الإسكان: جهاز تعمير وسط وشمال الصعيد يتولى تنفيذ 1384 مشروعا ضمن حياة كريمة في 11 مركزا ب3 محافظات    سعر الدولار اليوم الإثنين 17 يونيو 2024    الري: إقبال كبير على حدائق القناطر الخيرية والمركز الثقافي الإفريقي بأسوان خلال أيام عيد الأضحى    خفر السواحل الصينية يتخذ تدابير تنظيمية ضد توغل غير قانوني لسفينة فلبينية    جيش الاحتلال الإسرائيلي يقتحم مدينة قلقيلية ومخيم عقبة جبر بالضفة    طهران تدين بيان الترويكا الأوروبية بشأن البرنامج النووي الإيراني    الزمالك أمام المصري ويورو 2024.. مواعيد مباريات اليوم الإثنين    يتحدى الغيابات.. الزمالك يسعى لمواصلة التألق في الدوري أمام المصري    عودة رامي ربيعة لتشكيل الأهلي الأساسي أمام الاتحاد    الأرصاد تحذر من التعرض لأشعة الشمس في هذا التوقيت (فيديو)    قتل وانتحار وانتقام حواء.. 24 ساعة "أكشن" في الجيزة    إقبال كبير على مصيف جمصة خلال أول وثاني أيام عيد الأضحى    مصرع وإصابة 4 في حادث أسفل محور عدلي منصور ببني سويف    7 معلومات عن الطيار حسن عدس المتوفى بعد الهبوط في جدة.. «مكملش 40 سنة وغير متزوج»    مع بداية موسم عيد الأضحى.. سحب 3 أفلام من دور العرض السينمائي    إيرادات قياسية لفيلم Inside Out 2.. اقترب من 300 مليون دولار    وفاة خامس حجاج الفيوم أثناء طواف الإفاضة    دعاء طواف الوداع: «اللهم إن كنت رضيت عنِّي فازدد عنِّي رضا»    قصر العيني: 3079 حالة طوارئ و371 جراحة بالمنيل الجامعي والنساء والتوليد وأبو الريش المنيرة    إسرائيل تبحث اتخاذ خطوات عقابية ضد السلطة الفلسطينية بينها الاستيطان    إعلام فلسطيني: طائرات الاحتلال تشن غارة عنيفة على وسط غزة    «المالية»: تخفيف الأعباء الضريبية عن محدودي ومتوسطي الدخل    ملفوف في سجادة.. تفاصيل العثور على جثة شاب مقتولًا في البدرشين    إصابة عامل بحروق أثناء تنظيف المنزل بمادة بترولية بجرجا فى سوهاج    محافظ أسوان يتفقد المطعم السياحي متعدد الأغراض بعد التطوير    جهاز تعمير وسط وشمال الصعيد يتولى تنفيذ 1384 مشروعًا بالمبادرة الرئاسية "حياة كريمة"    اليوم.. قصور الثقافة تستعيد ذكريات الثمانينيات والتسعينيات في حفلات مجانية بالسامر والقناطر    إعلام فلسطينى: قصف إسرائيلى يستهدف المناطق الجنوبية لمدينة غزة    حسم موقف سيرجو روبيرتو من الرحيل عن برشلونة    أسعار اللحوم الحمراء اليوم 17 يونية    ما حكم ذبح الأضحية ليلًا في أيام التشريق؟    «المحلاوي» عن يوم «القر».. من أعظم أيام الله ويستجاب فيه الدعاء (تفاصيل)    جندي إسرائيلي يتخلص من حياته بعد عودته من الحرب في غزة    الخشت يتلقى تقريرًا حول أقسام الطوارئ بمستشفيات قصر العيني خلال العيد    الجونة يستضيف البنك الأهلي لمداواة جراحه بالدوري    مواعيد مباريات اليوم الاثنين 17 - 6 - 2024 والقنوات الناقلة    فرنسا ومبابي في اختبار صعب أمام النمسا في مستهل مشوار يورو 2024    الدولار يسجل 47.75.. أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه اليوم    استخباراتي أمريكي سابق: تزايد الخلاف حول الأزمة الأوكرانية داخل الناتو    لماذا خالفت هذه الدول توقيت احتفال أول أيام عيد الأضحى 2024؟    