أكدت الباحثة داليا مجاهد مستشارة الرئيس الامريكي للشئون الإسلامية أن الخلاف بين الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامي مرجعه سياسي وليس ديني أو عقائدي كما يعتقد الكثيرون. محيط – أبوبكر خلاف داليا مجاهد وناشدت مجاهد في اتصال هاتفي مع برنامج " البيت بيتك " - الاربعاء 29 ابريل 2009- شباب العالم الإسلامي أن يراسلوا البيت الأبيض ويعبروا عن آرائهم بحرية وأن يعملوا بجد ليغيروا الصورة المشوشة عن المسلمين بالغرب. ورغم أنها أبدت تفاؤلا حذرا فيما يتعلق بعلاقة الرئيس الأمريكي بالعالم الإسلامي ، إلا أنها أشارت إلى اختلاف بشكل كبير في السياسة الامريكية تجاه العالم الاسلامي وكون الرئيس أوباما له جذور إسلامية فهذا يعطي انطباعا مختلفا عما ارتبط في الذهنية الأمريكية حول المسلمين. وحول قصة ترشيحها لهذا المنصب الرفيع بالبيت الابيض وهل كانت تتوقع ذلك قالت:" لم أكن اتوقع ذلك..كانت هناك لجنة بها اشخاص من اديان مختلفة، وما حدث ان أحد المسئولين في هذه اللجنة رآني ابرز هذه الاحصاءات وقرأ الكتاب الذي كتبته ، وكلمني وطلب مني الانضمام الى مجموعة المستشارين ...ولم أتردد في القبول". وتقول داليا مجاهد إن مهمتها هي اطلاع الرئيس أوباما عن كيف يفكر المسلمون.. وماذا يريدون من الولاياتالمتحدة ؟ والإجابة عن الأسئلة التي تدور حول المسلمين في الولاياتالمتحدة، في محاولة لتقديم صورة حيادية وصحيحة عنهم. وترأس مجاهد مركز جالوب للدراسات الإسلامية، الذي يعد أبحاثا وإحصاءات تتعلق بالمسلمين في جميع أنحاء العالم، وتظهر دراساتها في صحف ودوريات بارزة مثل "وول ستريت جورنال" و" هارفارد انترناشونال ريفيو"، وسبق لها أن درست وسبق لها أن درست أيضا إدارة الأعمال والهندسة الكيميائية. وفيما يتعلق باستفادة مركز جالوب من الاحصائيات والدراسات التي تصدر عن الجهات الرسمية بالوطن العربي قالت:" نحن لانعتمد ماينتجه الآخرون وما نصل اليه من احصائيات نتيجة لما نقوم به بأنفسنا من دراسات وأبحاث". وأضافت مجاهد : "بدأنا العمل بالاحصائيات والاستطلاعات في مركز جالوب عام 2002 ، وكانت هناك توقعات بأننا سنفشل لعدم رغبة الجماهير في التعاون معنا ، ولكن ماحدث كان على عكس ذلك تماما، ووجدنا تجاوبا كبير ا وكان الناس يعبرون عن آرائهم بحرية تامة، ولم نجد صعوبة في الاستفادة من ذلك علميا". وحول وجود حاجة لانشاء قناة اعلامية تساعد في مد الجسور بين امريكا والمسلمين من خلال أنشطة موجهة وهادفة قالت:" هناك قنوات قائمة بالفعل في أمريكا، ومعظم العرب في أمريكا لايثقون بها ، أعتقد انه من الافضل اصلاح الموجود بدلا من انشاء جديد قنوات جديدة". وتابعت:" معظم الامريكيين لديهم اهتمام بالعلاقة مع العالم الاسلامي ويعترفون بأنه لوكانت العلاقة أقرب فهي ستفيد أكثر ما تضر ، لكن هناك احساس يغمرهم بأن المسلمين لايعتنون باقامة وتوطيد علاقة مع امريكا، اعتقد انه سوء تفاهم بين الطرفين". واستطردت:" من العجيب أننا لاحظنا من خلال الدراسات والاحصائيات في مركز جالوب أن المسلمين في الشرق الاوسط يكرهون الارهاب ويتخوفون منه أكثر من الامريكيين أنفسهم". وأضافت أن الصراع وإن كان بالفعل يوجد بين أمريكا والعالم الإسلامي فهو سياسي وليس عقائدي كما يحاول أن يروج البعض، قائلة :" المشكلة هي وجود سوء تفاهم بين الطرفين ووجود جهل للحقائق". وحول خطتها لإيصال رسالة صحيحة واقعية للإدارة الأمريكية ، قالت:" أن أعمل بشكل منهجي وعلمي عن طريق المعرفة والإحصائيات في توصيل الأفكار وليس عن طريق البروباجندا،وأتوقع أن يكون المستقبل أفضل في هذه العلاقة بين أمريكا والعالم الإسلامي". واختتمت تصريحاتها لبرنامج البيت بيتك بتوجيه الشكر لأسرتها وأهلها بمصر ، وقالت إنها تركت مصر وهى بنت خمس سنوات لكنها تحرص على زيارة جدتها بصفة دورية، وهي لا تنسى أهلها ومن علموها المباديء والأخلاق وتعتز بهويتها وتفتخر بأنها مصرية ومسلمة. جدير بالذكر أن الباحثة داليا مجاهد أصدرت كتابا تحت عنوان "من يتكلم نيابة عن الإسلام"، تعرضت خلاله إلى جموعة من الأبحاث، وأكثر 50 ألف مقابلة، تمثل أكثر من مليار مسلم في أكثر من 35 دولة، تسكنها غالبية مسلمة أو عدد لا بأس به من المسلمين، ويعتبر هذا الاستطلاع، الذي يمثل أكثر من 90% من المجتمع الإسلامي في العالم، الدراسة الأكبر والأكثر شمولية من نوعها