انتخابات مجلس الشيوخ 2025.. محكمة الأقصر تتلقى أوراق 9 مرشحين في اليوم قبل الأخير    بدء اختبارات الالتحاق بمدارس التمريض 2025 بالمنيا (الموعد والمكان)    سعر الذهب اليوم فى التعاملات المسائية    رئيس الوزراء: سفن التغييز تبدأ الضخ في الشبكة القومية الأسبوع المقبل    مدبولى: الدولة التى نجحت فى عمل أفضل برامج إسكان قادرة تتعامل مع موضوع المستأجرين    الحوثيون: استهدفنا السفينة «إترنيتى» بزورق مسير و6 صواريخ باليستية    مدبولى: إجماع دولي على تأثير الأحداث الجيوسياسية على مؤشرات الاقتصاد    وزير الخارجية يستقبل مدير عام السياسات باللجنة اليهودية الأمريكية    وزارة الخزانة الأمريكية تعلن فرض عقوبات إضافية على كيانات مرتبطة بإيران    وزير الرياضة يهنئ منتخب السلة بالفوز بلقب البطولة العربية للسيدات    بعد أزمة وسام أبوعلي.. فرمان صارم من الخطيب للاعبي الأهلي    محكمة إسبانية تحكم بسجن أنشيلوتي عامًا بتهمة التهرب الضريبي خلال فترته الأولى مع ريال مدريد    ضبط سيارة يجلس أطفال على نوافذها أثناء سيرها بالطريق الدائرى.. صور    جهود مكثفة للبحث عن مفقودين في حادث سقوط سيارة من معدية دشنا في نيل قنا    السجن المشدد ل متهمين بحيازة المواد المخدرة والسلاح في المنيا    ب «ابتدينا».. عمرو دياب يدخل قائمة أعلى الألبومات استماعا في العالم (تفاصيل)    «رصد خان وولاد العفريت الزرق».. مشروعات تخرج قسم علوم المسرح ب«آداب حلوان»    عثمان سالم يكتب: إدارة احترافية    زينة عامر وچنا عطية تتوجان بذهبية تتابع الناشئات ببطولة العالم للخماسي الحديث    بعد تصدرها التريند.. كل ما تريد معرفته عن سكك حديد مصر    رسميًا الآن.. رابط كراسة شروط حجز شقق الإسكان الاجتماعي الجديدة 2025 في سكن لكل المصريين 7    رئيس الجامعة البريطانية بالقاهرة يلتقي سفير مصر بالمملكة المتحدة    أشرف صبحي: لم يكن في الخطة تطبيق بند ال8 سنوات بأثر رجعي    الرياضية: جيسوس يوقع على عقود تدريب النصر يوم الخميس    ندوة لصناع "قهوة المحطة" بمكتبة الإسكندرية ضمن معرض الكتاب    توجيه رئاسى    إخماد حريق اشتعل بكشك فى شارع فيصل.. صور    جولة موسعة بمنطقة "القنطرة غرب الصناعية" لمتابعة المشروعات والمصانع الجارى إنشائها    الكوليرا تفتك بالسودان.. 85,531 مصاب و 2,145 حالة وفاة نقص فى المستلزمات الطبية والأدوية    تاريخ جديد بالأفعال.. لا بالأقوال    عيسى السقار نجم حفل "هنا الأردن.. ومجده مستمر" في "مهرجان جرش"    الأزهر للفتوى الإلكترونية: الالتزام بقوانين ضبط أحوال السير والارتفاق بالطرق من الضرورات الدينية والإنسانية    وفاة طالب إثر إصابته بلدغة ثعبان في قنا    كوريا الشمالية: وزير خارجية روسيا يزور بيونج يانج بعد غد    بدايًة من 12 يوليو.. أماكن امتحانات كلية التربية الفنية في المحافظات لتأدية اختبارات القدرات لعام 2025-2026    رياضة كفر الشيخ توجه الدعوة لانعقاد الجمعيات العمومية ب 22 نادى رياضى    الشرع وعبدي يبحثان مستقبل