زلزال بقوة 6.3 درجة يضرب جنوب البيرو    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. ثاني أيام عيد الأضحى 2024    حكم الشرع في زيارة المقابر يوم العيد.. دار الإفتاء تجيب    مصطفى بكري يكشف سبب تشكيل مصطفى مدبولي للحكومة الجديدة    بعد إثارته للجدل بسبب مشاركته في مسلسل إسرائيلي.. من هو الممثل المصري مايكل إسكندر؟    «زي النهارده».. وفاة إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوى 17 يونيو 1998    "تهنئة صلاح وظهور لاعبي بيراميدز".. كيف احتفل نجوم الكرة بعيد الأضحى؟    عيد الأضحى: لماذا يُضحى بالحيوانات في الدين؟    حظك اليوم برج الجوزاء الاثنين 17-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    الكنيسة الكاثوليكية تختتم اليوم الأول من المؤتمر التكويني الإيبارشي الخامس.. صور    أجهزة مراقبة نسبة السكر في الدم الجديدة.. ماذا نعرف عنها؟    كيف يمكن التعامل مع موجات الحر المتكررة؟    القافلة الطبية «راعي مصر» تصل القنطرة شرق بالإسماعيلية    المحامين تزف بشرى سارة لأعضائها بمناسبة عيد الأضحى    الأنبا ماركوس يدشن كنيسة ويطيب رفات الشهيد أبسخيرون بدمياط    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج جورجيا بتجارة القاهرة    حصاد أنشطة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في أسبوع    بالسيلفي.. المواطنون يحتفلون بعيد الأضحى عقب الانتهاء من الصلاة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كتاب " الحب والجنس " و .. هل أتاك حديث المبتذلين ؟
نشر في محيط يوم 26 - 02 - 2008


و.. هل أتاك حديث المبتذلين ؟
بات التنطع على سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم أقصر الطرق للشهرة والمال ، فما عليك عزيزي القارئ إلا أن تطلق العنان لجنوح فكرك وتقرأ بعين الجاهلين سيرة نبي الإسلام، ثم تسخر قلمك لترجمة هذا المزيج وبعدها تبحث عن دار نشر تبحث عن الشهرة لتنشر لك ثم تصير بعد هذا أشهر بل وأجرأ كاتب .
وكلما تماديت في الفكرة وزدت عليها من جنون الافتراء، وحشوتها بالكذب عن قصد أو بدونه فستكون شهرتك أوسع وأكبر، وتعال معي لنري .. "الحب والجنس في حياة النبي" .. لا تنزعج فالعنوان أهون بكثير مما تحتويه صفحات هذا الكتاب من اتهامات وإساءات بالغة تشكل إهانات غير مباشرة عن حياة النبى صلَّى الله عليه وآله وسلم الخاصة، والتى لا يصح من منطق الشرع أو القيم أو التقاليد الإسلامية تناولها بهذا الشكل الفج والقبيح، وبما يعطى انطباعا سيئاً عن خاتم الأنبياء وعن بعض الرموز الإسلامية كالصحابة وزوجات النبى صلَى الله عليه وآله وسلم .
محيط – هاني ضوَّه
مؤلفة الكتاب تدعى بسنت رشاد الصحفية في جريدة " الكرامة " الاسبوعية الناصرية الاتجاه، وهي خريجة كلية الآداب جامعة الإسكندرية قسم علم نفس، وصدر الكتاب عن دار "حوار" التي يملكها الصحفي حمادة إمام مدير تحرير جريدة " العربي " الناصرية الإسبوعية، وقد بدأ تداوله في السوق المصرية لأول مرة من خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب في شهر يناير 2008، ويُباع في الأسواق والمكتبات العامة بسعر 20 جنيهًا.
