بغداد: بدأ العراق الإعلان عن الشركات الفائزة في أكبر مناقصة لفتح قطاع الطاقة فيه امام الاستثمار الأجنبي منذ غزو العراق عام 2003. وذكرت وزارة النفط العراقية ان تحالف شركات تقوده بريتش بتروليم "بي بي" البريطانية وشركة النفط الصينية "سي ان بي سي" فازا بعقد تطوير أكبر حقول العراق النفطية، حقل الرميلة. وفازت "بي بي" بالعقد بعدما رفضت اكسون موبيل الأمريكية شروط الحكومة العراقية المتعلقة بالرسوم على البرميل من إنتاج الحقل الذي يحوي مخزونا نفطيا عند 17 مليار برميل. ولم يتقدم أي من الشركات للحصول على عقد تطوير حقل غاز المنصورية، وتقدم تحالف شركات تقوده كونكو فيليبس وحده لعقد حقل نفط باي حسن في شمال اقليم كركوك. وأشار موقع بي بي سي إلى أن العراق كان قد أمم صناعة النفط عام 1972، وعلى الاثر خرجت الشركات الاجنبية وفي مقدمتها الشركات الغربية خاصة البريطانية من قطاع الطاقة العراقي. وأثارت المناقصة كثرا من الجدل بين القوى السياسية في العراق وطالب نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، الذي قاطع المناقصة، باعطاء البرلمان مزيدا من الوقت لدراسة العقود. كذلك تباينت وجهات النظر بين الشركات والحكومة العراقية بشأن شروط العقود، اذ رغبت الشركات في مزيد من الحوافز فيما ترددت الحكومة بسبب الخوف من المعارضة السياسية. يشار إلي أن قطاع النفط العراقي يحتاج لاستثمارات كبيرة بعد سنوات من التراجع. وحسب التقدير الاولي للعقود المطروحة للمناقصة، تدفع الشركات 2.6 مليار دولار للعراق بعد التوقيع وتتحمل كلفة نصيب الحكومة في العقود (25 في المئة) حتى يدفعه العراق فيما بعد في شكل نفط للشركات. وتنافست كبرى شركات الطاقة العالمية على عقود ادارة 6 حقول نفط وحقلين للغاز في مزاد علني تنقل وقائعه عبر التلفزيون. وقد جذبت هذه العقود التي تستمر مدتها 20 عاما 31 عرضا من شركات نفط عالمية بينها اكسون موبيل وشل وتوتال. وقال مسؤولون عراقيون إن الشركات التابعة لبلدان شاركت في اجتياح العراق عام 2003 لا تتمتع بأي افضلية على شركات اخرى تقدمت بعقود. وقال وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني ان "هدف الحكومة العراقية زيادة انتاج النفط العراقي من 2.4 مليون برميل في اليوم الى اكثر من 4 مليون برميلا للنفط يوميا خلال الاعوام الخمسة المقبلة". يشار إلى أن العراق يملك ثالث اكبر مخزون نفطي في العالم يقدر ب115 مليار برميل. ويقدر حجم العقود الستة المقترحة ب43 مليار برميل من اصل مخزون ال115 مليار.