سوريا برعاية أميركية ( تحليل إخباري )    إعادة تخصيص 6 قطع أراضي لصالح جهاز مستقبل مصر    وصل ب إيراداته إلى 132.6 مليون جنيه.. تفاصيل أحدث أفلام كريم عبدالعزيز    ليلى عبد اللطيف تتوقع ل4 أبراج زيادة فى الدخل خلال يوليو.. أبرزهم الميزان    تارا عماد: أجسد صحفية بحكاية "just you" بمسلسل "ما تراه ليس كما يبدو"    رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 بالاسم ورقم الجلوس    أفضل دعاء للرزق بالولد وفقًا للقرآن والسنة    وكيل الأزهر: «المشروع الصيفى القرآنى» مبادرة تعزز دور الأزهر فى خدمة كتاب الله    الأزهر للفتوى: متوفين سنترال رمسيس "شهداء".. ويشيد بدور رجال الاطفاء    من «الميكسات» الخطر.. استشاري تغذية تحذر من الشاي بالحليب    صحة الوادي الجديد: جميع شبكات الاتصال تعمل بكفاءة عالية    إجراء 12 عملية قلب خلال أول يومين عمل بمستشفى طنطا الجديدة    لم يعد مرضا نادرا.. إطلاق دمية باربى للأطفال مصابة ب السكر ومعها أنسولين    "تاس": القوات الروسية تستولي على بلدة "تولستوي" شرقي أوكرانيا    انخفاض جديد للطن.. سعر الحديد اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025 محليًا    الجدول الزمنى لإجراء لانتخابات الشيوخ مع بداية خامس أيام تلقى أوراق الترشح    لاول مرة مساعد رقمى يتنبأ بالخطر بالمحطات النووية قبل وقوعه ب30 دقيقة    عودة خدمات فوري إلى كفاءتها التشغيلية بعد حريق سنترال رمسيس    إحباط ترويج ربع طن مخدرات ب34 مليون جنيه| صور    وزير الصحة يبحث مع المدير الإقليمي للصحة العالمية التعاون في ملفات المبادرات والتحول الرقمي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 9-7-2025 في محافظة قنا    البابا تواضروس الثاني يلتقي الدارسين وأعضاء هيئة تدريس الكلية الإكليريكية بالإسكندرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كتاب " الحب والجنس " و .. هل أتاك حديث المبتذلين ؟
نشر في محيط يوم 26 - 02 - 2008


و.. هل أتاك حديث المبتذلين ؟
بات التنطع على سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم أقصر الطرق للشهرة والمال ، فما عليك عزيزي القارئ إلا أن تطلق العنان لجنوح فكرك وتقرأ بعين الجاهلين سيرة نبي الإسلام، ثم تسخر قلمك لترجمة هذا المزيج وبعدها تبحث عن دار نشر تبحث عن الشهرة لتنشر لك ثم تصير بعد هذا أشهر بل وأجرأ كاتب .
وكلما تماديت في الفكرة وزدت عليها من جنون الافتراء، وحشوتها بالكذب عن قصد أو بدونه فستكون شهرتك أوسع وأكبر، وتعال معي لنري .. "الحب والجنس في حياة النبي" .. لا تنزعج فالعنوان أهون بكثير مما تحتويه صفحات هذا الكتاب من اتهامات وإساءات بالغة تشكل إهانات غير مباشرة عن حياة النبى صلَّى الله عليه وآله وسلم الخاصة، والتى لا يصح من منطق الشرع أو القيم أو التقاليد الإسلامية تناولها بهذا الشكل الفج والقبيح، وبما يعطى انطباعا سيئاً عن خاتم الأنبياء وعن بعض الرموز الإسلامية كالصحابة وزوجات النبى صلَى الله عليه وآله وسلم .
