في الوقت الذي حذر فيه الكونجرس الأمريكي من أنه سيعيد النظر في المساعدات التي سيتم تقديمها إلى باكستان بعد الإفراج عن عبد القدير خان أبو القنبلة النووية الباكستانية يوم الجمعة , أعلنت باكستان أنها تريد المساعدات الأمريكية ولكن بدون شروط. وكانت محكمة باكستانية قد أمرت يوم الجمعة بالافراج عن عبد القدير خان مهندس القنبلة الذرية الباكستانية الخاضع منذ خمس سنوات لنظام الإقامة الجبرية بعدما أقر بقيامه بنشاطات في مجال الانتشار النووي , وبموجب هذا القرار فإن عبد القدير خان بات مواطنا حرا. وسارع هذا العالم البالغ الثانية والسبعين والذي تحول إلى بطل وطني بشكر الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني من مقر إقامته في وسط إسلام أباد. وقال متحدثا ل"فرانس برس" من شرفة منزله الفخم : "اشكر الأمة كلها على الوقوف إلى جانبي في هذه الأوقات الصعبة". وأضاف وهو يمزح مع الصحافيين : "بحسب ما قيل لي ، سيكون في وسعي التوجه إلى أي مكان في باكستان بدون أي قيد محاطا بالإجراءات الامنية التي كنت احظى بها سابقا". وأضاف : "إن أردت السفر إلى الخارج ، سيكون علي طلب إذن من الحكومة". وقال المحلل طلعت مسعود لفرانس برس إن اطلاق سراحه سيلقى ترحيبا في باكستان لأن الناس تدرك أنه حتى إذا كان قد باع التكنولوجيا النووية فإنه لم يكن ليفعل ذلك بدون موافقة السلطات أنذاك". وأضاف محذرا : "لكن الضغوط الدولية ستمارس من جديد على الحكومة كي تبقيه تحت المراقبة". وقد أبدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الجمعة قلقها الشديد للإفراج عن عبد القدير خان وقالت للصحفيين : "أنا قلقة للغاية ، وسأعود مجددا للحديث عن هذه المسألة". وفي وقت سابق صرح جوردن داجيد المتحدث بإسم الخارجية للصحفيين أن الافراج عن خان أمر مؤسف , وأضاف أن خان لا يزال يمثل خطرا شديدا فيما يتعلق بالانتشار النووي. ومن جانبه أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يريد الحصول على ضمانات بأن أبو القنبلة النووية الباكستانية عبد القدير خان لم يعد ضالعا في نشاطات لنشر الاسلحة النووية. وحذر برلمانيون أمريكيون من أن الكونجرس الأمريكي سيأخذ في الاعتبار عملية الإفراج عن مهندس القنبلة النووية الباكستانية لدى إعادة بحث المساعدة الأمريكيةلباكستان. وقال السفير الباكستاني في الولاياتالمتحدة في مقابلة نشرتها صحيفة "فيننشال تايمز" يوم السبت أن أي مساعدات تمنحها إدارة أوباما إلى باكستان يجب أن تأتي دون شروط. وجاءت تصريحاته بعدما قال نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الجمعة أن إدارة أوباما ستقوم باحياء خطة لإرسال مساعدات عسكرية بقيمة 5.1 مليار دولار لباكستان ، حليفتها الرئيسية في الحرب ضد قوات طالبان والقاعدة في أفغانستان. وتريد الولاياتالمتحدة مضاعفة المساعدات المدنية ولكن في الوقت ذاته فرض شروط لضمان تخصيص المساعدات العسكرية إلى باكستان لمحاربة المتمردين في أفغانستان وليس بناء دفاعات في مواجهة الهند. وفي أعقاب الإفراج عن عبد القدير خان في باكستان يوم الجمعة قال حقاني إن الافراج عنه : "قد يتسبب في مشكلة سوء فهم على المدى القصير , ولكن باكستان فيها قضاء مستقل تماما وقد فككنا شبكة عبد القدير خان". وكان خان في الإقامة الجبرية منذ فبراير 2004 حين اعترف على التيلفزيون بقيامه بنشاطات مرتبطة بانتشار الأسلحة النووية ببيع تكنولوجيا نووية باكستانية في التسعينيات إلى ليبيا وايران وكوريا الشمالية , غير أنه رجع عن هذه الاعترافات فيما بعد. وأكد خان أمام حشد من المصورين - بعدما خضع عام 2006 لعملية جراحية لإصابته بالسرطان - أنه لا يخشى على حياته مؤكدا : "لن يود أحد إيذائي". وكان رئيس المحكمة العليا سردار محمد إسلام استقبل يوم الجمعة في جلسة مغلقة محامي عبد القدير خان ومحامي الحكومة الباكستانية. وبحسب القرار فإن محامي خان أكدوا أن موكلهم غير ضالع في أي نشاط إجرامي وعلى الأخص في نشاطات مزعومة لنشر الأسلحة النووية , غير أن شروط الإفراج عنه لم تعلن. وكان القاضي إسلام قد سمح لخان في يوليو بالتنقل داخل البلاد لزيارة أقربائه ، لكنه منعه من التحدث إلى الصحافة بشأن ملفه القضائي. وعفا الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف عنه عام 2004 لكنه بقي قيد الإقامة الجبرية في منزله تحت حراسة مشددة من الجيش وأجهزة المخابرات. يذكر أن باكستان هي القوة النووية العسكرية الوحيدة المعروفة في العالم الإسلامي.