شاعر صومالي ، اسمه محمد الأمين الهادي ، ننتقي له قصيدتين من روائعه ، من قصيدة " غابات من العنبر" غابات من العنبر واركب بحر أشواقي .. بلا زورق. أغادر مرفئي الدافي. فتصفعني عواصفه وترميني.. بجدب ما به ينبوع. تزيد ملوحة الأمواجْ. وتغرقني بغابات من الصبارْ. تمزق جسمي المنهوكْ. وتنهشني سباع الغاب إذ تزأرْ. فلا أصحو ولا أضجرْ. لأن طيوف من أهوى . أمام العين إذ تظهرْ. تسليني.!! تلوّح لي على بعدٍ وتنصحني بأن أصبرْ. وإن كان الدجى أعمى.. فإن الفجر قد يبصرْ. وإن الصبح قد يسفرْ على لقيا . تلملم من جراح القلبْ ورودا بالندى تزهر. وتنسج من دموع العين .. سحابا بالشذى تمطر. ويصبح قعر هذا البحر. غابات من العنبرْ ومن قصيدة "سنشرق بالدمع": سنَشرَقُ بالدمع – يا صاحبي – إذا ما غدا الدمعُ مأوى الحزين . ستغدو الدموع بحيرة حزنٍ .. تضجُّ .. نعجُّ لديها ونغرقْ. ... .... .... هل الدمع يبرد ما في الحشا .. ونار الحشا فوق نار الحرائق؟؟ فقد يطفئ الدمع هذا اللهيبْ ويبرد تربة قبر الحبيبْ . ولكن تُرَى منْ ؟ سيطفئ نار الفؤاد الشبيبْ على من مضى وسط هذا اللهيبْ؟؟؟ .... ..... ..... هي النار – يا صحب – لم تستجدّ أخوها لهيبٌ .. أبوها لظى. وما هيْ سوى نسل تلك الحرائقْ!! وتلحس كل الذي شيدته بناة الحضارة . بمثل شرارة. ... .... .... أليست هي النار نطهو عليها ؟ وندفا لديها ؟ هي النار عاشقها تحرقُ!! هي النار سارقها تلعنُ !! هي النار تطهو وتطبخ لكن.. تغار على من بحسن سواها افتتنْ!! .... .... ..... عروسٌ جثت قبلُ بين يديها .. تزف لغير أكف يديها . وقد نفثت بنسيم صباها عليها لتذكو .. من شفتيها.!! تغار عليها .. تغار عليها!! .... .... .... حنانيك –يانارُ – هذا التلظي وهذا التشهي .. وهذا التلمظ .. هذا الجنون.!! فمن غيرة الحب ما قد قتل. لقد صرتِ – يا نار – غولاً عنيفة. نهشت لحوم العذارى العفيفة . وأوحشت درب الأغاني العفيفة. وأسمعتنا من فحيح الأفاعي .. فصارت لحون المغني سخيفة. ..... ..... ..... لقد كان عرس وكانت صبايا. يغنين .. يرقصن ملء الزوايا. يقدمن أغلى العطايا ..هدايا. فصارت رمادا وبغض شظايا. ولم يبق منهن غير الحكايا. ... .... ... خدود كورد الروابي نضير. وشعر كمائج ماء الغدير. ويعبث فوق الجبين حرير. صبايا .. حسان .. وحور. ... .... .... هي الآن فحم وبعض ركام. ولم يبق منهن غير الحطام. ولم تترك النار حتى العظام. رماد ..رماد .. رماد.. دخان. .... .... .... فأين البراءة أين الطفولة .؟ وأين العذارى .. بنات البتولة؟ وأين الجمال .؟ وأين الجميلة.؟ دخان تصاعد فوق الخميلة... ويحمل كل المعاني الجميلة...!! .... .... .... أدنيا تجمع فيها النقائض؟؟ فوردٌ وشوكٌ .. وعرس ومأتم؟؟ كأن الصبايا.. تجهَّزن وقت الزفاف للثم ثغور المنايا.!!