منذ صدور الكتاب أُثيرت زوبعه كبيرة حوله فاختيار الكاتبة لعنوان كتابها "الحب والجنس في حياة النبي" محاولة صريحة لجذب القارئ وتحقيق الرواج للكتاب ، من وجهة نظر كثيرين ، كما أن العناوين " مثيرة " برأي كل المطلعين على الكتاب ، مثل فصل بعنوان: "مهارة على الفراش" والتي تتناول فيه أوضاع الجماع، "فن الشهوة"، "الجنس على الهواء"، "ثقافة الجنس"، و"القبلة الفرنسية"، "أسرع طريق للنشوة الجنسية"، وفصل "محنة الحبيبة" الذي تتناول فيه حياة السيدة عائشة رضى الله عنها، وفصل "صور البخاري الجنسية الكاذبة"، و"معدل زواج النبي"، وفصل بعنوان "هل خانت عائشة النبي"، وكذلك "فن القبلة الطريق للانسجام الجنسي".
هذا الكتاب جعل الإمام البخاري مجوسياً، ويدعو إلى تجسيد الرسول فى السينما ورسمه، ويطرح إفتراءات عدة على النبى صلى الله عليه وسلم مثل أنه كان يخاف من السيدة خديجة رضى الله عنها حتي لا تحرمه من مالها ، وتزوج النبى ب 52 امرأة بعد موتها أى امرأة كل 52 يوما ، الكتاب يرى أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - محبا للجنس والنساء وكذلك الأنبياء ، وأن عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - مدللة كما أنها كانت متمردة فى شقاوة المراهقات .
في مقدمتها للكتاب تقول الكاتبة بسنت رشاد: "أن الجنس أصبح الآن منتجاً رائجاً في أسواق العرب"، وتساءلت عن سبب اجتياح هذا المنتج للعقل العربي؟ وعن سبب التعتيم العربي والاسلامي على الجنس رغم أهميته الحياتية؟ وهو ما جعل الرجل العربي والمسلم نهما في عصر السماوات المفتوحة بلا رقيب أخلاقي رغم أن الدين الاسلامي لم يهمش هذا الجانب وتحدث عنه باستفاضة وبساطة دون حرج.

الفصل الاول "محنة الحبيبة" عرضت الكاتبة فيه لكيفية الإدراك المبكر عند اليهود لقوة سلاح الجنس وأثره على التركيبة العربية التي تداولت شائعة جنسية عن السيدة عائشة رضي الله عنها فيما عرف بحادثة الافك، واستخدام ذلك في حرب نفسية ضد الرسول لإثنائه صلى الله عليه وسلم عن استكمال مشروعه العظيم لبناء أمة قوية وصرفه عنه.

لماذا يحرم تصوير النبي؟!
تتعجب بسنت في كتابها وتقول " لقد صور لنا بعض الفقهاء شخصية الرسول على أنها شخصية أسطورية هائلة، لا تصل إلى مداركها طاقة البشر العاديين لذا فقد منعوا وحرموا رسمها أو تصويرها، أو تمثيلها فى السينما، على عكس بقية الأنبياء الآخرين، وأشهرهم المسيح عليه السلام، فى حين أن لا آية فى القرآن الكريم ولا حديث صحيحا يمنع ذلك" .