محيط – هاني ضوَّه
مؤلفة الكتاب تدعى بسنت رشاد الصحفية في جريدة " الكرامة " الاسبوعية الناصرية الاتجاه، وهي خريجة كلية الآداب جامعة الإسكندرية قسم علم نفس، وصدر الكتاب عن دار "حوار" التي يملكها الصحفي حمادة إمام مدير تحرير جريدة " العربي " الناصرية الإسبوعية، وقد بدأ تداوله في السوق المصرية لأول مرة من خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب في شهر يناير 2008، ويُباع في الأسواق والمكتبات العامة بسعر 20 جنيهًا.
منذ صدور الكتاب أُثيرت زوبعه كبيرة حوله فاختيار الكاتبة لعنوان كتابها "الحب والجنس في حياة النبي" محاولة صريحة لجذب القارئ وتحقيق الرواج للكتاب ، من وجهة نظر كثيرين ، كما أن العناوين " مثيرة " برأي كل المطلعين على الكتاب ، مثل فصل بعنوان: "مهارة على الفراش" والتي تتناول فيه أوضاع الجماع، "فن الشهوة"، "الجنس على الهواء"، "ثقافة الجنس"، و"القبلة الفرنسية"، "أسرع طريق للنشوة الجنسية"، وفصل "محنة الحبيبة" الذي تتناول فيه حياة السيدة عائشة رضى الله عنها، وفصل "صور البخاري الجنسية الكاذبة"، و"معدل زواج النبي"، وفصل بعنوان "هل خانت عائشة النبي"، وكذلك "فن القبلة الطريق للانسجام الجنسي".
هذا الكتاب جعل الإمام البخاري مجوسياً، ويدعو إلى تجسيد الرسول فى السينما ورسمه، ويطرح إفتراءات عدة على النبى صلى الله عليه وسلم مثل أنه كان يخاف من السيدة خديجة رضى الله عنها حتي لا تحرمه من مالها ، وتزوج النبى ب 52 امرأة بعد موتها أى امرأة كل 52 يوما ، الكتاب يرى أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - محبا للجنس والنساء وكذلك الأنبياء ، وأن عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - مدللة كما أنها كانت متمردة فى شقاوة المراهقات .
في مقدمتها للكتاب تقول الكاتبة بسنت رشاد: "أن الجنس أصبح الآن منتجاً رائجاً في أسواق العرب"، وتساءلت عن سبب اجتياح هذا المنتج للعقل العربي؟ وعن سبب التعتيم العربي والاسلامي على الجنس رغم أهميته الحياتية؟ وهو ما جعل الرجل العربي والمسلم نهما في عصر السماوات المفتوحة بلا رقيب أخلاقي رغم أن الدين الاسلامي لم يهمش هذا الجانب وتحدث عنه باستفاضة وبساطة دون حرج.

الفصل الاول "محنة الحبيبة" عرضت الكاتبة فيه لكيفية الإدراك المبكر عند اليهود لقوة سلاح الجنس وأثره على التركيبة العربية التي تداولت شائعة جنسية عن السيدة عائشة رضي الله عنها فيما عرف بحادثة الافك، واستخدام ذلك في حرب نفسية ضد الرسول لإثنائه صلى الله عليه وسلم عن استكمال مشروعه العظيم لبناء أمة قوية وصرفه عنه.

لماذا يحرم تصوير النبي؟!
تتعجب بسنت في كتابها وتقول " لقد صور لنا بعض الفقهاء شخصية الرسول على أنها شخصية أسطورية هائلة، لا تصل إلى مداركها طاقة البشر العاديين لذا فقد منعوا وحرموا رسمها أو تصويرها، أو تمثيلها فى السينما، على عكس بقية الأنبياء الآخرين، وأشهرهم المسيح عليه السلام، فى حين أن لا آية فى القرآن الكريم ولا حديث صحيحا يمنع ذلك" .
