انطلقت خلال الأسبوع الجاري فعاليات مهرجان الشعراء العرب الأول من دولة البحرين، حيث استضافت قاعة جامعة البحرين حفل الافتتاح والذي بدأ بقصيدة للشاعرة زينب المسجن والتي حملت عنوان "أهاجم نفسي كأفعى"، جاء بعدها قراءة الشاعر اليمني عمرو الإرياني لنصين أشبه بنص الومضة القصيرة والمكثفة. ألقت بعد ذلك الشاعرة السورية هبة شعبان وهي أصغر شاعرة في المهرجان ثلاثة نصوص هي "جنون في المهد"، "وليس للبيع" و "يا أنا"، تلا ذلك الشاعرة دلال البارود التي قرأت "ليل ينازعني" و "مطر" ونص "طفلة"، ثم قرأت عفاف فتوش من الجزائر من ديوانها"لاجئة حب" ثلاثة نصوص "لهفة"، "ومضة غياب" و "طلاق بالثلاث"، ثم قرأ الشاعر زكي الصدير أربعة نصوص هي "أنشودة، وهم، وحانة"، وختم بقصيدة "يا صديق". تلا الصدير الشاعر اللبناني مهدي منصور فقرأ من ديوانه "متى التقينا" وأهدى نصه لجمركي موريتاني كان قد التقاه في مهرجان للشعر العام الماضي، وتبعه بنص "الظل صوت داكن"، ثم جاء الختام مع الشاعر الكويتي حسين العندليب الذي قرأ نص "الشاعر والغاب" وآخر يحمل عنوان "وقفة على أعتاب المستحيل". وقد أشاد د.علوي الهاشمي رئيس أسرة الكتاب البحرينية بانطلاق المهرجان وشدد على التلاحم من خلال القصيدة وقال: إن لتأريخ دلمون والشعر تاريخ طويل، وأردف قائلا: لتخلقوا قصيدتكم ولتأخذ شكلها الذي تراه مناسبا وختم مرحبا بالحضور ضيوفا أعزاء على البحرين. ووفقاً لصحيفة "القبس" الكويتية انطلقت الأمسية الأولى بمشاركة الشاعر العراقي حيدر النجم الذي قدم تحية لبلاده وإحدى قصائده، تلا ذلك الشاعر مهدي سلمان من البحرين، ثم الشاعرة شيماء محمد من مصر، وتبعها من الجزائر الشاعر مروان سهيلي، ثم قراءة للشاعر العماني إسحاق الخنجري، ومن الإمارات الشاعرة شيخة المطيري وقرأت ثلاثة نصوص، وجاء من اليمن محمد اللوزي الذي قرأ نصوصا قصيرة وسريعة، إلى جانب الشاعر الفلسطيني مأمون مباركة. نقرأ رائعة اللبناني مهدي منصور " بين دجلة والفرات " : بينَ دجلةَ والفراق ربما لا... وربما يلتقي النهران في شطِّ عرب...! غريبان..كالأمطارِ...كالكلماتِ... نفتِّشُ فينا عن ملامحِ آتِ... غريبانِ لا منفى سوى ما يخطُّهُ على جَسدِ الأيامِ جرحُ دواتي! فقيرانِ...دمعانا خميرةُ خبزنا... كَفافُ أغاني الوجدِ والصبواتِ يرتِّبُ لقيانا حنينُ وعودِنا وأعذبُ ما نتلوهُ في الصلواتِ... حِمانا دعاءُ الأمهاتِ...عزاؤنا حياةٌ بموتٍ بعدَ موتِ حياةِ...! *** عدَوْتُ ولكنَّ الدروبَ تمدّدتْ لأبْعُدَ مهما أسرَعتْ خطواتي..! أرودُ مقاهي الصمتِ لا خلَّ لي سوى شجايَ وصوتِ التيهِ في طرقاتي.. كأن الخَطايا في خطايَ توطنَّتْ توزعُ قلبي في ضبابِ شتاتي... أسيرُ إلى بعضي..أسيرَ عواصفي... ووجهُكِ يا بغداد كلُّ جهاتي... أنا قيدُ شوقٍ من يديك, تقدّمي... لأختصِرَ الدنيا بقبضةِ ذاتي... *** حَنانيكِ يا عرسَ المدائنِ في السما ويا بُحّةَ التاريخِ في خلجاتي.. كأنَّ الذي قد قسّمَ الحزنَ لم يجدْ سوانا...فنلْنا أعمقَ الطعناتِ..! وأقتلُها.. أنْ كنتِ في العمرِ دِجلةً يساقي...ويبقى ظامئاً لفراتي...