معلوم أن جميع الفقهاء على مر العصور حرموا تجسيد النبي أو تصويره ، فالنبي صلَى الله عليه وسلم لن يستطيع أحد أن يجسده لا خَلقا ولا خُلُقاً، وكذلك باقي أنبياء الله ورسله عليهم السلام ، فكيف تجسد من كان معصوما من الخطأ وتظهر نورانيات الإيمان والاتصال بالله تعالى على محياه ؟
أما الفصل الثاني من الكتاب فقد حمل عنوان "حب في بيت النبوة" تحدثت الكاتبة عن عدم إهمال الإسلام للحب والجنس وكيف اعتني به من خلال كتب التفسير والحديث والفقه والآداب، ووجهت بعد ذلك نصائح للرجال في تعاملهم مع زوجاتهم، إلا أنها بدأت بعد ذلك في انتقاد بعض الأحاديث الشريفة، وانتقاد الإمام البخاري رضى الله عنه صاحب صحيح البخاري الذي اعتبره علماء أهل السنة والجماعة أصح كتاب بعد القرآن الكريم، فاتهمته بأنه فارسياً حاقداً على العروبة والعرب وأنه أساء للنبي صلَى الله عليه وسلم بإيراده في صحيحه أحاديثاً متناقضة في هذا الشأن ، وقالت أنه ادعى للرسول قدرة فائقة كرجل في معاشرة النساء وأنه صوره على أنه يميل للنساء ومنصرف عن بناء الدولة الإسلامية ، ولذا فقد أوردت إساءاتها للرسول الكريم على لسان البخاري افتراءاً .
وتقول الكاتبة على لسان أحمد صبحى منصور "ونجحت الشعوبية فى افساد الإسلام بأحاديث ومرويات كاذبة نشرها تلامذة الهيثم بن عدى وإذا كان الهيثم بن عدى قد مات حسيرا مجهولا فإن تلميذا شعوبيا مجوسيا له نجح وأصبح الآن متمتعا بالقداسة لدى رعاع المسلمين حتى الآن وهو البخارى".
وتتساءل بسنت عن كيف يقوم الرسول بممارسة الجنس مع أزواجه وهن حائضات، ويعصى أمر الله تعالى، على الرغم من أن كتب الفقه والحديث واللغة قالت بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يراعي جانبا نفسيا في المرأة وقت المحيض حيث تكون عصبية وتعتقد أن الرجل يزهد فيها في هذه الفترة ، وإنما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يريد أن يعلم الرجال من بعده أنه لا مانع من مباشرة المرأة دونما جماع في هذا الوقت ، وقد أشارت الكاتبة في اتهامها لما رواه الإمام البخاري عن السيدة عائشة: "كنت أغتسل أنا والنبى من إناء واحد كلانا جنب وكان يأمرنى فاتزر فيباشرني وأنا حائض".
اتهام للرسول بحب المال
وصف بسنت رشاد في كتابها النبي صلَى الله عليه وسلم أنه كان يخاف السيدة خديجة طمعاً في مالها، مع العلم بأن سيدنا جبريل عليه السلام عرض عليه مثل جبال أحد وتهامه ذهباً فلم يرض، ولو أراد النبى صلى الله عليه وسلم أن يكون أغنى البشر لكان له ذلك.
وتقول بسنت عن ذلك في صحيفة رقم 55 من كتابها متسائلة: "ما هو معدل زواج النبى؟ الإجابة: دعنا نحسبها ببساطة: تزوج النبى خديجة وكان عمره 25 سنة وعاش معها 15 سنة دون أن يتزوج فى حياتها أية زوجة أخرى، دون أن تكون له سرية واحدة. ربما كان ذلك خشية أن تحرمه السيدة خديجة من أموالها، أو ربما لأن حياته قبل الهجرة كانت تمر بظروف صعبة بخصوص الرسالة ومضايقات أهل قريش له مما جعل حياته غير مستقرة".
وبعدها بعدة صفحات تكتب : " ولكنه بعد وفاة خديجة تزوج عائشة وعمره 54 سنة، وبدأ تعدد الزوجات حتى مات وعمره 62 سنة ؛ ففى فترة كهولته هذه أى فترة 8 سنوات تزوج 45 زوجة بخلاف خديجة فيكون معدل زواجه حوالى 7 زوجات كل عام أى بمعدل زوجة كل ثانى شهر أو كل 50 يوما تقريبا".