معلوم أن جميع الفقهاء على مر العصور حرموا تجسيد النبي أو تصويره ، فالنبي صلَى الله عليه وسلم لن يستطيع أحد أن يجسده لا خَلقا ولا خُلُقاً، وكذلك باقي أنبياء الله ورسله عليهم السلام ، فكيف تجسد من كان معصوما من الخطأ وتظهر نورانيات الإيمان والاتصال بالله تعالى على محياه ؟
أما الفصل الثاني من الكتاب فقد حمل عنوان "حب في بيت النبوة" تحدثت الكاتبة عن عدم إهمال الإسلام للحب والجنس وكيف اعتني به من خلال كتب التفسير والحديث والفقه والآداب، ووجهت بعد ذلك نصائح للرجال في تعاملهم مع زوجاتهم، إلا أنها بدأت بعد ذلك في انتقاد بعض الأحاديث الشريفة، وانتقاد الإمام البخاري رضى الله عنه صاحب صحيح البخاري الذي اعتبره علماء أهل السنة والجماعة أصح كتاب بعد القرآن الكريم، فاتهمته بأنه فارسياً حاقداً على العروبة والعرب وأنه أساء للنبي صلَى الله عليه وسلم بإيراده في صحيحه أحاديثاً متناقضة في هذا الشأن ، وقالت أنه ادعى للرسول قدرة فائقة كرجل في معاشرة النساء وأنه صوره على أنه يميل للنساء ومنصرف عن بناء الدولة الإسلامية ، ولذا فقد أوردت إساءاتها للرسول الكريم على لسان البخاري افتراءاً .
وتقول الكاتبة على لسان أحمد صبحى منصور "ونجحت الشعوبية فى افساد الإسلام بأحاديث ومرويات كاذبة نشرها تلامذة الهيثم بن عدى وإذا كان الهيثم بن عدى قد مات حسيرا مجهولا فإن تلميذا شعوبيا مجوسيا له نجح وأصبح الآن متمتعا بالقداسة لدى رعاع المسلمين حتى الآن وهو البخارى".
وتتساءل بسنت عن كيف يقوم الرسول بممارسة الجنس مع أزواجه وهن حائضات، ويعصى أمر الله تعالى، على الرغم من أن كتب الفقه والحديث واللغة قالت بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يراعي جانبا نفسيا في المرأة وقت المحيض حيث تكون عصبية وتعتقد أن الرجل يزهد فيها في هذه الفترة ، وإنما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يريد أن يعلم الرجال من بعده أنه لا مانع من مباشرة المرأة دونما جماع في هذا الوقت ، وقد أشارت الكاتبة في اتهامها لما رواه الإمام البخاري عن السيدة عائشة: "كنت أغتسل أنا والنبى من إناء واحد كلانا جنب وكان يأمرنى فاتزر فيباشرني وأنا حائض".
اتهام للرسول بحب المال
وصف بسنت رشاد في كتابها النبي صلَى الله عليه وسلم أنه كان يخاف السيدة خديجة طمعاً في مالها، مع العلم بأن سيدنا جبريل عليه السلام عرض عليه مثل جبال أحد وتهامه ذهباً فلم يرض، ولو أراد النبى صلى الله عليه وسلم أن يكون أغنى البشر لكان له ذلك.
وتقول بسنت عن ذلك في صحيفة رقم 55 من كتابها متسائلة: "ما هو معدل زواج النبى؟ الإجابة: دعنا نحسبها ببساطة: تزوج النبى خديجة وكان عمره 25 سنة وعاش معها 15 سنة دون أن يتزوج فى حياتها أية زوجة أخرى، دون أن تكون له سرية واحدة. ربما كان ذلك خشية أن تحرمه السيدة خديجة من أموالها، أو ربما لأن حياته قبل الهجرة كانت تمر بظروف صعبة بخصوص الرسالة ومضايقات أهل قريش له مما جعل حياته غير مستقرة".
وبعدها بعدة صفحات تكتب : " ولكنه بعد وفاة خديجة تزوج عائشة وعمره 54 سنة، وبدأ تعدد الزوجات حتى مات وعمره 62 سنة ؛ ففى فترة كهولته هذه أى فترة 8 سنوات تزوج 45 زوجة بخلاف خديجة فيكون معدل زواجه حوالى 7 زوجات كل عام أى بمعدل زوجة كل ثانى شهر أو كل 50 يوما تقريبا".
