صنعاء: صدر مؤخراً كتا يحمل اسم "قصة عمري وثائق ثورة اليمن وكارثة يونيو1967" يقع في574 صفحة من القطع الكبير يستهلها الدكتور عبدالرحمن عبد ربه المرادي البيضاني نائب رئيس مجلس قيادة الثورة اليمنية بالعودة إلي جذوره الأولي, ومولد أبيه الشيخ عبد ربه في الصاعترة قبيلة مراد محافظة مأرب ونشأته يتيما واضطراره تحت وطأة الصراعات القبلية التي نشأت بسبب النزاع حول عنزه إلي الابتعاد عن مناطق القتال واللجوء إلي مدينة البيضاء شرق اليمن, ومحاولة الأب المستمرة الوصول لإجابة السؤال عن السر في أفول مجد اليمن بالمقارنة لما كان يتواتر ويجمع عليه الرواة من ارتفاع وارتقاء المعيشة في كثير من الدول, خاصة مصر حيث الأزهر الشريف المنارة الدينية وقلعة الانتفاض السياسي. رحل الأب وفقاً لجريدة "الأهرام" إلي عدن واتسعت دائرة معارفه ومنها إلي مصر مع زملاء له من حضرموت وجاءوا إلي الأزهر عام1897 للدراسة والحصول علي شهادة العالمية الأزهرية المعادلة للدكتوراه, بينما زاول بعض من زملائه تجارة البن ومنهم أسر اشتهرت في مجال التجارة "باجنير وبارزعة وباناجه" استقر الأب في مصر وتزوج من شقيقة زميل مصري الشيخ عبدالخالق وهبه ليولد د.عبدالرحمن في التاسع من أغسطس عام1926. علي هذه الخلفية يبدأ مشوار د.البيضاني المعرفي الذي بدأ بشهادة متوسطة دبلوم تجارة ثم دبلوم فلسفة وعلم النفس من الجامعة الأمريكية وليسانس الحقوق ودبلوم دراسات عليا في الاقتصاد السياسي. وآخر في الشريعة الإسلامية وثالث في العلوم الاقتصادية, وأخيرا دكتوراه في الاقتصاد والادارة من جامعة بون. أما المشوار السياسي حسبما ذكرت "الاهرام" فقد بدأ قبل الثورة كمستشار المفوضية اليمنية بالقاهرة ونائب مندوب اليمن الدائم لدي جامعة الدول العربية ووزير مفوض بألمانيا ثم السودان ومستشار اقتصادي للإمام أحمد ملك اليمن وبعد ثورة اليمن صار نائبا لرئيس مجلس قيادة الثورة ونائبا لرئيس الجمهورية ورئيس وزراء ووزير الخارجية والاقتصاد والثروة المعدنية وهو أيضا مؤسس البنك اليمني للإنشاء والتعمير, وأخيرا مؤسس ورئيس مجلس إدارة الهيئة العربية للدراسات العينية وحاليا عضو مجلس كلية تجارة بنها. جدير بالذكر أن هذا الكتاب سبقه ستة وعشرون كتابا كان آخرها عمل في أجزاء ثلاثة عن أوجاع اليمن وآخر عن رؤية إسلامية في المعاملات المعاصرة. ألحق البيضاني بكتابة بعض رسائل لشخصيات عربية مهمة منها شيخ الأزهر د.محمد سيد طنطاوي, وطلال بن عبدالعزيز, والسيد عمر سليمان, رئيس المخابرات العامة, وحبيب العادلي, وزير الداخلية, ود.زكريا عزمي, رئيس ديوان رئيس الجمهورية وهي رسائل في معظمها رد علي إهداء البيضاني لكتبه لهذه الشخصيات.