فمن أين أتت بسنت رشاد بهذا العدد لزوجات النبي صلَى الله عليه وسلم ! ، ففي كتاب إمام الأزهر الراحل الشيخ محمود شلتوت بعنوان " الإسلام عقيدة وشريعة " قال ان عدد زوجاته لم يتعد 11 زوجة، وأن زواجه لم يكن لشهوة ، وأنه لم يتزوج إلا بعد أن بلغ الخامسة والعشرين من العمر، على الرغم من أن الزواج المبكر كان من أعراف المجتمع الجاهلي رغبة في الاستكثار من البنين، كما اشتهر صلى الله عليه وسلم بالاستقامة والتعفف عن الفاحشة والتصريف الشائن الحرام للشهوة، رغم امتلاء المجتمع الجاهلي بشرائح من الزانيات اللاتي كانت لهن بيوت يستقبلن فيها الزناة ويضعن عليها "رايات حمر" ليعرفها طلاب المتع المحرمة.
وأن الغرض من تعدد زوجات النبي صلَّى الله عليه وسلم كان من أجل دين الإسلام ولأسباب إنسانية مثل زواجه بالسيدة حفصة التي ترملت باستشهاد زوجها، كذلك كان زواج النبي لغرض تشريعي مثل زواجه بالسيدة زينب بنت جحش، حيث إنه صلَّى الله عليه وسلم كان قد تبنى زوجها زيد بن حارثة، وكان العرب يعتقدون أن آثار التبني هي نفس آثار البنوّة الحقيقية، فكان زواج النبي من زوجة ابنه بالتبني بعد أن طلقها زيد هو الوسيلة الفضلى لقلع هذا المفهوم الخاطئ من أذهانهم، وهكذا كان.
من أبشع ما جاء في الكتاب هو تصوير الكاتبه زواج النبي صلَى الله عليه وسلم للسيدة عائشة بالإغتصاب ، كما تطرح سؤال هل يصح تزويج صبية قاصر من كهل جاوز الخمسين - وتقصد بذلك النبى محمد صلى الله عليه وسلم- وكانت تتعمد إسقاط تساؤلاتها على السيدة عائشة وزواجها من الرسول فقد تزوجها النبي، وهى ابنة السادسة أو السابعة وقيل التاسعة ، ومعلوم أن هذا من طبيعة المرأة في الجزيرة العربية في هذا الوقت ، فقد كان نمو الفتيات الجسدي والعقلي أسرع بكثير من الآن، ولدينا مثال أن سيدنا أسامة بن زيد قاد الجيوش وعمره سبعة عشر عاماً فقط .
استجواب وزير الثقافة
مجلس الشعب المصرى
تقدم النائب المستقل مصطفى الجندي باستجواب إلى وزير الثقافة فاروق حسني في مجلس الشعب حول الكتاب الذي قال إنه يباع بسعر 20 جنيها للنسخة، ويتضمن "إساءات بالغة لشخص النبي وزوجاته، وعلى الأخص السيدة عائشة رضي الله عنها، ويحمل فصولا عن الجنس بصفة عامة، والأوضاع الجنسية وفن الشهوة، وغير ذلك من الأمور التي لا يصح أبدا أن يتضمنها مؤلف يحمل اسم الرسول الأعظم".
اتهم الاستجواب رئيس مجلس الوزراء بصفته المسئول عن الأزهر الشريف بالمسئولية الكاملة عن نشر هذا الكتاب، كما اتهم الاستجواب وزارة الثقافة بالتقاعس عن دورها في حماية القيَم والمبادئ والتقاليد الدينية، كما اتهم النائب الحكومة بأنها قد أهدرت الدستور بنشر هذا المؤلَّف، خاصةً أن الدستور يؤكِّد في مواده أن الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع.
واستعرض النائب في استجوابه العديد من العبارات المسيئة والخارجة عن الذوق، وقال النائب: "هناك كتبٌ تم تأليفها وترجمتها وطبعها ونشرها وتم توزيعها في الأسواق المصرية، وهي تزعزع في الحديث أو تسيء للرسول صلى الله عليه وسلم، منها على سبيل المثال لا الحصر هذه الكتب: "إعادة تقييم الحديث العودة إلى القرآن " تأليف قاسم أحمد، "البينة والمجتمع " تأليف صهيب الرومي .
