، ثم ضرب بقوة في مباراته الثانية وتغلب علي أستراليا بثلاثة أهداف مقابل هدف ، قبل أن يختتم مبارياته في الجولة الأولي بالتعادل السلبي مع نظيره العماني . ويدرك مدرب الفريق البرازيلي جورفان فييرا الذي تولى تدريب منتخب العراق لمدة شهرين لقيادته في البطولة أن ما حقق فريقه حتى الآن يعتبر انجازاً، لكنه يبدو مصمماً على متابعة المشوار والوصول إلى النهائي على الأقل. وهذا ما عبر عنه قائد الفريق قائد المنتخب العراقي يونس محمود عندما شبه لقاء منتخب بلاده ضد نظيره الكوري الجنوبي في نصف النهائى بأنها " مباراة العمر" وانها مباراة تاريخية ، وأكد انها ستكون انعطافة بارزة في مشوار الكرة العراقية على الصعيد القاري. وتابع محمود ان منتخب بلاده سيكون له شرف كبير من اجل الدفاع عن الانتصارات التى حققها فريقه والذى يعد الان من افضل اربع فرق فى اسيا لذا يجب ان نسعى لمواصلة رحلة تحقيق الحلم الاكبر باتجاه المباراة النهائية. ويراهن العديد من النقاد الرياضيين على فوز المنتخب العراقى اليوم على منتخب كوريا الجنوبية نظرا لان الفريق يمتلك العديد من اللاعبين الموهبين امثال يونس محمود ، ونشأت اكرم ، وهوار ملا ، عماد محمد ، وباسم عباس . علي الجانب المقابل يسعي المنتخب الكوري إلي التتويج للمرة الأولي منذ في المقابل، يسعى الكوريون إلى إعادة اللقب إلى سيول للمرة الأولى منذ 47 عاماً، إذ أنهم فشلوا منذ فوزهم باللقبين الأولين في إعادة الوصل مع الكأس، مع أنهم خسروا في المباراة النهائية ثلاث مرات في أعوام 1972 أمام إيران، و1980 أمام الكويت، و1988 أمام السعودية. وتحسن مستوى المنتخب الكوري الذي يقوده الهولندي بيم فيربيك ويتميز بتنظيم جيد خصوصاً في خطي الوسط والدفاع، لكنه ما يزال يفتقد الفعالية الهجومية رغم وجود مهاجم ميدلزبره لي غونغ دوك الذي سيكون جاهزاً للمباراة. ورفض مدرب كوريا الجنوبية بيم فيربيك الاستهانة بالتحدي الذي يواجهه فريقه ، بعدما فاز على العراق بنتيجة 3-صفر في مباراة ودية بكوريا في بطولة ثلاثية شهدت أيضاً مشاركة منتخب أوزبكستان قبل انطلاق البطولة القارية بأيام قليلة. وقال المدرب الهولندى ان منتخب العراق فريق قوي ونعرفهم جيداً ولديهم مهاجمين جيدين ولديهم مهارات جيدة وهم خطيرين جداً ، ودفاعهم جيد وتوازنهم جيد وهم منظمون جداً ولهذا من الصعب اللعب امامهم بأ سلوب دفاعى . واشار فيربك ان فريقه يجب يجب أن يلعب بأفضل ما لديه من أجل الوصول إلى النهائي وهذا ما سنقوم به ، وأعتقد أننا واجهنا بطولة صعبة. حيث وقعنا في مجموعة ليس سهلة بالمرة ، وكان يجب أن نتخطى أكثر من تسعين ألف متفرج في إندونيسيا امام السعودية ولعبنا مع أحد المرشحين للفوز وهو المنتخب الإيراني لمدة 120 دقيقة ، يجب أن نبذل كل ما لديك للفوز باللقب ولهذا السبب جئنا إلى هنا. وكانت كوريا الجنوبية قد احتلت المركز الثانى فى مجموعتها ، حيث بدأت مشوارها بالتعادل مع السعودية بهدف لمثله ، ثم فازت على أندونسيا بهدف نظيف ، ثم خسرت مباراتها الثانية أمام البحرين بهدفين مقابل هدف ، وفى الدور ربع النهائى فازت على ايران 4 / 2 بضربات الجزاء الترجيحية. ومن المقرر ان يقود الحكم الكويتي سعد كميل مباراة العراق وكوريا الجنوبية ، ويعاونه كل من الاماراتي عبدالله المرزوقي ويونج مينج فاي من هونج كونج.