فمن أين أتت بسنت رشاد بهذا العدد لزوجات النبي صلَى الله عليه وسلم ! ، ففي كتاب إمام الأزهر الراحل الشيخ محمود شلتوت بعنوان " الإسلام عقيدة وشريعة " قال ان عدد زوجاته لم يتعد 11 زوجة، وأن زواجه لم يكن لشهوة ، وأنه لم يتزوج إلا بعد أن بلغ الخامسة والعشرين من العمر، على الرغم من أن الزواج المبكر كان من أعراف المجتمع الجاهلي رغبة في الاستكثار من البنين، كما اشتهر صلى الله عليه وسلم بالاستقامة والتعفف عن الفاحشة والتصريف الشائن الحرام للشهوة، رغم امتلاء المجتمع الجاهلي بشرائح من الزانيات اللاتي كانت لهن بيوت يستقبلن فيها الزناة ويضعن عليها "رايات حمر" ليعرفها طلاب المتع المحرمة.
وأن الغرض من تعدد زوجات النبي صلَّى الله عليه وسلم كان من أجل دين الإسلام ولأسباب إنسانية مثل زواجه بالسيدة حفصة التي ترملت باستشهاد زوجها، كذلك كان زواج النبي لغرض تشريعي مثل زواجه بالسيدة زينب بنت جحش، حيث إنه صلَّى الله عليه وسلم كان قد تبنى زوجها زيد بن حارثة، وكان العرب يعتقدون أن آثار التبني هي نفس آثار البنوّة الحقيقية، فكان زواج النبي من زوجة ابنه بالتبني بعد أن طلقها زيد هو الوسيلة الفضلى لقلع هذا المفهوم الخاطئ من أذهانهم، وهكذا كان.
من أبشع ما جاء في الكتاب هو تصوير الكاتبه زواج النبي صلَى الله عليه وسلم للسيدة عائشة بالإغتصاب ، كما تطرح سؤال هل يصح تزويج صبية قاصر من كهل جاوز الخمسين - وتقصد بذلك النبى محمد صلى الله عليه وسلم- وكانت تتعمد إسقاط تساؤلاتها على السيدة عائشة وزواجها من الرسول فقد تزوجها النبي، وهى ابنة السادسة أو السابعة وقيل التاسعة ، ومعلوم أن هذا من طبيعة المرأة في الجزيرة العربية في هذا الوقت ، فقد كان نمو الفتيات الجسدي والعقلي أسرع بكثير من الآن، ولدينا مثال أن سيدنا أسامة بن زيد قاد الجيوش وعمره سبعة عشر عاماً فقط .
استجواب وزير الثقافة
مجلس الشعب المصرى
تقدم النائب المستقل مصطفى الجندي باستجواب إلى وزير الثقافة فاروق حسني في مجلس الشعب حول الكتاب الذي قال إنه يباع بسعر 20 جنيها للنسخة، ويتضمن "إساءات بالغة لشخص النبي وزوجاته، وعلى الأخص السيدة عائشة رضي الله عنها، ويحمل فصولا عن الجنس بصفة عامة، والأوضاع الجنسية وفن الشهوة، وغير ذلك من الأمور التي لا يصح أبدا أن يتضمنها مؤلف يحمل اسم الرسول الأعظم".
اتهم الاستجواب رئيس مجلس الوزراء بصفته المسئول عن الأزهر الشريف بالمسئولية الكاملة عن نشر هذا الكتاب، كما اتهم الاستجواب وزارة الثقافة بالتقاعس عن دورها في حماية القيَم والمبادئ والتقاليد الدينية، كما اتهم النائب الحكومة بأنها قد أهدرت الدستور بنشر هذا المؤلَّف، خاصةً أن الدستور يؤكِّد في مواده أن الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع.