وقد طالب مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر بلغة شديدة اللهجة الجهات الأمنية المسؤولة بملاحقة الكتاب والعمل علي منع توزيعه بمصادرته، وذلك بعد شكاوي عديدة من مضمونه في أثناء عرضه في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وجاء القرار بعد أن تم تشكيل لجنة قالت إن الكتاب يعد اساءة بالغة للإسلام ورسوله صلي الله عليه وسلم وزوجاته أمهات المؤمنين لاحتوائه علي ألفاظ خادشة للحياء ولا تليق بالحديث عن الرسول وزوجاته، وقد وصل الأمر إلي اختلاق أحاديث وأحداث بهدف الاساءة المتعمدة.
تهديد بالقتل
شعار فضائية الحكمة
محاولة قامت بها الكاتبة بسنت رشاد للدفاع عن نفسها بشأن كتابها المثير للجدل، خاصة بعد أن قام بعض مقدمي البرامج من الدعاة على قناة " الحكمة" الفضائية بحملة استمرت عدة أيام، انتهوا خلالها إلى تكفيرها واعتبارها مرتدة مسيئة للنبي صلَى الله عليه وسلم، وطالبوا بقتلها حتى لو استتابت، وقد أصدروا هذه الفتوي على الهواء قالوا فيها "إنها - المؤلفة - حتى لو تابت فقتلها هو الواجب".
وفي تعليقها على فتوي شيوخ فضائية الحكمة بتكفيرها وإهدار دمها قالت بسنت رشاد أن "إهدار دمها بهذه العلانية يعرض حياتها فعلا للخطر، وأن التهديد وصل إلى بيتها بالفعل"، حيث قام أحد الأشخاص الملتحين يطرق باب بيتها بشدة في الثانية من صباحاً، واستفسر من زوجها الذي فتح له، عما إذا كان هذا بيت "بسنت رشاد" التي كتبت كتاب "الحب والجنس في حياة النبي" وأهدرت قضاة فضائية دينية دمها باعتبارها مرتدة ؟
وحذر الطارق المجهول زوجها من أن مشاكل كثيرة جداً ستحدث لها، ثم انسحب". وأوضحت أنها "امتنعت عن إبلاغ الجهات الأمنية عن الخطر الذي يحيط بحياتها لأنها لا تريد أن تعمل شوشرة، وتريد للحملة عليها أن تتوقف، الله المستعان وهو كفيل بأن يحميني".
وفي محاولة منها لتهدئه النفوس أصدرت بسنت بياناً قالت فيه أن الكتاب "يتناول مسألة المعرفة الجنسية كأحد العلوم التي أولاها الإسلام اهتماما خاصاً ولائقاً بأهميتها في استمرار الجنس البشري، والتي ما زالت تتعامل معها العقلية العربية بطريقة خاطئة".
وتابعت أنه في الفصل الثاني من الكتاب عرضت كيف أن الدين الإسلامي الحنيف لم يهمل الجنس، بل فسره تفسيرا دقيقا واضحا في التعاملات السليمة والصحيحة والطبيعية للرسول صلى الله عليه وسلم مع زوجاته والتي قصد بها أن تكون ، وقالت أنها كانت تهدف من وراء الكتاب لاستنهاض همة الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية للقيام بتمحيص وتدقيق وتحقيق كل الأحاديث التي تناولت هذا الجانب.
