قررت وزارة الخارجية الباكستانية إغلاق ملف العالِم النووي عبد القدير خان، بعد إشارته إلى اشتراك الرئيس برويز مشرف في نقل التكنولوجيا النووية الباكستانية إلى كوريا الشمالية. وفور إطلاق خان لتصريحاته عقدت وحدة التخطيط الإستراتيجي للأسلحة النووية الباكستانية مؤتمرا صحفيا واعتبرت تصريحات عبد القدير خان الخطيرة مغلوطة، في حين رفض رشيد قريشي المتحدث باسم مشرف ادعاءات خان ووصفها بأنها بيانات خاطئة وكاذبة. وتأتي التصريحات الرسمية الباكستانية لتؤكد موقف إسلام آباد السابق من إغلاق ملف عبد القدير خان وعدم فتحه للتحقيق، لكن يبدو أن باكستان أغلقت الملف خارجيا ليفتح داخليا في موضوع يمس الأمن القومي الباكستاني. وكان خان قال إن كوريا الشمالية استلمت أجهزة طرد مركزية مستعملة من باكستان في عام 2000 بعد استلام مشرف للسلطة، مشيرا إلى أن الشحنة أرسلت على متن طائرة كورية شمالية تحت مراقبة الجيش الباكستاني. وكان مشرف اتهم خان في مقابلة مع وكالة كيودو عام 2005 بإرسال عدد غير محدد من أجهزة الطرد المركزي إلى كوريا الشمالية من دون أن يشير إلى موعد إرسال الشحنة. وكان مشرف قد أشار في مذكراته إلى نقل 18 ألف طن من المواد التي تستخدم في الأسلحة النووية إلى كوريا الشمالية. وتأتي هذه التطورات فيما توقع إقبال جعفري محامي عبد القدير خان الإفراج عن موكله قريبا لكنه تحدث عن أن أجهزة الأمن الباكستانية قامت بزرع أجهزة للتنصت على خان وفقا لما أبلغه موكله. وأوضح عقب سماح السلطات الباكستانية بلقائه موكله أمس الجمعة أن عبد القدير خان أبلغه أنه خلال السنوات الأربع والنصف الماضية تمّ زرع أجهزة تنصت في غرفة نومه وحتى في حمام ابنته الكبرى. وعقب لقاء المحامي بخان أطل العالم -الذي يلقبه الباكستانيون ب"أبو القنبلة النووية الباكستانية"- من المنزل برفقة زوجته ولوح لكاميرات التلفزيون والصحفيين في الشارع بالخارج، وهي المرة الأولى التي يشاهد فيها منذ وضع رهن الإقامة الجبرية، ومن المقرر أن تعقد المحكمة جلسة في 15 يوليو الجاري للنظر في قضية الإفراج عنه.