واستعرض النائب في استجوابه العديد من العبارات المسيئة والخارجة عن الذوق، وقال النائب: "هناك كتبٌ تم تأليفها وترجمتها وطبعها ونشرها وتم توزيعها في الأسواق المصرية، وهي تزعزع في الحديث أو تسيء للرسول صلى الله عليه وسلم، منها على سبيل المثال لا الحصر هذه الكتب: "إعادة تقييم الحديث العودة إلى القرآن " تأليف قاسم أحمد، "البينة والمجتمع " تأليف صهيب الرومي .
وقد طالب مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر بلغة شديدة اللهجة الجهات الأمنية المسؤولة بملاحقة الكتاب والعمل علي منع توزيعه بمصادرته، وذلك بعد شكاوي عديدة من مضمونه في أثناء عرضه في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وجاء القرار بعد أن تم تشكيل لجنة قالت إن الكتاب يعد اساءة بالغة للإسلام ورسوله صلي الله عليه وسلم وزوجاته أمهات المؤمنين لاحتوائه علي ألفاظ خادشة للحياء ولا تليق بالحديث عن الرسول وزوجاته، وقد وصل الأمر إلي اختلاق أحاديث وأحداث بهدف الاساءة المتعمدة.
تهديد بالقتل
شعار فضائية الحكمة
محاولة قامت بها الكاتبة بسنت رشاد للدفاع عن نفسها بشأن كتابها المثير للجدل، خاصة بعد أن قام بعض مقدمي البرامج من الدعاة على قناة " الحكمة" الفضائية بحملة استمرت عدة أيام، انتهوا خلالها إلى تكفيرها واعتبارها مرتدة مسيئة للنبي صلَى الله عليه وسلم، وطالبوا بقتلها حتى لو استتابت، وقد أصدروا هذه الفتوي على الهواء قالوا فيها "إنها - المؤلفة - حتى لو تابت فقتلها هو الواجب".
وفي تعليقها على فتوي شيوخ فضائية الحكمة بتكفيرها وإهدار دمها قالت بسنت رشاد أن "إهدار دمها بهذه العلانية يعرض حياتها فعلا للخطر، وأن التهديد وصل إلى بيتها بالفعل"، حيث قام أحد الأشخاص الملتحين يطرق باب بيتها بشدة في الثانية من صباحاً، واستفسر من زوجها الذي فتح له، عما إذا كان هذا بيت "بسنت رشاد" التي كتبت كتاب "الحب والجنس في حياة النبي" وأهدرت قضاة فضائية دينية دمها باعتبارها مرتدة ؟
وحذر الطارق المجهول زوجها من أن مشاكل كثيرة جداً ستحدث لها، ثم انسحب". وأوضحت أنها "امتنعت عن إبلاغ الجهات الأمنية عن الخطر الذي يحيط بحياتها لأنها لا تريد أن تعمل شوشرة، وتريد للحملة عليها أن تتوقف، الله المستعان وهو كفيل بأن يحميني".
وفي محاولة منها لتهدئه النفوس أصدرت بسنت بياناً قالت فيه أن الكتاب "يتناول مسألة المعرفة الجنسية كأحد العلوم التي أولاها الإسلام اهتماما خاصاً ولائقاً بأهميتها في استمرار الجنس البشري، والتي ما زالت تتعامل معها العقلية العربية بطريقة خاطئة".
وتابعت أنه في الفصل الثاني من الكتاب عرضت كيف أن الدين الإسلامي الحنيف لم يهمل الجنس، بل فسره تفسيرا دقيقا واضحا في التعاملات السليمة والصحيحة والطبيعية للرسول صلى الله عليه وسلم مع زوجاته والتي قصد بها أن تكون ، وقالت أنها كانت تهدف من وراء الكتاب لاستنهاض همة الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية للقيام بتمحيص وتدقيق وتحقيق كل الأحاديث التي تناولت هذا الجانب.