مستشرقة تدافع عن النبي
مستشرقة منصفة
في حين يسيء كتاب مسلمون للنبي صلَى الله عليه وسلم بشتي الطرق، نجد مستشرقة تسطر هذا الكتاب الجديد "محمد نبي هذا العصر Muhammad: A Prophet for Our Time" والمؤلفة مستشرقة إنجليزية في تاريخ الأديان، والراهبة السابقة "كارين آرمسترونج" دافعت فيه عن الإسلام والرسول باستبسال وكأنها شيخ معمم، فتحدثت عن مراحل في التاريخ الإسلامي واصفة إياه بالمتسامح والودود لاحتوائه أديانا أخرى على عكس المسيحية التي كانت في أوروبا القرون الوسطى، مذكرة بأن معاداة السامية في العالم الإسلامي لم تكن شيئاً يذكر قبل القرن العشرين.
وقد ألفت المستشرقة ذاتها في عام 1992 كتابا تحت عنوان "محمد: سيرة نبي"، والذي تم نشره عن دار نشر HarperCollins غير أن التطورات التاريخية بعد أحداث 11 سبتمبر ضغطت على المؤلفة لتتوسع في الكتاب الذي لم يكن بنفس التوسع الموجود في الكتاب الأخير.
ويعد كتاب كارين آرمسترونج "محمد نبي هذا العصر" من أفضل كتب المستشرقين لما فيه من الموضوعية داخل المنظار الغربي للمستشرقين، ومن خلال المقدمة سعت لتوضيح صورة الرسول صلَى الله عليه وسلم والمسلمين من خلال الكتاب، منتقدة بعض قنوات الإعلام الغربي، حيث تكتب: "مازالت تثابر بعض قطاعات الإعلام في الغرب، مستمرة على عادتها من المعاداة، بتصوير محمد وفق إدعائهم بأنه مدمن على الحرب والبعض ذهب أبعد من ذلك بإدعائه بأنه إرهابي".
ورأت المؤلفة الإنجليزية أن محمد صلى الله عليه وسلم رجل دولة وحرب حيث تقول: "إن محمد شخصية مثالية ولديه دروس مهمة ليست فقط للمسلمين، وإنما للشعب الغربي، حياته كان جهاد ليست جهاد بمعنى الحرب المقدس "holy war" بل تعني النضال "struggle" محمد كدح، قدم مجهوداً فريداً لكي يجلب السلام للعرب الممزقين ، لذا نريد اليوم أناسا مستعدين لفعل مثل ما فعل، إن حياته وبدون تعب كانت حملة ضد الطمع والظلم والتغطرس، وعندما أدرك بأن العرب في نقطة تحول وان طريقة تفكيرهم القديمة قد لا تُغني قام بجهد إبداعي لتطوير تدريجي لطرح حل كامل ، إننا اليوم ندخل بعد أحداث سبتمبر حقبة زمنية جديدة لذا يجب علينا تطوير وجهات النظر المختلفة".
وبكل إصرار أكملت كارين كلماتها كاتبة : "أقول وبشدة، إن في الأحداث التي وقعت في الجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي أهمية أساسية فهي تملك الكثير لتعلمنا دروساً كثيره عن الأحداث في وقتنا الحالي، فمحمد لم يحاول فرض دين أرثوذوكسي فهو لم يكن يهتم بال ميتافيزيقا – ولكن لتغير قلوب الناس وعقولهم، ففي وقته أطلق على الروح السائدة بالجاهلية، إننا علمياً لا نعرف شيئا عن بداية حياته اي قبل تسلمه ماهو مؤمن به، قبل إشهار الرسالة وذلك في عمر الأربعين".
وتقارب آرمسترونج معنى كلمة إسلام surrender موضحه بأنه الإذعان والاستسلام الكامل لله وحده. مضيفة تفاصيل يجهلها القارئ الغربي ويعرفها المسلمون.
وكانت كارين آرمسترونج قد شاركت منذ سنوات قليلة عبر مشاركتها في الفيلم الوثائقي الرائع عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم "Muhammad_Legacy of aprophet" فقد كان إعدادا جيداً من حيث المعلومات، وطريقة الأداء بالتناوب بين المتحدثين والراوي، ومحاولة تنقل الكاميرا بين الزمن القديم والصور الحديثة الحقيقية بالإضافة إلى خلفيات موسيقية جميلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.