مستشرقة تدافع عن النبي
مستشرقة منصفة
في حين يسيء كتاب مسلمون للنبي صلَى الله عليه وسلم بشتي الطرق، نجد مستشرقة تسطر هذا الكتاب الجديد "محمد نبي هذا العصر Muhammad: A Prophet for Our Time" والمؤلفة مستشرقة إنجليزية في تاريخ الأديان، والراهبة السابقة "كارين آرمسترونج" دافعت فيه عن الإسلام والرسول باستبسال وكأنها شيخ معمم، فتحدثت عن مراحل في التاريخ الإسلامي واصفة إياه بالمتسامح والودود لاحتوائه أديانا أخرى على عكس المسيحية التي كانت في أوروبا القرون الوسطى، مذكرة بأن معاداة السامية في العالم الإسلامي لم تكن شيئاً يذكر قبل القرن العشرين.
وقد ألفت المستشرقة ذاتها في عام 1992 كتابا تحت عنوان "محمد: سيرة نبي"، والذي تم نشره عن دار نشر HarperCollins غير أن التطورات التاريخية بعد أحداث 11 سبتمبر ضغطت على المؤلفة لتتوسع في الكتاب الذي لم يكن بنفس التوسع الموجود في الكتاب الأخير.
ويعد كتاب كارين آرمسترونج "محمد نبي هذا العصر" من أفضل كتب المستشرقين لما فيه من الموضوعية داخل المنظار الغربي للمستشرقين، ومن خلال المقدمة سعت لتوضيح صورة الرسول صلَى الله عليه وسلم والمسلمين من خلال الكتاب، منتقدة بعض قنوات الإعلام الغربي، حيث تكتب: "مازالت تثابر بعض قطاعات الإعلام في الغرب، مستمرة على عادتها من المعاداة، بتصوير محمد وفق إدعائهم بأنه مدمن على الحرب والبعض ذهب أبعد من ذلك بإدعائه بأنه إرهابي".
ورأت المؤلفة الإنجليزية أن محمد صلى الله عليه وسلم رجل دولة وحرب حيث تقول: "إن محمد شخصية مثالية ولديه دروس مهمة ليست فقط للمسلمين، وإنما للشعب الغربي، حياته كان جهاد ليست جهاد بمعنى الحرب المقدس "holy war" بل تعني النضال "struggle" محمد كدح، قدم مجهوداً فريداً لكي يجلب السلام للعرب الممزقين ، لذا نريد اليوم أناسا مستعدين لفعل مثل ما فعل، إن حياته وبدون تعب كانت حملة ضد الطمع والظلم والتغطرس، وعندما أدرك بأن العرب في نقطة تحول وان طريقة تفكيرهم القديمة قد لا تُغني قام بجهد إبداعي لتطوير تدريجي لطرح حل كامل ، إننا اليوم ندخل بعد أحداث سبتمبر حقبة زمنية جديدة لذا يجب علينا تطوير وجهات النظر المختلفة".
وبكل إصرار أكملت كارين كلماتها كاتبة : "أقول وبشدة، إن في الأحداث التي وقعت في الجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي أهمية أساسية فهي تملك الكثير لتعلمنا دروساً كثيره عن الأحداث في وقتنا الحالي، فمحمد لم يحاول فرض دين أرثوذوكسي فهو لم يكن يهتم بال ميتافيزيقا – ولكن لتغير قلوب الناس وعقولهم، ففي وقته أطلق على الروح السائدة بالجاهلية، إننا علمياً لا نعرف شيئا عن بداية حياته اي قبل تسلمه ماهو مؤمن به، قبل إشهار الرسالة وذلك في عمر الأربعين".
وتقارب آرمسترونج معنى كلمة إسلام surrender موضحه بأنه الإذعان والاستسلام الكامل لله وحده. مضيفة تفاصيل يجهلها القارئ الغربي ويعرفها المسلمون.
وكانت كارين آرمسترونج قد شاركت منذ سنوات قليلة عبر مشاركتها في الفيلم الوثائقي الرائع عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم "Muhammad_Legacy of aprophet" فقد كان إعدادا جيداً من حيث المعلومات، وطريقة الأداء بالتناوب بين المتحدثين والراوي، ومحاولة تنقل الكاميرا بين الزمن القديم والصور الحديثة الحقيقية بالإضافة إلى خلفيات موسيقية جميلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.